بكل فخر واعتزاز نتابع نشاط المجلس الأعلى للمرأة في دعم المرأة الإعلامية بتوجيهات صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة -حفظها الله- ودفع المرأة الإعلامية لمزيد من النجاحات الوطنية. حيث لطالما عمل المجلس الأعلى للمرأة على دعم مشروع القياديات الشابات مع النادي العالمي للإعلام الاجتماعي في وقت قريب، ثم ما لبث أن لحقه بالتنسيق لخطط إستراتيجية إعلامية مع وزير الإعلام وكبار المسؤولين المعنيين. فضلاً عن احتفال المجلس الأعلى للمرأة في وقت سابق بالمرأة الإعلامية واختيارها موضوعاً للاحتفال والتكريم وغيرها كثير.
من جهة أخرى، أتابع بفخر كل ما تنقله وسائل الإعلام عن وزير الإعلام الجديد، نموذجاً شبابياً بحرينياً طموحاً، وهو في كل خطوة يمنحنا أملاً جديداً مفعماً بالنجاح والمستقبل المشرق، تتلقف طيب خصاله وتشيد بصفاته وقوة انطلاقته، حسابات التواصل الاجتماعي لكثير من زملائي الإعلاميين في هيئة شؤون الإعلام، والذين بت أغبطهم على وزير كهذا لطالما كان حلماً استحقت الهيئة ومنسوبيها تحقيقه. إننا إذ نتابع بشغف كل المستجدات ونتطلع لسعادته كطوق نجاة لبيئة إعلامية طال انتظارها واستفحل فسادها، فإنه باعتقادنا قد حان أوان تخليصها من أوزارها ومنحها ثوباً جديداً يليق بالبحرين وسمعتها، ويستنير بالرؤى الملكية السامية، مستعيناً بكل السبل التي من شأنها الارتقاء بالإعلام البحريني على كل المقاييس، ومنها التنسيق مع المجلس الأعلى للمرأة لدعم وتمكين المرأة الإعلامية.
لكن السؤال الذي لا بد من الوقوف عنده؛ عن أي امرأة نتحدث؟ هل نتحدث عن النموذج العصري للمرأة البحرينية، بمعزل عن المرأة البحرينية المتمسكة بهويتها الوطنية؟ إن ذلك لا يمنع حظوظ الأولى.. ولكنه كذلك لا يمنع فرص الأخرى.. إننا إذ نطرح سؤالاً كهذا، فإن في معرضه لا بد من الوقوف عند كلمة حق يجب أن تقال، وهي أن المرأة بهويتها البحرينية تنعم بكثير من الفرص في المؤسسات الصحفية، رغم تفاوت الفرص بين الواحدة والأخرى، ولعل مرجع ذلك جانب من التوجه الإيديولوجي لبعضها ونظرته للدين، والذي يشكل هو الآخر أحد العناصر التي تحدد هوية البحرين وأصالتها.
لعل المرأة بالهوية البحرينية تحظى بفرص وافرة في هيئة شؤون الإعلام خلف الكواليس، وفي الإذاعة.. ولكن أين هي تلك المرأة من الشاشة البحرينية؟ باستثناء نموذج وقتي يبدو أن هناك من أراد تسويقه لفترة. الإعلامية الإماراتية مثلاً لم تمنعها هويتها الأصيلة من مواكبة آخر صيحات الموضة ولا الظهور الإعلامي الناجح، ولم تحل دون عطائها وتميزها. ولم نطرق أبواب النموذج الإماراتي ولنا في سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، أسوة وقدوة في أصالتها وعروبتها وزيها البحريني الذي لا يحول دون تقدم المرأة بعقلها وكفاءتها وأدائها وعطائها.
تحسب لتلفزيون البحرين نقلته في إتاحة الفرصة لظهور المرأة المحجبة عموماً في السنوات الأخيرة، نؤمن بأن الأمور تؤخذ بالتدريج، وإن الوزير الحالي سيعيد كثيراً من الأمور إلى نصابها ضمن ركب التطور، ولهذا فإننا على يقين من أننا على أعتاب مرحلة جديدة يشهدها الإعلام البحريني في تاريخه، سنشهد لا محالة كثيراً من التطورات المأمولة. أهمها صناعة الهوية لتلفزيون البحرين، هوية شاملة تضم في تفصيلاتها هوية المرأة البحرينية الأصيلة.
إننا إذ نتحدث عن تلفزيون البحرين، فهو يختلف في خصائصه عن كثير من القنوات الفضائية الأخرى، فهو ليس تجارياً ولا يهدف للربحية، إنما هو تلفزيون وطني، أي أنه أداة وطنية تعبر عن هذا الوطن الصغير ليس بأخباره وقضاياه وأنشطته ومجريات الأحداث فيه وحسب، وإنما بهويته. تلك الهوية التي تفرض علينا من جهة أخرى مراجعة ما يطرح على الشاشة من لهجات وأعراق لا تمت للبحرين بصلة.