يستذكر البحرينيون اليوم بكل الفخر والاعتزاز والتفاؤل الذكرى الرابعة عشرة للتصويت على ميثاق العمل الوطني، ويستحضر شعبنا الوفي اليوم ملامح التطوير والإنجاز في المناحي القانونية والدستورية التي تحققت خلال المسيرة الديمقراطية المباركة، التي سارت بثبات الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، على طريق البناء والتنمية والمستقبل المشرق.
تأتي ذكرى الميثاق هذا العام في أعقاب النجاح الكبير للعرس الديمقراطي المتمثل في الانتخابات النيابية والبلدية، التي تعد ثمرة من ثمار الميثاق والمشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، كما تأتي في خضم العمل بالتعديلات الدستورية الجديدة لمجلس النواب في الفصل التشريعي الرابع المنبثقة من حوار التوافق الوطني، تلك التعديلات التي منحت شعبنا الطريق الكامل للتعبير الحر عن إرادته واختياراته من دون تعارض أو إشكاليات أو تداخل.
سجل شعب البحرين في مثل هذا اليوم قبل أربعة عشر عاماً أروع صور التلاحم والتعاضد، حينما وضع يده في يد قائده جلالة الملك المفدى عهداً ووفاءً لتنفيذ مشاريع الإصلاح والتحديث والتنمية الرائدة التي جعلت المملكة دولة متقدمة. وفتح شعب البحرين الباب واسعاً لتحقيق الوحدة الوطنية في أبهى صورها من خلال تصويته على ميثاق العمل الوطني بنسبة «%98.4»، مؤرخاً لمسيرة جديدة ومشرقة من تاريخ مملكتنا الغالية، رسم خلالها مسارات البناء الوطني وفق نهج مستنير، ورؤية ملكية سامية، ونظرة مستقبلية ثاقبة تنسجم مع طموحات وتطلعات شعب البحرين.
نستقبل ذكرى هذا العام وقد بدأت ملامح منجزات المشروع الحضاري الذي حمله «الميثاق» واضحة جلية، وقطعت مراحل التطور والإصلاح والتقدم والازدهار أشواطاً بعيدة. وحققت البحرين في سنوات الميثاق إنجازات قياسية بمقياس الزمن، وتفوقت في مسيرتها الإصلاحية والديمقراطية والحقوقية أيما تفوق مقارنة بدول المنطقة والعالم العربي. لتؤكد بذلك تجذر الوحدة الوطنية المتأصلة في وجدان الشعب وروحه، ومعدن الشعب النفيس في معنى الالتفاف حول قيادته.
واليوم ونحن نستبشر تحقيق مزيد من الإنجازات المستقبلية، يجب علينا التمسك بمكاسبنا العظيمة التي تحققت وإصلاحاتنا التي أنارت طريقنا، للسير قدما في طريق الأمن والاستقرار والازدهار والرقي، دون إفراط أو تفريط فيما تحقق من إنجازات دستورية وديمقراطية وحقوقية وتنموية، كما يجب علينا التمسك بوحدتنا الوطنية التي تعد زادنا لتفويت الفرص على المتربصين بنا الدوائر من المارقين أو الخونة. وقبل كل ذلك يجب علينا التمسك بمبادئ ديننا الإسلامي الذي تستمد قيادتنا نهجها منه، وتقاليدنا وأعرافنا التي توارثناها كابر عن كابر.