في ضميرنا الوطني وفي تاريخنا المعاصر الحديث، ليس في العقل والقلب إلا ذكرى واحدة في تاريخ 14 فبراير، وهي ذكرى إطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله ورعاه، متمثلة في ذكرى إقرار ميثاق العمل الوطني، الذي جاء بإجماع شعبي كبير ولافت.
كل الحريات التي أطلقت، وأهمها وأولها حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة التي في تقديري هي من أهم ركائز مشروع جلالة الملك الإصلاحي، فمن خلال هذا المشروع تمكنت الصحافة ومؤسسات المجتمع المدني من ممارسة حقها في التعبير عن الرأي، فلم يكن لنا في الجسد الصحفي أن نكتب بهذه الحرية وهذا السقف المرتفع لولا مشروع جلالة الملك الإصلاحي والذي جاء من خلال ميثاق العمل الوطني.
لن يأتي أحد ليفرض على أهل البحرين أجندة انقلابية في هذا التاريخ، مهما فعلوا من إرهاب وقتل وسفك للدماء واستباحة أمن المواطنين والمقيمين، إلا أن ضميرنا الوطني ينشغل بذكرى ميثاق العمل الوطني، ولا شيء غير ذلك.
هناك من يريد أن يعيش في الظلام وفي الخراب وفي الدمار، هؤلاء اختاروا لأنفسهم هذا الطريق، غير أن هذا الطريق لن يحقق لهم إلا الخراب والدمار، لن يتحقق لهم ما يتمنون، ولن يحدث (بإذن الله) ما يخططون إليه، هم عبر التاريخ فاشلون، وسيفشلون.
انظروا ما يفعلون بأنفسهم، يدمرون بيوتهم، ويدمرون قراهم، ويحرقون كل شيء، يعيشون في الخراب، وفي الدمار، هذا شأنهم دائماً، وهذا حالهم في كل مكان، في العراق، وفي سوريا، وفي لبنان، وفي اليمن، كل مكان يقعون فيه، يقع فيه الدمار والخراب، والإرهاب.
حين تقرأ كتاب الله، وتمر على آية قرآنية تقول: «وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم» فإن هذه الآية تذكرك بصور ومشاهدات تراها ربما كل يوم في بعض المناطق، والفاعل لهذا الخراب والدمار هم أنفسهم، وهم الذين يدمرون بيوتهم ومناطقهم.
من يعيشون في الظلام، أرادوا أن يعكروا صنوف الحياة وطبيعتها في البحرين أمس، غير أنهم، لم يستطيعوا فعل أي شيء، الناس عاشوا حياتهم بشكل طبيعي جداً، الناس يقضون أيامهم في المجمعات والمطاعم وكل مكان بشكل طبيعي جداً.
حتى دوري كرة القدم سار بشكل اعتيادي، وحضر جميع اللاعبين، وأقيمت المباريات جميعها بحضور بعض الجماهير.
الذين هددوا بالإرهاب خابوا وانهزمو أكثر من ذي قبل، وإن كانوا يحلون الدمار في مناطقهم، فليفعلوا، وليدمروا مناطقهم وبيوتهم، وليحرقوا الإطارات لينتقل إليهم دخان الإطارات.
العتب على الدولة التي تذهب لإعمار مناطق الخراب، ومناطق الإرهاب، هذا لا ينبغي أن يحدث، هذا يسمى حرق للميزانيات، ولأموال الدولة، فكلما قامت الدولة بتعديل المناطق والشوارع يقومون مرة أخرى بتدميرها، وإحلال الخراب فيها، فلماذا تقوم الدولة بتعمير مناطق الإرهاب.
الشكر لوزير الداخلية الشيخ راشد بن عبد الله، ولمنتسبي وزارة الداخلية على خطتهم، وعلى تأمين المناطق، وعلى محاصرة الإرهاب، ونحن نتمنى قطع دابر الإرهاب نهائياً، وأن تكون للدولة سيادة وقوة، حتى لا تعود عمليات الإرهاب ثانية.
أمام الدولة تحد قديم جديد، وهو تحدي الإرهاب الصفوي الإيراني في البحرين، هذا التحدي يتطلب خطة عمل، واستراتيجيات، وتصورات، بحيث كلما يمر الوقت يندحر الإرهاب، ويقبض على خلاياه ومنفذيه، ومموليه، والمحرضين عليه.
نقول للدولة، ولوزارة الداخلية ونحن نشكرهم على جهودهم خلال الأيام الماضية، نقول لا ينبغي أن تبقى مناطق مغلقة تخرج عن هيمنة وسلطة الدولة، هذا الموضوع خطير جداً وحساس، لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، لا يوجد شبر في الوطن إلا وهيمنة الدولة عليه، وسلطتها عليه.
المناطق المغلقة يجب أن تفتت، وأن توضع الخطط لفتحها، وجود مناطق مغلقة يعني تكاثر أكثر لبؤر الإرهاب، ويعني أن هناك مناطق أكثر لتخزين الأسلحة، من هنا فإن على الدولة أن تضع خطة لذلك، واستراتيجية لفتح المناطق المغلقة، وجعلها جميعاً تحت سلطة الدولة والقانون.
اندحر الانقلاب إلى غير رجعة بإذن الله، لكن هناك مسؤولية كبيرة اليوم على الدولة، وهي أن ينهزم المشروع الإيراني في البحرين، في طهران وضعوا صورة علي سلمان جنباً لجنب مع الحوثي، وهذا يعني أن هذا هو المشروع الإيراني في المنطقة، وهؤلاء هم منفذو المشروع الإيراني، ما جرى لليمن كان مخططاً له أن يحدث في البحرين.
لذلك لا ينبغي أن تنام الدولة عن المشروع الإيراني وأذنابه في البحرين، من اليوم عليكم دحره، والتخطيط لهزيمته الأخيرة، هكذا يجب أن يحدث، تخلخل الأحداث في المنطقة لا بد أن يجعلنا نصحح مواقفنا الداخلية، وأن نحصن الجبهة الداخلية، كهذا نتمنى ويجب أن يحدث.
نحمد الله أن الناس استمتعوا بحياتهم أمس، وفرحوا واحتفلوا بذكرى ميثاق العمل الوطني، ونحمد الله أن الإخوة الكرام في وزارة الداخلية نجحوا في محاصرة الإرهاب، والمطلوب أن نقضي عليه.