لم تفلح كل الأقنعة التي حاول مدعو «العمل السياسي» و«السلمية» التستر خلفها من فضح وجوههم الحقيقية وكشف عوراتهم الإرهابية والطائفية



استكثر البعض على البحرينيين فرحتهم باستكمال عقد المؤسسات الدستورية، التشريعية والتنفيذية، وبدء الاحتفالات بالعيد الوطني المجيد والاستعداد لمرحلة جديدة في مسيرة التنمية وتجديد حقيقي لروح المشروع الإصلاحي الكبير الذي دشنه جلالة الملك، ليخطف خلال 24 ساعة شهيدين آخرين بعمل إرهابي جديد يضاف إلى سلسلة طويلة من الأعمال الإرهابية التي عانت منها البحرين منذ تفجر أزمة فبراير 2011.
وبعيداً عن التحليلات السياسية والأمنية المرتبطة بالعمل الإرهابي، والمدان في جميع الشرائع والقوانين الأرضية والسماوية؛ فإن إقدام هذه الزمرة الفاسدة على هذا العمل الإرهابي الجبان وفي هذا التوقيت بالتحديد يضطرنا إلى فتح كثير من الملفات، والتي كان من المؤمل طي صفحاتها استعداداً لمرحلة البناء والتنمية الجديدة التي بشر بها عاهل البلاد قبل أيام.
فما عانته البحرين خلال السنوات الثلاث الماضية من أعمال إرهابية وتعطيل لمسيرة التنمية والبناء والإصلاح، كان نتيجة حتمية لعمليات الحقن وزرع الضغائن في نفوس فئة من الشباب من قبل بعض مدعي «العمل السياسي» و«السلمية»، والتي لم تفلح كل الأقنعة التي حاولوا التستر خلفها من فضح وجوههم الحقيقية، وكشف عوراتهم الإرهابية والطائفية.
فما جرى قبل أيام من عمليات إرهابية، لم يكن لها أن تتم لولا الخطاب التصعيدي وحالة عدم الاتزان السياسي والعقلي التي أصابت بعض الرموز الإرهابية نتيجة الإنجازات الكبيرة التي حققتها البحرين خلال الأسابيع الماضية، والتي كان على رأسها النجاح الكبير للاستحقاق الانتخابي، حيث ترك تلك الزمرة الفاسدة خارج نطاق التغطية، منعزلين في كانتوناتهم الضيقة، شاهدين على أنفسهم بضيق الأفق السياسي والقدرة على التعامل مع الحركة الطبيعية للتاريخ والتطور.
جاءت هذه الأعمال الإرهابية، كسابقتها، متزامنة مع أولى خطوات خروج البحرين من عنق الزجاجة، وهدفها الأوحد هو إعاقة المسيرة الإصلاحية ووقف ثورة التنمية والبناء المقبلة، وفوق كل ذلك استهدافاً واضحاً لحالة السلم والأمن الاجتماعي، ومحاولة جبانة لاستهداف الوحدة الوطنية بتوسيع الشرخ المجتمعي الذي أحدثوه قبل سنوات.
ما لم يعه هؤلاء الإرهابيون أن البحرين، كانت وستبقى، عصية على كل محاولاتهم المدانة لخطف الدولة وإسقاط نظام الحكم، فما يمثله جلالة الملك، كشخصية رمزية جامعة لكل البحرينيين بشتى طوائفهم وانتماءاتهم، سيبقى السد المنيع لكل هذه المحاولات، فالإجماع الوطني حول جلالته لم ينبع فقط من منصبه السياسي كرأس للدولة البحرينية؛ وإنما لقدرته الفذة على جمع كل أبنائه حول المشروع الإصلاحي وقيادة دفة السفينة البحرينية في أحلك الظروف وأصعب المراحل.
البحرين اليوم، وهي تستعد لتجديد ثورتها التنموية والإصلاحية، تحتاج إلى كل أبنائها المخلصين والشرفاء ليكونوا سنداً لها لتعويض ما فاتها، ولتعود كما كانت على الدوام واحة للأمن والأمن والسلام، ونموذجاً فريداً من التعايش والمحبة بين أبنائها. فتاريخها الطويل لن يستطيع بعض الإرهابيين محوه أو إسقاطه من الذاكرة.
- ورق أبيض..
لا زالت الذاكرة تحوي كثيراً من محاولات سرقة الفرح، فتحويل تاريخ الرابع عشر من فبراير من ذكرى وطنية جامعة إلى محاولة لإسقاط النظام لا تزال محفورة في الوجدان، كذلك ما سبقها وتبعها من عمليات إرهابية خطط لها أن تتوافق مع كل يوم بحريني وطني هدفها واحد؛ وهو سرقة الفرحة من عيون البحرينيين، وترسيخ فكرة «إما نحن أو الدمار».