كل أنواع الجرائم الخارجة عن الإنسانية وعن قيم الإسلام ممقوته ومحرمة، ولا يتقبلها الإنسان السوي، ولا يؤيدها أصحاب الفطرة السوية.
إن كانت الجريمة بحق الطيار الأردني حقيقية وواقعية بعيداً عن الجهة التي تقف خلف الجماعة التي ارتكبتها، فإنها جريمة بشعة لا تمت للإسلام ولا للإنسانية بصلة.
لست هنا لأتحدث عن الجريمة البشعة، وقد قيل فيها الكثير، لكن لفت انتباهي كثيراً من خرجت إنسانيتهم في البحرين فجأة، وأصبحوا من أهل الإنسانية، ومن أهل استنكار الأعمال البشعة كون الذين ارتكبوها إرهابيين يلصقون أنفسهم بأهل السنة، (بعيداً عمن أسس هذه الجماعات ودعمها من أجل ضرب الثورة السورية).
لكن الأصوات التي خرجت بالبحرين ولبست ثوب الإنسانية والإسلام واستنكار عمليات الحرق، وأخذوا يعطون دروساً في الإنسانية وإنكار حرق الناس وهم أحياء، كانت هذه الأصوت غريبة جداً وهي تلبس لباس الإنسانية مع الأحداث الخارجية، وثوب الصامت أو المسوغ للأعمال الإجرامية التي تحدث على أرضنا.
من هم الذين حرقوا رجال الأمن في حوادث متفرقة كثيرة، بعضهم استشهد ولقي ربه بعد حرقه من قبل الإرهابيين بالبحرين.. فأين كانت إنسانيتكم، وأين كانت أصواتكم وأقلامكم؟
أين إنسانيتكم حين تم إغلاق المحل التجاري على الآسيويين في سترة وتم حرقهم أحياء؟ أليست هذه الجريمة أبشع من جريمة قتل الطيار..؟
أين أنتم من كل عمليات الحرق اليومية للطرقات العامة والتي يستخدمها أهل البحرين جميعاً والمقيمين؟
من الذي حرق شركات ومؤسسات والمحال التجارية لأهل السنة منذ التسعينيات وإلى اليوم؟
من الذي يحرق أماكن العلم وأماكن الدراسة للأطفال في القرى؟
من الذي يفجر القنابل في رجال الأمن أو في عابري الطرقات؟
من الذي يصيب المارة بقذائف الأسياخ الحديدة، حتى دخلت إحداها برأس امرأة في إحدى القرى وتوفيت؟
من الذي قتل رجال الأمن في البحرين حتى وصل عددهم إلى 14 فرداً؛ أليس هؤلاء بشراً؟ أم لا إنسانية لديكم حين يقتل رجال الأمن فتخرسون وتسكتون وتبررون للقاتل؟
من الذين تسببوا في إصابة ما يقارب 3000 رجل أمن؛ منهم إصابات عجز دائمة..؟
أين إنسانيتكم في هؤلاء يا من خرجت إنسانيتكم فقط في حرق الطيار الأردني (ونحن ضد هذه العملية الشنيعة والنكراء ونقف مع أهلنا بالأردن ومع أهل الطيار المغدور) أليس لديكم إنسانية مع رجال أمن بلدكم؟
حادث الكساسبة فقط أخرج إنسانيتكم لأنه حُرق؟
نحن لا نقبل ولا نرضى بهذا الفعل وننكره وندعو الله أن ينزل السكينة على والديه، لكنكم في البحرين أنتم أهل الحرائق والقتل والتفجيرات، فكيف تخرج إنسانيتكم هناك، وتختفي في البحرين وتبلعون ألسنتكم.
كيف يصبح رئيس تحرير صحيفة لديه إنسانية فقط في حوادث يرتكبها من يلصقون أنفسهم بالسنة، ولا تكون لديه إنسانية في حوادث يقتل فيها رجال الأمن بالحرق والقنابل الحارقة في البحرين؟ أين إنسانيتكم الملونة؟ أين إنسانيتكم التي تظهر في حوادث وتختفي في أخرى؟
عبر التاريخ تلقاهم هم أصحاب أبشع الجرائم، لكنهم يصبحون (ناعمين وحساسين ولديهم إنسانية مفاجئة أمام الجرائم الخارجية، خاصة إن ارتكبت من جماعات إرهابية بعينها).
في تقديري لا يمكن أن يقف المجلس التشريعي ولا السلطة التنفيذية أمام من يبررون عمليات الإرهاب والقتل في البحرين، لا يمكن أن تقف السلطة التشريعية تحديداً متفرجة أمام من يسوق للإرهاب المحلي أو يدعمه أو يمجده أو يبرره أو يوجد له المسوغات، كل هذه تتساوى مع العمليات الإرهابية.
تزداد وتيرة الأعمال الإرهابية في هذا الشهر، وقد حدثت عملية أمس استهدفت رجال الأمن؛ لماذا لم تكتبوا بإنسانيتكم المفرطة عن إصابة رجال أمن الوطن جراء التفجيرات الإرهابية؟
الإرهاب في البحرين يعرف من يقف خلفه، ومن يشرعن له، ومن يسوق له، ومن قدم الأموال للإرهابيين، وإذا ما قبض عليه وحكم عليه فتصرف الجمعية الانقلابية الأموال لأسرة الإرهابي؛ فمن هم الإرهابيون؟
ومن الذي يدعمهم؟
إنسانيتكم المهوسة والمريضة بأمراض طائفية مفضوحة ومكشوفة، فالإنسانية لا تلون، فتظهر مع الإرهاب الخارجي، وتختفي مع الإرهاب المحلي..!