مشهد يوم السبت الماضي سيسجل في تاريخ البحرين الحديث؛ فقد كانت الوقفة كبيرة ومشرفة بكل ما تحمله هذه الكلمات من معنى، حشود الإقبال الجماهيري أعاد إلى البعض حالة (الصدمة والترويع) تلك الحالة التي أصابت من كانوا يتحدثون باسم الشعب في 2011، حتى خرج الشعب الحقيقي وأخرسهم جميعاً وأصابهم بحالة من الخوف وحالة من الترويع، حين قالوا كيف خرج كل هؤلاء ومن أين؟ ضاعت ثورتنا بدوار المتعة..!
في فبراير 2011 حين خرج أهل الفاتح (وليس جمعية الفاتح) إلى الشارع ليؤكدوا سيادة البحرين وشرعية الحكم فيها، كانت تلك اللحظة هي الهزيمة الكبرى الأولى للصفويين أصحاب المشروع الانقلابي وأصحاب الخروج الطائفي.
وفي 22 نوفمبر (السبت الماضي) كانت الهزيمة الكبرى الثانية، فسبحان الله الذي ينصر من عباده من يشاء ويذل من يشاء، والحمد لله أن رب العباد ينصر المسلمين الموحدين الذين لا يشركون به شيئاً. ظننا أن أحداث 2011 كانت شراً لنا، لكنها كانت محنة، وهذه المحنة كانت خيراً لنا، فقد هزم من هزم وانكشفت المشاريع الانقلابية وسقطت الأقنعة، وخرجت المؤامرات إلى السطح.
جلهم أعادوا أقنعتهم، لكننا نعرفهم حق المعرفة، حتى وإن لم تعرفهم الدولة أو أغمضت الدولة عينيها وصارت تنسى المواقف الانقلابية وتأخذ الخائن بالأحضان، حتى مع ذلك فنحن لن ننسى الخائن الذي كان يريد أن يغدر بنا من خلال مشروع طائفي إيراني أمريكي.
السبت الماضي كان الهزيمة الكبرى الثانية، وبإذن الله لن تتوقف هزائمكم، وفي كل انتخابات قادمة ستكون هزيمتكم أكبر، وسترون ذلك بإذن الله أمام أعينكم.
لا ألوم من أصابته حمى الهزيمة وأخذ «يهرطق ويهذي» ويشكك، ثم أنه أخذ يشبه الله جل جلاله بتشبيه لا يليق برب العزة والجلال، وقال إن الله تحاور مع إبليس..!
الخالق جل جلاله لا يحتاج لأن يدافع عنه عبد صغير وضئيل مثلي، لكن لو فرضنا -جدلاً- أن صاحب تشبيه إبليس صحيح، فقد وضع نفسه في خانة إبليس هكذا فهمت الناس، ذلك أنه يمكن التشبه بإبليس لكن لا يمكن التشبه بالله جل جلاله وهو الخالق، والخالق سبحانه ليس كمثله شيء.
الآن اتضح حجمكم الحقيقي في الانتخابات، أنتم تشكلون 15% فقط من حجم الكتلة الانتخابية التي تصوت.. وافضيحتاه..!
15% فقط، وتتكلمون باسم الشعب؟
اخجلوا من أنفسكم، أنتم فقط 15% وفي الانتخابات القادمة ستكونون أقلية أكثر، خذوها مني...! البعض يقول كيف خرجت نسبة الـ15%؟
هذه هي نسبة الفارق في المشاركة الانتخابية بين انتخابات 2010، وانتخابات 2014، بمعنى أن نسبة المشاركة في انتخابات 2010 كانت أعلى من نسبة 2014 بفارق 15% فقط..! أنظروا ماذا فعلت بكم المقاطعة، لقد أظهرت حجمكم الحقيقي يا من تكذبون على الناس صبح مساء.
كل ما مررنا به من (حالة الجو الانتخابي) بكل تداعياته، سواء للذين لديهم (حموضة مرتفعة) من أرقام المشاركة الواسعة، أو من تصريحات السفراء الأجانب من بعدما شاهد السفراء بأم أعينهم حجم المشاركة، أو من تصريحات وفد البرلمان الأوروبي، أو من مواقف الدول العربية. على الجانب الآخر، أو في محور انتخابي آخر، وفي نطاق ضيق داخل الدوائر الانتخابية التي تشهد تنافساً كبيراً، وأحياناً غير شريف من بعض المترشحين الذين أخذوا يشوهون سمعة المترشحين الآخرين بطرق ووسائل عدة، فإن ما يحدث اليوم وفي منطقة مثل منطقة الحورة يعتبر أمراً مؤسفاً للغاية، أستطيع أن أقول إن ما يحدث هناك لا نتمناه أن يحدث في أي دائرة انتخابية.
اختيارات الناس هي التي تحدد من سيصل وليس تشويه سمعة الناس أو شراء ذممهم، كل ذلك قد ينقلب على من يفعله ويكون مردوده عكسياً.
شخصياً أبارك لمن وصل إلى مجلس النواب، وفي ذات الوقت أشفق عليه، ذلك أن المسؤولية كبيرة جداً وتحتاج إلى عمل كبير، الناس التي أوصلتكم قد تنقلب عليكم في ليلة وضحاها جراء المواقف الضعيفة أو المهزوزة أو التي لا تأتي بالخير على الناس، سواء على أمنهم أو معيشتهم.
أعتقد أن أغلب الجمعيات السياسية الإسلامية أو غيرها أصيبت بخيبة أمل، من تغير مزاج الناخب، لذلك عليكم أن تسألوا أنفسكم لماذا حدث ذلك؟
هل بسبب مواقفكم السياسية؟
هل لأنكم في السابق أوصلتم نواباً ضعافاً، وجاءت النتيجة أن الناس غيرت قناعتها عنكم؟
أم أن الناس وجدوا أن خيار المستقلين أفضل من خيار الجمعيات التي بدت ضعيفة في المجالس السابقة.
ليس بعيداً عن ذلك، فقد كانت رسالة الناس إلى جمعية الوحدة الوطنية رسالة قوية، فهذا ما فعلتموه بأنفسكم بسبب مواقف الجمعية الضعيفة، وبسبب اختطاف الجمعية، وبسبب إقصاء المخلصين حتى تم تضييق الدائرة إلى دائرة صغيرة مسيطر عليها من قبل أشخاص بعينهم.
حقيقة جمعية الوحدة الوطنية جاءت في الانتخابات، وكل ما كنا نقوله عن الجمعية اتضح جلياً أمامكم في إرادة الناس، هذا فشل كبير جداً لا يمكن تجاوزه، رشحتم من رشحتم (وأنا احترم الأشخاص جميعاً) لكن قائمتكم لا يمكن أن تفوز حتى في جمعية تعاونية.
تجمع الوحدة الوطنية كان حلماً لنا، لكن من اختطف التجمع يتحمل المسؤولية ويتحمل ما حدث، لكل فعل وموقف نتيجة، والانتخابات كانت نتيجة مواقفكم الهزيلة الضعيفة، بل أحياناً كانت من غير موقف أصلاً.
جمعية الوحدة الوطنية أصبحت مثل (الإرويد البايت) أو مثل ما نقول بالعامية (إرويد مرطرط) هكذا أصبحتم، وهكذا أبعدتم الجماهير عنكم، حين أصبحتم جمعية تعبر عن (أفراد) ولا تعبر عن الجماهير.
كنتم مشروعاً كبيراً، وأصبحتم جمعية فاشلة بالانتخابات، هذا هو الواقع يا (جمعية الفاتح) عليكم أن تتعلموا من موضوع الأرقام (عدد مرشحيكم، ومجموع الأصوات التي حصلتم عليها)..!
حرقتم أنفسكم، وضيعتم الشارع.. فضيعكم الشارع..!
قلت ذات مرة، أهل الفاتح (كجماهير) ليسوا جمعية الفاتح، أهل الفاتح هم الذين خرجوا وصوتوا في الانتخابات الأخيرة وهم من وقفوا بالفاتح هم القوة الخفية، وجمعية الفاتح هي التي اختطفت من أناس بعينهم، وصارت من غير لون ولا طعم ولا رائحة، من أجل ذلك جاءت نتائج الانتخابات كما ترون..!
** رذاذ
أحد الإخوة انتقد إعلانات قائمة جمعية الفاتح الملونة التي نشرت في 3 صحف محلية، ثم قال: كيف تنشرون إعلانات ملونة (صفحة كاملة) بمبالغ كبيرة، ثم تضعون حساباً بنكياً للتبرع للتجمع؟
الذي أعرفه أن الجمعية لا تحتاج للتبرع، إلا إذا كانت هناك ثقوب وشقوق في الثوب..!
** تفاجأت أن النائب السابق علي شمطوط (عليه إعادة) في الانتخابات.. (الله يهداك يا شمطوط شكلك ما تراجع وطلع عليك دور ثاني.. أنت كله هايت في السكيك)..!!
يعني لو جمعية الوحدة «ماخذين» شمطوط معاكم في القائمة، كان ممكن يوصل نائب يمثل الجمعية في المجلس..!!
يا جمعية الوحدة بصراحة (فشلتونه)..!