لن أتشدق جهاراً بحيادية لا أتمتع بها فــي قضيتــي الأولى «البحرين»؛ فحبـــي للبحرين تطرف، تصوف، عبادة. تطرف لن تردعني فيه لومة لائم، ولا ضغينة حاسد، أو مكيدة حاقد.
فــي حــب البحريــن لا يمكــن للحيــاد أن يطرح من بين بدائل العشق التي يرويها التاريخ، وهزائم الغرام في أقاصيص باتت مبتورة قبل أن يطلع فجرها انتصاراً لقضية الحب. لأن الحب الذي يسكنني -ببساطة- ليس كأي حب تشهده الأرض من ذي قبل، لأن الحب المروي في روايات العشاق لم يكن اسمه «البحرين».
أنا متطرفة في حب غاليتي، ومتطرفة في الذود عنها، فإن خشيت جلدات تطرفي ولسعات لساني ووخزات نبض قلمي، فقط ابتعد عن الإضرار بالبحرين، تلك هي المعادلة ببساطة، هأنذا أبوح سراً لطالما غيبته في ضميري الكامن، تعبر عنه مواقفي بصمت الخاشع في حرم الطهر.
إنها البحرين الملائكية، فأي قلب يهيم على أرضها ولا يهيم بها عشقاً إنما هو نزغ شيطاني؛ فالملائكة تمقتها الشياطين. إنها البحرين، تمر بمنحنيات متلاحقة ومنعطفات مهمة من تاريخها في السنوات الأخيرة، وإن تكاتف أبنائها المخلصين إنما هو سبيلها الأمثل للنجاة والإصلاح، الإصلاح الذي أرسى دعائمه جلالة الملك المفدى في مشروعه الوطني الشامل، وإن بروز الطاقات الوطنية الشبابية المخلصة دعامة محورية لتطلعات الازدهار والنماء والرقي، التي تبناها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين في رؤيته الاقتصادية لإشراقة بحرينية خاصة في عام 2030، وإن استنهاض الخبرات الوطنية ودعم الخطط الاستراتيجية الحكومية والعمل على تطبيقها بعناية ومهنية عالية، تسهم في منح البحرين مزيداً من الثقل الدولي والتميز المحلي انطلاقاً إلى الإقليمي، في ظل الرؤى الحثيثة لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر.
إني إذ أعلنت في حب البحرين تصوفي، وتطرفي، فإني لا أجعل هذا حكراً لي وحدي، فغاليتي لها من العشاق كثير، ولها من الأبناء أكثر، وإن أي منافس لي على حب البحرين، فهو حبيب وقريب، أنضوي وإياه تحت لوائها، وأسعد بأن تكون للبحرين قلوب ملبية للنداء، سواعد معطاءة بلا انتهاء، أرواح مبذولة رخيصة في ساح الفدى، فداءً لثرى البحرين.
رغم تصوفي، وتطرفي، فالدعوة إلى المنافسة عامة، وأن تحظى بعناية إلهية تكللك ببر الأوطان إنما هو غاية الغايات وأسمى الجوائز، وما أجمل أن تكون (ابن البحرين البار) في زمن تكالب الضغائن والأحقاد على مملكتنا الغالية، في محنة طعنت فيها البحرين من الخاصرة غدراً، ولعل مصيبة المصائب، أن جاءت طعنة الخنجر من داخل خاصرتها لا خارجها، فأن تكون ابناً باراً للبحرين في استقرارها مرة، يعني أن تفيض البحرين ببرك في أزماتها مرات، ولنا في قيادتنا الرشيدة قدوة ومثال، وأساطير في البر يرويها الزمان حتى نهايته.