يقول الدكتور رياض الصيداوي، خبير تحليل الثورات (سوسيولوجيا الثورات)، المقيم في جنيف بسويسرا، في لقائه مع أحد الصحف المصرية أن أمريكا ترفع شعار: «ليس لدينا أصدقاء للأبد ولا أعداء للأبد إنما لدينا مصالح دائمة».
هكذا تدور الأحداث في مملكة البحرين وما آلت إليه العلاقات الأمريكية مع جمعية الوفاق والجماعات المتطرفة في المنطقة، حينما وجدت أن مصلحتها انتهت معهم فقد بحثت عن مصلحتها في المنطقة ووجدت نفسها أمام من هم أصحاب السلطة والقوة.
بمعنى التحليل الذي طرحه الدكتور الصيداوي أن أمريكا لن تقف مع الوفاق ولا مع البحرين بل مع مصالحها المشتركة، وبالتالي فإن قرار عدم مشاركة الوفاق بالانتخابات سيضعفها أمام جمهورها، بل سيلغيها من الساحة السياسية على الرغم من القوة المرجعية التي تسيطر على بعض الأوساط الشعبية.
في الانتخابات لهذا العام والتي ستجرى خلال الأيام المقبلة، هناك رسائل عدة يجب إيصالها للبيت الأبيض وأن تستغل هذه الفترة حتى تمحو جميع الملفات الشائكة مع الإدارة العليا في الرئاسة الأمريكية وأيضاً مع المنظمات الدولية، ومن هذه الرسائل التركيز على أن الشعب البحريني من الشعوب الواعية ويتعظ من الدروس التي تحصل بالمنطقة وليس كالدول الأخرى التي تمت مباغتتها وزرع الفتن بها ومحوها على الساحة الدولية.
كذلك هناك رسالة مهمة لتصل إلى المنظمات الدولية هي أن مهما كتب عن المملكة من تقارير وهمية فهي بالأخير ستنكشف حقيقتها، وها هي المملكة رغم ما مرت به من أزمات وما كنتم تدونه من جانب واحد هو أمر يرفضه الشعب، وأن البحريني اليوم يتمتع بكافة حقوقه الدستورية والتعبير عن الرأي، وأن أرقام المرشحين ليست أرقاماً وهمية؛ بل هي حقيقية وستخوض الانتخابات، بما يفند جميع الأقاويل والتقارير الصادرة بحق المملكة بالفترة الماضية، ويؤكد أن هذه المنظمات ما هي إلا أدوات تستخدم لدى الدول العظمى لتجيش العالم على بعض الدول غير المرغوب بها وإزالتها من الخارطة الدولية ولتكون عذراً للتدخلات الخارجية في الشأن المحلي.
أما الرسالة الأهم التي يجب أن تصل إلى جميع القيادات في الخارجية الأمريكية والقائمين على السياسة الخارجية، أن البحرين لن يثنيها مخططات وشعارات المظلومية التي تتردد من قبل المعارضة لإيصالها لكم، والتي تلقى كل الترحيب منكم بهدف تحقيق مخططاتكم بالمنطقة، فقد وجدت البحرين حتى تعطي الدروس من خلال شعبها الواعي الذي يؤكد يوماً بعد يوم مهما اختلفت آراؤه إلا أنه على قلب واحد.
في الختام، قد تكون قلوبنا تحمل الكثير من الكلام ولكن تتفق على أن البحريني هو من يصنع مستقبل بلاده بنفسه وبعقله، فالبحرين مستعدة للقادم مهما كانت التحديات ومستوى الأعداء فإنها ستخوض جميع الحروب بكل الجوانب سواء كانت حقوقية عمالية سياسية من أجل تراب هذه الأرض.. فأجدادنا بنوا هذه البلاد من أجل أن تستمر وليس من أجل أن تهدم.