الكلمة التي ألقاها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في افتتاح القمة الخليجية بالدوحة تستحق الوقوف عندها لأنها تقول لأبناء الخليج شعوباً وقادة لماذا تعثرت مسيرة مجلس التعاون حتى الآن، وكيف بإمكانها أن تتقدم إلى الأمام بخطوات راسخة وصولاً إلى منظومة الاتحاد.
كلمة الشيخ تميم تضمنت ثلاثة محاور، في الأول أكد على أن «هدف الوحدة الخليجية الذي تضمنته مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز يتطلب التحرك بخطوات تدريجية قائمة على تكامل المصالح الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية والثقافية بين شعوبنا لكنها واثقة وتؤدي في النهاية إلى تحقيق أهدافنا ومصالحنا المشتركة».
والمحور الثاني تضمن دعوته إلى «عدم تحويل الخلافات في الاجتهادات السياسية وفي تقدير الموقف السياسي بين القادة إلى خلافات تمس قطاعات اقتصادية واجتماعية وإعلامية وغيرها، وإذا لم تستمر آليات التعاون والتعاضد ومؤسساتهما بالعمل في مراحل الاختلاف بالرأي فهذا يعني أننا لم ننجح في إرساء أسس متينة لهذه المنظمة بعد».
والمحور الثالث والمهم الذي ركز عليه الشيخ تميم أو بالأحرى خلص إليه هو قوله إنه «إذا لم تكن علاقات شعوبنا الأخوية مفروغاً منها حتى في مراحل الأزمات، فهذا يعني أن يبقى مجلس التعاون جسماً فوقياً، وعوضاً عن هذا فإنني أدعو إلى ضرورة أن تكون هناك بديهيات في علاقات دول مجلس التعاون وشعوبه يجب ألا تكون موضع تساؤل في أي وقت وإلى رفع التعاون فوق الخلاف، وإذا ما أخذنا بهذا النهج فسيتحول مجلس التعاون إلى كيان حقيقي».
إشارات أمير دولة قطر تتلخص في أن مجلس التعاون بقي مجلساً فوقياً منذ تم تأسيسه حتى الآن، وأن هذه الفوقية دأبت على الخلط بين الخلافات السياسية والمصالح الاقتصادية والاجتماعية للشعوب، فإذا أردنا أن نكرس مجلسنا هذا من أجل مصالح شعوبنا فيجب أن نفصل هذه المصالح ونحافظ عليها بعيداً عن المواقف والخلافات السياسية.
المصالح الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لشعوب دول مجلس التعاون هي الأساس وهي الهدف والغاية من قيام هذا المجلس - أو هكذا يفترض - وبالتالي يجب البناء على ما تحقق منها باعتبارها الإطار العام الذي يدعم تحولنا إلى اتحاد وإلى كيان حقيقي مماثل للكيانات الاتحادية التي أقامتها الشعوب الأخرى في العالم.