نحتفل مع بقية سكان الأرض بوداع عام مضى 2014، لنستقبل العام الجديد 2015، وكالعادة سنُحمل السيد العام الجديد الكثير.. الكثير.. الكثير من الأمنيات والطلبات والشكاوى، وأخاف أن يلعن الساعة التي رمته عندنا بعد أن وجد نفسه مثقلاً بالطلبات والأمنيات.. والشكاوى التي لم يجد عام 2014 حلاً لها ولا للقليل القليل منها، ناهيك عن الطلبات الجديدة والكل سيستقبل العام وفي يده « منيو» مليء بالطلبات وعلى لسانه قد يكون « فخ» باستقبال العام الجديد بالابتسام والفرح والأغاني والقليل القليل من الأماني.
لكن دعونا نتحدث لعامنا الذي يطوي أوراقه.. ويقطع ما تبقى منها من «رزنامة» العام، ويذهب في عجلة من أمره ليستجم ويرتاح بعد أن انضم إلى قائمة المتقاعدين وليفتش لنفسه عن لحظات من السعادة كان محروماً منها طوال أيام السنة. فالعمل عنده لم يتوقف، ولم يعرف الراحة ولا النوم.. ولا الشكر أيضاً.. حاله كحال «ثور الساقيه» الذي لايلبث أن يتوقف للحظة ليأخذ النفس أو ليأكل حتى يعاود الدوران مغمض العينين لا يدري متى طلع النهار.. ولا متى انتهى به الليل.
كان عامنا الذي سيغادرنا حريصاً كل الحرص على تلبية طلبات المواطن المسكين، وعدم الوقوف أمام المسؤولين، وعرقلة راحتهم وسد دروبهم وتعكير مزاجهم، فهي مشكلة «أن ترضي مسؤولاً.. وفقيراً في عزومه واحده».. فلا يمكن أن تجمع راسين بالحلال في هذا الجانب فكل رأس له «استايله» وأسلوبه.. وكل واحد من هذين الرأسين هو فعلاً يسير في الاتجاه «المعاكس» كانت السنه 2014 فيها القليل المفرح.. والكثير المحزن. ففرحها قد يكون في شفاء قريب أو زواج صديق أو نجاح أحد الأبناء أو أنه قد يكون بحفلة عيد ميلاد بسيطة أو خبر يحمل للعائلة المسكينة بأن أحد الأبناء قد رزق بطفل أو طفلة وقد تتسابق الدعوات على أنه المولود الذي سيجلب الخير لوالديه، ويفرح الوالد و«تزغرد» الوالدة ولو لبضعة أشهر يستفيقان على طلبات «الزعطوط» التي قد تهد حيل والديه وتجلب لهم العذاب وتزيدهم «غربال» على ماهم عليه.
نحن لا نود أن نكون شعباً «متشائماً» و «نكدياً» دائماً ما يبحث عن «التحندي والتحلطم» وينسى أن في الحياة « تفاءلوا .. خيراً تجدوه» لأنه الحال الغالب على أيامنا هي أكثرها صبغت باللون الأسود، والقليل منها لونه أبيض ووحده يبقى تايد «الأكثر بياضاً» حجي نسمعه من زمان في الإعلانات كما نسمع عن إنجاز وحدات سكنية في كل مناطق البحرين وأن أياً من أبنائنا لن يكون خارج القائمة وليسعد الجميع بأنهم في غمضة عين سيجدون مشاكلهم الإسكانية قد ولت إلى غير رجعة «وافتحوا الراديو على برنامج صباح الخير يا بحرين» فلن تجدوا من يتصل ليشكو حاله وأنه تأخر من عشر أو عشرين عاماً وأن أولاده قد كبروا وتزوجوا وانجبوا والمسكين قد «هرم» ومازالوا يتصفحون الجرايد كل عام في احتفالات العيد الوطني يمنون النفس بالفرح حالهم حال من ينتظر الفرج بأن يسمع أن قروضه قد «ذلفت» إلى غير رجعة أو من ينتظر اتصال بأنه لم يعد في منظومة «العاطلين»، وأنه بدأ يخطط للزواج من حبيبة القلب التي تجاوزت مرحلة الشباب، وهم جميعاً يبحثون عن الفرج للوالد بأن يريحه الرحمن من ديونه وفواتير الكهرباء و«التهديدات» بقطع الكيبل وأن تصحو العائلة لتجد من يخبرها بأنهم ضمن الفائزين بفيلا في «أمواج» أو «ديار المحرق» أو بعضاً من الدنانير التي تسر الخاطر .. ولو أنها خطرة على هكذا عوائل قد تتسبب لهم في «مقتل» من فرحة لم يعتادوها طوال حياتهم منذ الصغر إلى المتبقى القليل من العمر.
نعود إلى عامنا الجديد ونرمي بكل مشاكل عام مضى في البحر ولنعتبرها على طريقة «الحيه بيه» راحت حيه ويات حيه على درب الحنينيه، وهو الدرب الذي كان عامراً بالماء العذب والزرع الوفير وكانت أيام «الفقع» الذي أصبح من المواد التي يستوردها «المقتدرون» بعد أن كان من الأشياء التي نقتلعها من الأرض بعد أمطار خير وأرض لم تندس وبر جميل وقلوب تجد في ذلك المشهد بعضاً من الراحة ونسيان العناء في العمل.
كل ما نتمناه من 2015 أن «يبط جبد» العام 2014، ويحقق البعض من الأماني.. إما عن طريق النواب الجدد، أو الوزراء الجدد، وأن يكون الوزراء والنواب «قولاً وفعلاً» وليس حجي ميمع «وفعل أذنه صمخه» و«شاط روحه يتسمع»..
وكل عام والجميع في البحرين وكل العالم بخير ولتكن هذه السنة تبدأ بأخبارها المفرحة وأن ينتشر الأمن والأمان في ديرتنه وأن يمد الله في عمر قيادتنا ويحمل الفرح لكل مواطن «بحريني» اللهم آمين يارب العالمين
الرشفة الأخيرة
« راحت سنة .. ويات سنة.. عساها من الأخبار السعيدة المفرحة.. كل ما تحمل لنه».