بعد يومين تشهد البحرين انتخابات نيابية أخرى تقاطعها المعارضة. لا بد أن في البحرين معارضة وطنية، إلا أن هناك أيضاً معارضة خيانية تمثل آيات الله في قم لا أي مصلحة لشيعة البحرين.
أسجل قبل أن يتهمني أصحاب الولاء الخارجي بما فيهم أنني أكتب عنهم وليس عن إيران، فأنا أؤيد البرنامج النووي الإيراني، وأريد أن يضم جانباً عسكرياً، كما أريد من الدول العربية القادرة أن تبدأ برامج مماثلة رداً على ترسانة إسرائيل النووية.
لو أن المعارضة البحرينية قبلت ما عرض ولي العهد الأمير سلمان بن حمد عليها سنة 2011 ثم طالبت بالمزيد عبر البرلمان لكانت حققت معظم ما تريد. إلا أنها اختارت الولاء الخارجي على المصلحة الوطنية، وتمسكت بمطالب مستحيلة عندما قدم ولي العهد سلة حلول توافقية بعد ثمانية أشهر من الحوار مع أطراف النزاع السياسي. المعارضة أصرت على مطالبها في وجه رفض أطراف أخرى، لهدف واحد وحيد هو مقاطعة الانتخابات.
المعارضة تستطيع أن تقاطع الانتخابات مرة ومرتين وعشر مرات، ولن تحقق شيئاً غير الإضرار بمصالح المواطنين الذين يؤيدونها جهلاً أو تديناً، ما يذكرني بقول أبي العلاء «وآخر دين لا عقل له».
الانتخابات السبت ستجرى بعد تعديل الدوائر الانتخابية بحسب قرار أعلنته حكومة البحرين سنة 2002 والهدف توفير تمثيل أفضل لأطياف المجتمع البحريني بما يعكس تغيير الأوضاع العمرانية والسكانية. وسيكون هناك مراقبون من داخل البلاد وخارجها.
أربع جماعات معارضة، بينها الوفاق، أعلنت المقاطعة وهي كانت تستطيع الفوز في 18 دائرة من 40 كما حدث في آخر انتخابات شاركت فيها، وربما كانت استطاعت انتزاع دائرتين أخريين ليصبح لها 20 مقعداً في البرلمان أو النصف.
هي اختارت المقاطعة من دون أن تتخلى عن الخبث والكذب فهناك حوالى ثلاثمئة مترشح، بينهم -كما سمعت- 14 عضواً معروفاً في الوفاق يخوضون الانتخابات بصفة شخصية ليمثلوا آيات الله في قم لا المواطنين الذين انتخبوهم. كذلك هناك مترشحون للمعارضة في الانتخابات البلدية التي تجرى في الوقت نفسه، إلا أن الموقف المعلن يبقى المقاطعة.
هي مقاطعة تحتقر المواطن البحريني الشيعي الذي تدعي تمثيله لأنها تقف ضد مصالحه، ولن تحقق شيئاً على الإطلاق بالمقاطعة، ما يذكرني بكلام في إحدى روايات مارك توين، وانتخابات أخرى وزعيم سياسي يقول لمساعده: أليس الأغبياء أكبر نسبة من الناخبين، ألسنا نمثل الأغبياء لذلك النتيجة مضمونة.
نموذج المعارض البحريني الذي يجمع بين التطرف والحمق، وهما مزيج قاتل، نجده في زينب الخواجة، ابنة المعارض عبدالهادي الخواجة، الذي حكم عليه مع سبعة آخرين بالسجن مدى الحياة.
زينب هذه ممثلة سياسية فاشلة أو «ارتيست» فهي اختارت المثول أمام قاضٍ لتمزيق صورة الملك حمد، وهي تعرف جيداً أنها ستعاقب. زينب حامل، وأعتقد أنها في آخر شهر من الحمل، ولن أقول إنها اختارت توقيت الحمل ليناسب الانتخابات ومقاطعتها فأنا لا أعرف ما في عقلها، ولكن أقول إنها غامرت بالجنين لتحقيق دعاية رخيصة، وبعض الاهتمام الإعلامي الخارجي، فأرجو أن يعفى عنها لحملها حتى وأنا لا أكن لها أي احترام.
المعارضة البحرينية خسرت الانتخابات قبل أن تبدأ، ومعارض يمثل آيات الله في قم، أو ناخب جاهل، أو بنت حمقاء، لن تغير شيئاً، فأتمنى أن أرى يوماً تسير فيه المعارضة في طريق الصواب فلا يعتقل أحد أو يحاكم وإنما يعفى عن السجناء جميعاً لفتح صفحة جديدة من الممارسة الديمقراطية للجميع في البحرين.
* عن صحيفة الحياة اللندنية