سافرت إلى الكويت على متن طيران الخليج وعدت بعد أيام على متن الرحلة نفسها وفي الحالتين وما أن ترتفع الطيارة وتستقر في مسارهــا حتــى يأتــي الرجل المضيف وفي يده سلة يأخذ منها ويقذف ركاب الدرجة السياحية بأكياس ورقية شبيهة بتلك الأكياس التي يتعامل بها بائع الشاورما، مع فارق مهم وهو أن كيس بائع الشاورما به سندويش ساخن ومعه بعض المقبلات، أما كيس طيران الخليج فبداخله خبزة باردة أخرجت للتو من الثلاجة وتحتوي على مادة سائلة بيضاء لا أحد يعرف كنهها ولا طعمها، وإلى جانبها علبة ماء بلاستيكية صغيرة.
المضيف المستعجل لا يلتفت للراكب ولا يسأله كما كان في الماضي ماذا يريد أن يأكل أو يشرب، بمعنى يجعل له خياراً بين شيئين، على أن تكون هناك وجبة سواء كانت صغيرة أو كبيرة، وأن يختار الراكب -مثلاً- بين اللحم والدجاج والخضرة، وفي جميع الحالات تكون الوجبة التي تقدم ساخنة وتقدم بطريقة لائقة فيها ذوق وفيها احترام وتقدير لهذا الراكب الذي اختار السفر على طيران الخليج دون غيرها من شركات الطيران الخليجية والدولية التي تتنافس في فضاء المنطقة والإقليم والعالم.
ففي الوقت الذي احتدمت المنافسة بين شركات الطيران الخليجية علــى تقديـــم أفضـــل الأسعـــار وأفضل الخدمات، وأصبحت جودة الخدمة مقياساً لجذب الراكب والسائح إلى الدولة التي تمثلها شركة طيرانها، في هذا الوقت نجد أن الخدمة على طيران الخليج أخذت في التردي، وأنها بدلاً من أن تتقدم شركات الطيران الخليجية الأخرى في خدماتها لتجتذب المزيد من الركاب إلى المزيد من المحطات، ومن ثم تعوض خسائرها المتراكمة بأسرع ما يمكن فإن المسؤولين عن هذه الشركة مازالوا متمسكين بالإبقاء على خسائرها وخسارتها للركاب وذلك بإطعامهم خبزة باردة في كيس ورق.