شخصياً كنت أتمنى أن أرى تشكيلاً وزارياً واسعاً تتبدل فيه عديد من الوجوه وتحل محلها وجود شبابية كفوءة لديها من الخبرة والعطاء والحصافة ما يشفع لها إدارة قطاعات حكومية مؤثرة، لكنني أقول بأن لدينا ثقة مطلقة في قائد مسيرتنا الإصلاحية جلالة الملك حفظه الله وسدد خطاه، وإيماننا كبير بأن لديه حكمة في كل أمر يأمر به.
وعليه مساندتنا دعمنا وتأييدنا لجلالة الملك أمر مفروغ منه، واصطفافنا معه لما فيه خير لهذا البلد وأهله مسألة محسومة ولا يمكن أن يؤثر عليها شيء.
هنا نقول لكثير من الوزراء الذين تم تجديد الثقة بهم، وبعضهم أمضى مدداً طويلة، وبعضهم تحكي عنه تقارير الرقابة المالية والإدارية فيما يتعلق بمستوى الأداء والإنتاجية وهدر المال العام، نقول لهم بأن التجديد أمر لا يستوجب معه «الفرحة» المطلقة فقط، بل فكروا فيه على أنه إعادة اختبار لكل واحد منكم كان يستحق التبديل، لكن الدولة آثرت أن تمنحه فرصة أخرى عله يستوعب ذلك وبالتالي يكون عمله هذه المرة أفضل وأكثر رقياً وأعمق إخلاصاً فيما يرتبط بمصلحة الناس.
هناك وزراء يحتاجون بشدة أن يقيموا عملهم في الفترة السابقة، بعضهم يحتاج أن يعرف رأي الناس في إدارته في قراراته، لديكم وسائل التواصل الاجتماعي لتعرفوا رأي الناس بتجرد دون أية مساحيق تجميل، لديكم الصحافة فيما تكتبه من نقد، لديكم رأي المتعاملين مع قطاعاتكم وما إذا كانوا راضين عن الأداء أم لا، وطبعاً لديكم تقارير الرقابة المالية والإدارية لتعرفوا أي جوانب أخليتم بها.
التجديد تكليف أثقل من التعيين أول مرة، التجديد يعني ضرورة تصحيح مسار أي أمر خاطئ، وندرك تماماً أن الإبدال الكامل للطقم الوزاري يعني إحالة أناس على التقاعد الوزاري «السمين» وتعيين آخرين جدد ما يعني مصروفات أكثر وتضخم أكثر في الموازنة، وعليه هي نصيحة لمن تم التجديد له، إذ يا سعادة أو معالي الوزير لا تفرح وتحتفل وتظن بأن احتمالية «الإبدال» مرت من على رأسك وأنك محظوظ، بل المسؤولية اليوم أكبر بألا تخيب ظن القيادة فيك، بأن تحاول فتح صفحة جديدة وتطور العمل وتهتم أكثر بالناس، فكلام جلالة الملك حفظه الله واضح وصريح ومباشر بأن دعاكم للنزول إلى الناس والتحول إلى وزراء ميدانيين.
الوزير الميداني هو ذاك الوزير الذي يخالف نمط عمله النمط الذي اعتدنا عليه من وزراء عدة كنا نقول لهم دوماً أن تعلموا من سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله، كيف أن رئيس الحكومة بنفسه ينزل للناس ويتابع ويهتم ويسأل ويتحرك ويأمر بحل المشاكل، ومن باب أولى أن تكونوا أنتم الموجودون يومياً بين الناس وأن تسبقوا رئيس الحكومة في هذا الشيء متخذينه قدوة لكم.
ملكنا الحبيب إنسان راق في إدارته، وإنسان حكيم في قراراته وحنكته وتفكيره، هو يأمركم اليوم بالنزول للميدان ومتابعة شؤون الناس، بالتالي الحصيف منكم يا أصحاب السعادة والمعالي من لا يترك مثل هذه الكلمات والتوجيهات تدخل من أذن وتخرج من أخرى، الذكي الذي يريد أن يعمل لأجل الوطن والمواطن هو من عليه أن يستوعب التوجيه ويعمل بناء عليه.
لذلك نقول لبعض الوزراء الذين جدد لهم، نأمل أن تصححوا أي مسار خاطئ، نأمل أن «تسنعوا» من عمل وزاراتكم، ونأمل أن تكونوا كتيبة قوية مخلصة جادة منتجة تعمل لأجل رفعة البحرين.
رجاء لا تخيبوا الظن فيكم فيكم، ولا تخيبوا ظنوننا كمواطنين فيكم، فالمرحلة اليوم هي مرحلة جادة تحتاج لأناس جادين فقط.