أضطر اليوم للخوض في مصطلحات أصبحت أسمعها بشكل مستمر خلال تعاملي شبه اليومي مع الاتحاد البحريني لكرة القدم ومسؤوليه، قبل عام واحد تقريباً وتحديداً مع تولي مجلس الإدارة الجديد زمام الأمور كانت كلمة الاستراتيجيات هي محور الحديث في بيت الكرة، وهي الكلمة «عالية الصيت» مع كل تصريح يخرج به مسؤول أو زيارة يقوم بها لجهة معينة وأستذكر هنا الحديث عن استراتيجية إعلامية لاتحاد الكرة لم تولد بعد، ثم استبدلت الاستراتيجيات بكلمة أخرى وهي الاستقرار مع تعيين الإنجليزي هدسون مدرباً للأحمر وحتى مع رحيله وجلب العراقي عدنان حمد، ولم تستمر هذه الكلمة أكثر من ثلاثة أشهر ليتحول المحور بأكمله لكلمة التقييم والتي باتت تتواجد في كل حدث يقيمه اتحاد الكرة بشأن المنتخب الوطني.
كلمة التقييم جعلت من اتحاد الكرة يشكل لجنة بعد الإخفاق في كأس الخليج 22، وجاءت توصيات لجنة التقييم غير جديدة على الشارع الرياضي، سبق لمسؤولي اتحاد الكرة أن تحدثوا فيها ومقابلاتهم المطولة تثبت ذلك، والأمر الأكثر دهشة بأن اتحاد الكرة يتحدث عن التقييم فيما يخص تكليف مرجان عيد مدرباً للأحمر في كأس آسيا وأن منحه مهمة وقتية كان لسبب تقييم المرحلة كما قال رئيس لجنة المنتخبات علي البوعينين في المؤتمر الصحافي يوم أمس الأول!!.
هنا يجب أن أتوقف وأُذكر المسؤولين في اتحاد الكرة بأن الشارع الرياضي البحريني بات أكثر وعياً من السابق، تمنيت لو يكون المسؤولون أكثر جرأة في تعاطيهم مع مجريات الأمور الحالية للمنتخب الوطني، فالحقيقة واضحة للجميع.. وهي بأن اتحاد الكرة يبحث عن مدرب أجنبي للمرحلة القادمة وقالها الرئيس بأن المدرسة الألمانية هي الأقرب، فلماذا يتم وضع كلمة التقييم في فوهة المدفع ويتم التعاطي والتعامل بهذه الطريقة الملتوية مع الإعلام وهو ناقل الحدث للشارع الرياضي؟؟، ولماذا كل هذا اللف والدوران؟!.
اليوم اتحاد الكرة بحاجة لكسب ثقة الجميع والمكاشفة مع الجميع من أجل المرحلة القادمة، يتحدثون عن رغبتهم في وقوف مختلف الوسائل إلى جانبهم بدافع الغيرة على منتخبات الوطن، كيف نقف إلى جانبكم ونحن حتى اللحظة لا نعلم بالسلبيات التي صاحبت منتخب الوطن في خليجي 22؟؟، كونوا أكثر وضوحاً وشفافية، كونوا أكثر جرأة في طرح الأمور، هل من المعيب أن تقولوا بأن عدنان حمد لم يكن خياراً صحيحاً وأن تعترفوا أنكم أخطأتم باختياره والتعاقد معه؟، أو أنكم لا تريدون وضع أنفسكم في الواجهة لأنكم لم تكونوا تمتلكون المعلومات الكافية ومع ذلك سعيتم للتعاقد معه منذ رحيل كالديرون؟، حتى مرجان عيد كيف لكم أن تقوموا بتقييمه في بطولة قد يكون رصيدها ثلاث مباريات فقط؟!، وماذا لو حقق بطولة كأس آسيا هل ستفتحون له الباب ليكون مدرباً حتى كأس العالم 2018؟.
كرة القدم البحرينية بحاجة لكثير من الجرعات التي قد تساهم في نهوضها، على رأسها وأولها التخطيط السليم والمدروس من قبل اتحاد الكرة، ولن يتأتى ذلك بلجان تقييم هي في ذات الوقت لجان مسؤولة استنزفت الوقت والجهد والهواء لتطل علينا بقرارات سمعنا عنها ونعلم بضرورتها قبل أعوام ومازال اتحادنا الموقر لا يطبقها ويضعها شماعة مع كل إخفاق!!.