ربما فترة طويلة، منذ أن وصلت إلى قناعة أن الإنسان ما هو إلا نتيجة طبيعية لأحلامه وأفكاره وطموحاته وتطلعاته، الإنسان -أي إنسان هو ابن الحلم- فقد كنت أشاهد بقلبي كيفية نجاح شخص ما في حياته العملية والفكرية والحياتية.
قبل عدة أيام التقيت بأحد الكتب التي تعبر خير تعبير عن رؤيتي لقوة الحلم أو طاقته على إيصال الإنسان إلى ما يريد تحقيقه في حياته.
الكتاب هو «احلمها.. افعلها.. عشها» وعنوان أسفل «9 خطوات سهلة لجعل الأشياء تحدث لك» من تأليف ريتشارد نيوتن وسيبؤيان ادريان روسين، من ترجمة مكتبة جرير، ذات الباع الطويل في ترجمة أعمال التنمية الذاتية.
يقول المؤلفان: «لقد تم تأليف هذا الكتاب كدليل لكل من يحلم ويريد حقاً أن تصبح أحلامه حقيقة، فهو كتاب عملي بمثابة مرشدك في أثناء تقدمك في عملية تحقيق حلمك، يستند الإرشاد إلى مقاربة ذات 9 خطوات قمنا بتصميمها استناداً إلى خبراتنا لنساعد الجميع على تحقيق أحلامهم».
ثم يضيفان: «لقد تم تخصيص فصل لكل خطوة من هذه الخطوات التسع، نقترح عليك قراءته، وبعد ذلك اعمل على تحقيق حلمك»، هناك كلمة مهمة في الجملة الأخيرة، اعمل، وهي كلمة مهمة، لأن الكتاب لا يزعم أن هناك سحراً ما يستطيع أن يجعل أحلامك من خلال الاقتناع وحده، حيث يتطلب تحقيق حلمك الجهد، ولكنه ذلك النوع من الجهد الذي يستطيع الجميع أن يفعله -إذا نفذوه بالطريقة الصحيحة- ويظهر لك هذا الكتاب الطريقة الصحيحة أنها طريقة واقعية وقابلة للتحقق ولطيفة.
ثم يعرجان إلى طرح شيء من النبذة عن تجربتهما الخاصة في النجاح، فيقولان: «كل منا شخص ناجح حقق أحلاماً، لقد ارتكبنا العديد من الأخطاء وتعلمنا منها وحققنا أشياء نفخر بها، وحددنا لأنفسنا أهدافاً أعلى، ونحن نعرف العديد من الشخصيات الناجحة الذين ألهمونا وأثروا فينا عند تأليف هذا الكتاب، نحن لا ندعي أننا معلمون أو ملهمون، ولكننا ندعي بالتأكيد أننا نعرف كيف نحقق ما نريد، إن الأمر ليس سحراً، وكذلك ليس صعباً، ولكنه فعال، ونحن نشاركه معك في هذا الكتاب».
وكما قلت في بداية كلامي إن الإنسان نتاج طبيعي أحلامه وأفكاره وطموحاته، فهذا يعني أن حياة أي شخص منا هي بمثابة المزرعة أو الحقل، إذا ما أردت أن تزرع قمحاً ستحصل على أضعاف مضاعفة من هذا القمح، وإذا أردت أن تزرع ورداً فإنك ستجني آلاف الورود، ومن الممكن أن تتضاعف هذه الآلاف إلى ما ليس يعد أو يحصى من أشجار الورد.
النقطة الأساسية التي أحب أن أركز عليها هي أن ترسم حلمك، تدخل فيه، تعيشه، تشمه وتتذوقه وتسمع الأصوات وترى الألوان، تعيشه إلى درجة أنك تراه أمامك، ترى النتيجة الأخيرة، ترى نفسك هناك كأنك حققت هذا الحلم، لا تقل لا أرى شيئاً، فإنك تبعده عنك، انغمس فيه إلى درجة الذوبان، حلمك منذ اللحظة قد تحقق، بالضبط مثل البذرة التي وضعتها في حقلك، إنها بدأت في التكون والتشكل والتبرعم والخروج من التربة إلى الفضاء، كذلك حلمك يحتاج إلى الوقت، والوقت بالنسبة لي دائماً هو قوة الصبر، حلمك تحقق مباشرة منذ اللحظة التي فكرت بها.
الآن ارسم حلمك كما تريد، ادخل فيه، كن في النتيجة النهائية له، وإياك تبتعد عنه، فستراه أمامك في قادم الأيام.