انطلاقاً من شعارها الرنّان «صمووود».. إلى أي مدى صمدت الوفاق أمام قرار مقاطعتها المشاركة في العملية الديمقراطية بمملكة البحرين، وما مدى صدقية قرارها؟ وما التبعات المترتبة على ذلك أو عدمه؟
في المقال السابق ذكرنا.. أن الوفاق حرقت علانية حتى تطاولت نيرانها العفنة على ممتلكات وأرزاق المرشحين؛ لتحليقهم في فضاءات الوطن الرحبة، بعد أن قررت قصّ الأجنحة؛ بغية تكليل آرائها وقراراتها بسطوة الهيمنة، ولكن يبدو أن بعض الجمعيات والأحزاب السياسية المؤدلجة اختارت «اللعب من تحت الطاولة» للفصل التشريعي القادم؛ لغاية في نفس يعقوب، ومنها الوفاق.!!
تكشف بعض حوادث الوفاق التخريبية وفصولها الهزلية غير المنتهية بعض حالات التخريب المنظم تجاه ممتلكات بعض المرشحين «الشيعة» للفصل التشريعي القادم، والذي يشير لتواطؤ المرشحين أنفسهم مع تلك الجرائم الوفاقية غير المنتهية، في رعونة كاشفة الرأس، وممارسة فاضحة مبتذلة «للمظلومية» في موسمها الأعظم، وهو ما تؤكده كثير من الأدلة المنطقية المحيطة بالجريمة والشاهدة في مسارحها.
يفرض ذلك عدداً من الأسئلة الهامة.. ما الذي تستفيده الوفاق من تلك العروض التخريبية؟ ما غرض بعض المرشحين المتواطئين مع الوفاق من اتفاق تتطاول نيرانه على ممتلكاتهم؟ هل قاطعت الوفاق فعلاً أم لعبت على إقحام بعض أدواتها في المعترك تحت غطاء «المغردون خارج السرب» و»المتمردون» على الأم «الساحرة» التي اختارت أن تصرف بعصاها كل من تسول له نفسه الاقتراب من البرلمان والمشاركة في إنجاح «العملية الديمقراطية» للمملكة؟
لماذا تسجل الوفاق لنفسها مواقف وأهدافاً غير ذات معنى وبدون مرمى بقرار مقاطعة وهمي؟ أو ليس من باب أولى القول إن هناك مرمى وفاقياً «ما نشوفه» تسدد فيه أهدافها واحدة تلو الأخرى في وضح النهار «ولا من شاف.. ولا من دري»؟! تواطؤ المرشحين مع الوفاق إنما هو ألعوبة أرادت أن تستمتع فيها بالمظلومية، توحي من خلالها بطيب النوايا واتخاذ مواقف الكرامة والشرف بقرار المقاطعة.. الأمر الذي تعامل معه آخرون بتشكيك واستياء، أرادت الوفاق أن يتراءى للناس انقلاب السحر على الساحر.. أوهمت الشارع بخروج البعض عن سيطرتها وتحديه لها بصدر عارٍ فقررت أن تحرق تلك الصدور العارية.. تلقن من خلالها درساً للشارع. نشرت الوفاق ببعض جرائمها المسرحية النكراء ثقافة الحرق والتخريب لتكون الهواية المحببة لبعض المراهقين من الشيعة، وهو الفتيل الذي لطالما أشعلته عن بعد؛ لتتبرأ منه في وقت لاحق، كتبرؤ الشيطان من غواية البشر وتزيين المعصية.
الوفاق أرادت برعونتها تلك أن تستدر من الدعم الحكومي والإعلامي لهؤلاء المرشحين «المتضررين» ما لا يجوز لغيرهم من الآمنين. إنما هو ضرب آخر من الدعم.. على مستوى عالٍ.. هكذا هي الوفاق تخريبية حتى في دعمها.. شيطانية في أفكارها ومراميها.