تعتزم الدولة القيام باحتفالات عديدة تقام في ذكرى يوم 14 فبراير، وهي ذكرى جميلة وعزيزة على أهل البحرين كيوم إقرار ميثاق العمل الوطني الذي أسس لمرحلة جديدة من مراحل العمل الوطني البحريني، بل مرحلة فارقة من مراحل حرية الرأي والتعبير بكل ما تحمله هذه العبارة؛ سواء في الصحافة أو من خلال مجلس النواب أو إطلاق الحريات بشكلها الأعم والأوسع.
هذه الاحتفالات هي أمر طيب، غير أن ما يشغلنا كمواطنين هو؛ هل قامت الدولة بما يكفي من إجراءات واستعدادات لمواجهة من يريد تعكير صفو هذه الذكرى، ومن إحياء ذكرى أخرى تمثل مرحلة انقلابية على الدولة؟
أعرف أن الانقلابيين هم في أسوأ حالاتهم، وفي أقسى هزيمتهم، وهذا واضح للجميع، غير أن ما يقلقنا أن الدولة برغم كل ذلك لم تحكم قبضتها على الإرهاب بعد، وأن تصل إلى كل بؤر الإرهاب، ولم يصل القانون إلى كل خلايا الإرهاب.
بالأمس تباكى أحدهم (بكاء التماسيح) حين قال إن إغلاق أو نقل قناة العرب من البحرين يشوه صورة البحرين..!!
(أهلا يا بو صورة أنت) نقل القناة يشوة صورة البحرين؟
اذاً ما فعلتم أنتم بالبحرين من إرهاب وتشوية صورة وتلفيق أخبار كاذبة..؟
تشويه صورة مرة وحدة.. يالله جات على هذه الكذبة الحين..؟
بعيداً عن هذا وذاك، أعتقد أننا في أفضل وقت وفرصة من أجل الانقضاض على الإرهاب وقطع دابره، لن تجد الدولة أفضل من هذه الظروف والتوقيت، لكننا بحسب ما نرى ونملك من معطيات فإننا نعتقد أن ذلك لا يحصل.
بيئة الإرهاب خصبة في البحرين، والأحداث الإقليمية تموج بالمتغيرات التي تحدث في كل يوم، بل كل ساعة، وإن كان كذلك فيجب علينا كدولة أن نحصن وضعنا الداخلي، وأن نقطع كل أيادي الإرهاب، والتي تظهر فجأة وتختفي فجأة بحسب التوجيهات.
الاستعداد أمنياً لكل مواقيت وتواريخ الإرهاب يجب أن تكون حاضرة دون أن تكتب الصحافة في ذلك، نحتاج إلى أن (نجهز) على هذا الإرهاب، فالفرص لا تأتي كثيراً، وأخشى أن نعض بنان الندم على أننا فوتنا فرصاً كثيرة وعديدة لأن نقضي على الإرهاب، غير أننا لم نفعل.
هل تركنا التحكم في الإخلال بالأمن من خلال الإرهاب في يد الإرهابيين؟
يضربون كما أرادوا ويختفون في توقيتات معينة؟
هل صحيح أن الإجراءات ضد الإرهابيين التي تم تطبيقها أخيراً كشفت عن مواقع تخزين للأسلحة؛ وهي أسلحة نوعية؟
وإن افترضنا أن هذه المعلومة صحيحة؛ ألا يعني ذلك أن هناك أماكن كثيرة لتخزين الأسلحة لم تصلها الأجهزة الأمنية؟
أي دولة تتعرض للإرهاب لا ينبغي لها أن تترك الباب موارباً، مفتوحاً وليس مغلقاً، بل أن كل دولة تتعرض للإرهاب تضع خطة عمل استراتيجية تقوم على أسس علمية يتم بموجبها تجفيف كل منابعه، وكل من يدعمه، وكل من يموله، وكل من يقوم بالفعل على الأرض.
فهل فعلنا ذلك، أم أننا فقط نريد أن نداهن الإرهاب، ونقلل من عملياته؟
بينما كل مقوماته قائمة، ويمكن أن تكبرو تنمو في أي لحظة؟
** هذا المشروع لهيئة الثقافة..!!
قرأت عن خبر ترميم مسجد تقوم به وزارة الثقافة سابقاً، هيئة الثقافة الحالية، وقد تطرق الخبر إلى قيام هيئة الثقافة بترميم مسجد في قرية بوري..!
نتقدم بالشكر إلى هيئة الثقافة على قيامها بترميم مسجد بوري.
والشكر موصول للدولة التي بنت 30 مسجداً للأوقاف الجعفرية..!
هيئة الثقافة ترمم مسجداً، شيء جميل، لكن ألا ترى هيئة الثقافة مساجد أخرى تحتاج لترميم، ومساجد تراثية في مناطق البحرين الكثيرة، وفي الحالات؛ في الحد، وفي القضيبية والحورة وفي المحرق والمنامة، وفي جو وعسكر والدور، وفي الزلاق وفي الجسرة والزلاق؟
إذا كانت الدولة ترى بعين واحدة، وإذا كانت هيئة الثقافة ترى بعين واحدة، فلا نملك إلا أن ندعو الله أن ينور بصيرتكم..!