ما هي الرسالة التي يراد لها أن تصل بعد وقوع حادثين إرهابيين في غضون 24 ساعة؟
كمواطنين فهمنا الرسالة كما الآتي؛ إن الإرهاب يستطيع أن يضرب متى ما تلقى ضوءاً أخضر من علي سلمان أو عيسى قاسم، وقد حدث وأعطى علي سلمان الضوء الأخضر؛ والنتيجة قتيلان..!
نقول مخلصين للدولة؛ إن أكبر تقدير تقدمونه لأهل البحرين بعد فزعتهم للانتخابات الأخيرة أن تقدموا لهم الأمن.
انتهى زمن التردد، انتهى زمن تقديم خطوة وتأخير أخرى.
البحرين عملت بشكل ممتاز مع الدول الغربية التي كانت تقف خلف الإرهابيين، حتى تم تعديل المواقف، فلماذا التردد في محاربة الإرهاب وقطع رؤوسه.
الأمن هو أكبر هدية تقدمونها لمن لم يبخل يوماً من أهل البحرين بمواقفه المشرفة في الأزمات والتحديات.
أهل البحرين المخلصون بمدنهم وقراهم يجب أن نقدرهم بأن نقدم لهم الأمن والأمان، وأن نقطع دابر الإرهابي والمحرض والممول.
نقل عن أحد المقربين من الجمعية الانقلابية أنه قال بعد أن أدت الوزارة الجديدة القسم: «الأربع سنوات القادمة لن يكون فيها أمن، وأن البحرين ستحرق!» هكذا قال، وهو ذات حديث علي سلمان الذي قال فيه لا نضمن السلمية بعد الانتخابات، وهو يريد أن يوهمنا أن حركته سلمية!
كل هذه المؤشرات تعني أن التحدي القادم أمامنا كمجتمع ودولة هو تحدي أمن، وتحدي إرهاب، فهل هناك من يأخذ زمام المبادرة، ويباغت الإرهاب قبل أن يضرب المجتمع؟
من اليوم وصاعداً لا نريد محاربة الإرهاب بالتصريحات، أهل البحرين شبعوا كلاماً لا يطبق، وزيران اتهما حزب الشيطان بأنه يقف خلف التفجيرات، نعم عرفنا، وكنا قبل التصريحات نعرف ذلك، قلتم ذلك ذات مرة، لكن ماذا بعد أن عرفتم من يقف خلف التفجيرات؟
المتهم بتنفيذ العملية الإرهابية قبض عليه وهو ينوي دخول العراق، بينما نحن نأخذ المسؤولين العراقيين بالأحضان، وقد كانوا يكيلون لنا التهم، ويدعمون الانقلاب ويؤون الإرهابيين، فكيف نحارب الإرهاب ونحن ليس لدينا موقف ممن يؤوي الإرهابيين ويقدم لهم الدعم والتوجيه ويعطيهم الجوازات المزورة؟
كل هذه الصورة تظهر أننا لا نتخذ الخطوات الواقعية والحقيقية الصحيحة لمحاربة الإرهاب، وهذا يشعر به المواطن المحب، ويشعر به الإرهابي الحاقد.
محاربة الإرهاب بالتصريحات تعبنا منها وأتعبتنا، والنتائج جاءت كما ترون؛ الإرهاب يضرب متى ما أراد ومتى ما وصلته التوجيهات.
لا نريد تصريحات من وزراء يتهمون حزب الشيطان، كل هذا معروف ومعلوم، نريد عملاً على الأرض، نريد قطع أيادي حزب الشيطان في وطننا، نريد تجفيف المنابع، نريد أن نحصر من ذهب إلى إيران والعراق ولبنان وسوريا من أجل أن يتعلم كيف يفجر العبوات الناسفة.
الحادثان الأخيران استخدم فيهما أسلوب الهواتف النقالة للتفجير عن بعد؛ من أين أتت هذه الشرائح الهاتفية؟ ومن باعها؟ ومن يستخدمها؟ ولأي شركة اتصالات تتبع؟ وفي أي الأجهزة الهاتفية تعمل؟
مع كل احترامي وتقديري للجهود المبذولة، إلا أننا لم نحاصر الإرهاب ولم نقطع عنه التمويل ولا الإمدادات، لذلك مازلنا في دائرة الإرهاب، ويبدو أننا سنبقى.
إذا ما تم القبض على منفذي التفجيرات، ألا يتم التحقيق معهم ليعترفوا على الخلايا التي معهم؟
هل فقط نقبض عليهم، ومن أجل حقوق الإنسان، نعاملهم معاملة لا تفضي إلى أن يعترف الجاني على الأعوان والشركاء والممولين داخل وخارج البحرين؟
السؤال هنا؛ كيف خرج المتهم من البحرين؟
كيف تعدى حدود حدودنا، وكيف تعدى حدود السعودية؟
ما عرفناه أنه قبض عليه في آخر نقطة حدودية كويتية قبل الدخول للعراق؛ فأين كنا كل هذا الوقت؟
ومن الذي استقبله في الكويت وساعده؟
أغلب المجرمين يفجرون ويقتلون ويهربون للعراق أو إيران عن طريق البحر أو البر، ولا أعلم قد يكون عن طريق الجو أيضاً، فلدينا خروقات في أماكن كثيرة من المنافذ لم نقم بالعمل على تداركها رغم كل الإرهاب الذي نتعرض له؟
الذي يريد أن يقوض أمن الوطن والمواطنين نجعل أمنه هو مقوضاً، ونجعل الدوائر عليه، ونجعل القانون يطوقه، وإلا فإن الإرهاب لن ينتهي بالأمنيات والكلام الطيب والتصريحات.
كل الحياة وكل التنمية وكل الاقتصاد كل ذلك مرتبط بالأمن، فإن كان ملف الأمن معلقاً دون حزم لن يجدي الحديث عن التنمية وعن الاقتصاد وجلب الاستثمارات، الحديث عن ذلك يشبه «الهذيان» والأمن مفقود.
الحرب على الإرهاب في البحرين لا يجب أن تتوقف ساعة واحدة، العمل الاستخباراتي لا يجب أن يتوقف ساعة واحدة، سواءً اختبأ الإرهاب أم أطل برأسه.
الإرهاب بالبحرين هو بمثابة حرب قذرة تقف خلفها أيادٍ قذرة وعميلة وخائنة، لا ينبغي التعامل معها باللين أو المداهنة أو تطييب الخواطر، هذا الذي ضيعنا حين لم يكن لدينا حزم وقوة وتطبيق للقانون.
حين اتهم عضو جمعية الوفاق الدولة بأنها تستخدم المال السياسي في الانتخابات تمت محاسبته على «تغريدة» كتبها، فلماذا لا نحاسب كل من يكتب دعماً للإرهاب أو يوعز به أو يحرض عليه أو يدعمه.
حتى الصحف الصفراء يجب أن تقابل بالقانون حين تبرر الإرهاب وتدعمه، وإلا فإن البلد تصبح فوضى، ومحاربة الإرهاب يصبح وهماً..!
متعبة لنا حالة «الفزعة المؤقتة» لمحاربة الإرهاب التي تأتي بعد كل حادث، ولكن بعد هذه الفزعة يخمد كل شيء، ويسكت كل شيء، ونظن كدولة أن هذا الحادث الإرهابي هو آخر حادث، حتى يقع حادث إرهابي آخر بعده بأيام ويذهب فيه ضحايا وتسيل معه الدماء.
بالله عليكم، ماذا نفعل بوطننا ونحن لا نتحرك بشكل جدي لمحاربة الإرهاب؟
الخلايا الإرهابية موجودة، ونائمة، وتنتظر الإشارة، فلماذا لا نصل إليها اليوم وليس غداً؟ ماذا ينقصنا لذلك؟
أهل البحرين لا يتحدثون اليوم عن زيادات في الرواتب، رغم حاجتهم إليها ورغم أنهم يتمنون أن تأتي، لكنهم يقولون: أليس من واجب الدولة أن تمنحنا الأمن والأمان؟