إن كنت تبحث عن الهموم فما عليك سوى الخوض في حديث يخص الرياضة البحرينية، لسنا متشائمين إلى هذه الدرجة بل من يعمل في الوسط الرياضي سيلاحظ ومن الوهلة الأولى بأننا بحاجة لــ«معجزة» من أجل أن نخلق بيئة رياضية صحية من جميع الجوانب، لا نتحدث فقط عن الموازنات المالية أو المنشآت فقط بل يطول هذا الأمر لنلامس عقليات بعض المختصين والمسؤولين في السلك الرياضي.
أود الإشارة إلى ظاهرة جديدة في وسطنا الرياضي يمكنني أن أطلق عليها ظاهرة «مد البوز»، وهي كلمة بحرينية متداولة ومعروفة يطلقونها على الشخص «الزعلان» تجاه أمر ما، شخصياً شاهدت هذه الظاهرة على محيا سبعة إلى ثمانية أشخاص في أقل من أسبوع واحد، أتعلمون لماذا؟، لأنني شخصياً تداولت مواضيع ومواد صحافية تتعلق بهم، ولأنني نشرت أخباراً تخصهم أو تخص الجهات التي يعملون بها.
هنا يجب أن أتوقف وأُذكر هؤلاء «اللي مادين بوزهم» بأنهم عندما قبلوا المهام الموكلة إليهم في القطاع الرياضي فإنهم تحملوا مسؤولية، وفي مقابل هذه المسؤولية هنالك ملاحق رياضية في الصحف اليومية مسؤوليتها نقل الحدث للشارع الرياضي، وبالتالي فإنها تعتبر بمثابة المنظار الذي يقيم ويشخص بعض الأمور، وقد توجه الصحف المديح أحياناً والانتقاد في أحيان أخرى، كما أنه وبكل تأكيد فإن كل صحفي سيبحث عن المعلومة والسبق والذي يميز به نفسه عن الآخرين، وبذلك لن يتوانى في كتابة الموضوع الذي يرى بأنه مهم للقارئ.
للأسف أصبحنا في الإعلام الرياضي نخصص بعض المساحات من ملاحقنا لتفسير أمور من المفترض أن تكون مهضومة لدى العاملين في قطاع الرياضة البحرينية، فالانتقاد وأخبار السبق الصحفي ليست «عاراً»، وإنما هي الوظيفة الحقيقية لأصحاب الأقلام الشفافة والنزيهة، وهي هدف الأشخاص الذين يرغبون في تسليط الضوء على مواقع الخلل وتحويل السلبيات إلى إيجابيات، فمن دون الانتقاد لن نطور ولن نتقدم، ولأننا سنجد من يمتدحون وضعاً خاطئاً، والخطأ سيتوالى وسيتكرر والضحية هي الرياضة البحرينية.
باقة ورد أبعثها لكل شخص «ماد بوزه» علي شخصياً في الفترة الماضية، وأؤكد لهم بأن استخدامهم لأسلوب «مد البوز» لن يثنينا عن أداء مهمتنا الصحافية، فالرسالة الإعلامية والصحافية تحديداً لا تقف على أشخاص يرغبون في تأدية التحية لنا أو يبتسمون في وجوهنا أو يمنحوننا بعض الوقت للحديث معهم، وإنما تستند على مبادئ وأسس متنوعة لن تجعلها تتوقف مهما تغيرت النفوس والأمزجة!!.