أتساءل عن مستوى الكفاءات المهنية التي تضخها الجامعات الخاصة سنوياً في تخصص الإعلام، وأتساءل أيضاً عن مستوى تلبية كثير من الجامعات في البحرين للاحتياجات الأكاديمية النظرية من خريجيها.
مرجع ذلك أنه مهنياً يبدو أن الجامعات الخاصة تفتقر لكثير من التدريبات العملية اللازمة لإعداد أي طالب إعداداً مهنياً يليق بحجم ما وصل إليه الإعلام من تطور تقني ومهاراتي واسع النطاق، في ظل اكتفاء تلك الجامعات بصفوف الدراسات النظرية في أغلب الأحيان، وأنها غير مجهزة ببيئات إعلامية تدريبية.
من جهة أخرى، وعلى الصعيد النظري، لوحظ أن بعضاً من المقررات الدراسية التي تقدم لطلاب البكالوريوس في جامعة البحرين على سبيل المثال، تعطى لطلاب الماجستير في بعض الجامعات الخاصة، وهو ما يفرض سؤالاً مفاده، ما مستوى مقررات البكالوريوس في تلك الجامعات؟ وهل تفي باحتياجات الطالب وحصيلته المعرفية لشق طريقه العلمي في الدراسات العليا؟!
باعتقادي.. إنه واحد من الأسئلة العالقة التي لا تحظى بإجابة ناجعة من «مجلس التعليم العالي» منذ سنوات.
حسب النظرة المنطقية للأمور، لابد أن تأتي الجامعات الخاصة بمستوى يتناسب مع ما يقدمه التعليم الحكومي إلى حد ما، أو يزيد عنه بقليل، إذا أردنا فتح المجال للجامعات الخاصة في البحرين فلابد أن يكون الحد الأدنى من جودتها يساوي الجودة في الجامعات الحكومية على أقل تقدير، إن مكمن إتاحة الفرصة للتعليم الخاص هو الحاجة لرفع سقف التعليم والجودة فيه، ليشكل علامة فارقة بينه وبين التعليم الحكومي الراهن، لكن ظهور ما أسميه بـ»السوق العلمية» وبيع الشهادات في مزادات مغلقة تحت غطاء التعليم الخاص في ترد وانحدار علمي مستمرين، أمر يحتاج للمراجعة بمنتهى الجدية، لربما لا يمكنني أن أعمم هذا الرأي على كل الجامعات الخاصة، ولكن السواد الأعظم منها موضع نظر.!!
أيضاً هناك سؤال آخر.. هل نحن بحاجة لخريجي الجامعات النظرية في كل مجالات الإعلام؟ ألم يحن الوقت لظهور «معهد البحرين العالي للإعلام»؟ بحيث يجهز بكل متطلبات البيئات الإعلامية، يستقطب مدربين على المستوى العالمي، شريطة أن يسهموا في صناعة مدربين وطنيين تتاح لهم الفرصة لشغل هذه الشواغر خلال خطة خمسية أو عشرية. باعتقادي إن ظهور معهد عال للإعلام في البحرين يسهم في تقديم برامج تدريبية ودورات احترافية إعلامية لمزيد من التدريب للإعلاميين الحاليين، ولتدريبــات مكثفـــة للمقبلين على العمل الإعلامي، من شأنها أن تلبي الاحتياجات المهنية في سوق العمل الإعلامية بمختلف تخصصاتها المقروءة والمرئية والمسموعة، إلى جانب الإعلام الإلكتروني الجديد بمختلف فروعه هو الآخر.
- انفجار النبض..
إلى سعادة وزير الإعلام ومن فوقه.. كل التحية والتقدير؛ الأمل بنهضة الإعلام البحريني كبير، في ظل الاهتمام والنشاط اللافت من وزير الإعلام منذ تعيينه، وفي ظل الدعم الحكومي السخي لكل ما من شأنه الارتقاء بالمملكة.
ترى.. هل يمكن لهذا الحلم أن يصبح حقيقة في يوم ما؟!! «هذا العشم».