خلال الأيام الماضية تزايد الصراخ والعويل حول ما تقوم به الأجهزة المعنية من تعقب للإرهابيين والقبض عليهم، وأخذ هذا الصراخ يتزايد بشكل واضح مؤخراً، نقرأ كل يوم على مواقع الانقلابيين عن القبض على مطلوبين، حتى أنهم أخذوا يقولون أن هناك حملة منظمة قبل الانتخابات من أجل تقليم أظافر من يقاطعون.
قبل أن أذهب إلى معلومات حصلت عليها، وأتمنى أن تكون صحيحة، فمن الواضح أن الإرهابيين ومن خلفهم الجمعية التي تدعمهم وتمولهم وتدافع عنهم سوف يقومون (بحرب ترهيب) جديدة بعد قرار المقاطعة، وأن هذا الإرهاب ستزداد وتيرته أكثر كلما اقترب الاستحقاق الانتخابي.
كما أنهم أخذوا يهددون أبناء القرى بشكل واضح وفج ومن خلال بيانات وفتاوى، وستستمر هذه الحملة إلى يوم الانتخابات لفرض حصار على القرى حتى لا يخرج الأهالي للتصويت في المراكز العامة، كل هذا أضعه أمام الدولة، وأضعه أمام من يريد أن يحارب الإرهاب بشكل حقيقي وليس بشكل متردد.
ما ورد لي من معلومات، وهي تتداول داخل نطاق ضيق عند المتطرفين، أنه لدى الإرهابيين قناعة بأن هناك رفع للغطاء عنهم من قبل دول كبرى، بل أن هذه الدول أعطت البحرين ضوءاً أخضر لتعقبهم، ربما على خلفية التعاون البحريني لمحاربة الإرهاب الإقليمي.
يقول الإرهابيون إن البحرين نجحت في إقناع الدول الكبرى بما تريد، هو أن أي تغيير للقوانين والتشريعات والدستور يجب أن يتم من خلال المجلس المنتخب الشرعي، وفي حال مقاطعة الجمعيات للانتخابات فهذا يعني أن لا تغيير سيتم خارج البرلمان، وأن الحوار انتهى إلى غير رجعة.
وإن كان كذلك؛ فإن هذه المعلومات التي يتداولها الإرهابيون ستفضي إلى أن تقوم الجمعية الانقلابية باستخدام أداتها التي لم تلقها من يدها يوماً، وهي أداة الإرهاب، فلا خيار آخر متاحاً أمامها، فإن قامت بذلك فستملك الدولة مسوغات قوية واتفاقات مع دولية لاتخاد مواقف حازمة وقوية جداً (هذه المرة) ضد الإرهابيين.
ما نشره المتطرفون في دائرتهم الخاصة يقول؛ هناك إجراءات تمت مؤخراً، وتتم الآن للوصول إلى قادة العمل الميداني في الشارع (قادة الإرهاب) والذين ينشطون منذ أربعة أعوام.
المتطرفون نشروا أن الهدف هو الوصول إلى قادة العمليات (غير الظاهرين بالساحة) وتفكيك هذه الخلايا، حتى لا يبقى لدى الجمعيات الانقلابية أذرعاً ميدانية خفية تقدم الدعم لها من خلال زيادة وتيرة الإرهاب والضغط على الدولة.
لكن المفاجأة التي ظهرت من خلال ما تم الحصول عليه من معلومات لدى المتطرفين تقول؛ إن الدول الأجنبية الكبرى تدعم البحرين هذه المرة بقوة من أجل تحقيق هدف تفكيك الخلايا الإرهابية، حتى أن هذه المعلومات قالت بأن هذه الدول تقدم دعماً حقيقياً للوصول إلى رؤوس هذه الجماعات.
مازلت أطرح ما تم الحصول عليه من معلومات من داخل الدائرة الضيقة للمتطرفين، ولا أستطيع الجزم بشكل نهائي بصحة المعلومات.
فقد تم تسريب معلومات لدى هذه الجماعات تفيد من أن حكماً قضائياً قد يصدر يقضي بإغلاق الجمعيات التي تقول عنها الدولة أنها خالفت قانون الجمعيات، هذه الجمعيات معروفة وقضيتها بالمحاكم.
المعلومة القوية الأخرى التي نشرها المتطرفون في دائرتهم تقول: إن ما يتم من إجراءات تقوم بها الدولة فإنها ستشمل رأسين من المعممين سيتم إخراجهما من البلد، وربما اسقاط جنسيتهما، وان هذه الامور لا تستطيع الدولة القيام بها من دون مساندة قوية من الدول الأجنبية الكبرى، ويبدو أنه تم الحصول على هذه، وأن هذه الدول تدعم إجراءات البحرين لقمع الحراك في الشارع.
هذا ما تسرب من معلومات خاصة يتم تداولها داخل نطاق ضيق عند المتطرفين واستطعنا الحصول على بعضها، غير أني أعيد وأكرر أنها معلومات تم الحصول عليها ولا أستطيع الجزم بصحتها، فأحياناً تقوم هذه الجهات بتسريب هذه المعلومات على طريقة بالونات الاختبار. إلا أن بعض المؤشرات وبعض ما ورد فيها يبدو أنه صحيح، خاصة موقف البحرين مع الدول الكبرى، ومساندة هذه الدول للبحرين مؤخراً بشكل قوي من بعد ما كان موقف هذه الدول مخزياً في 2011.
ويبدو أن هذا تم ضمن تفاهمات إقليمية، وعلى خلفية دعم البحرين للدول الكبرى في محاربة الإرهاب إقليمياً، نقول يبدو ذلك ولا نجزم.
على فرضية أن هناك نسبة جيدة من المعلومات التي وردت آنفاً صحيحة، فإن هذا ينبئ بأمرين اثنين يتوقع حدوثهما.
الأول: زيادة وتيرة ونوعية الأعمال الإرهابية في القادم من الأيام (إن لم تقم الدولة بتقليم أصابع الإرهاب بشكل قوي وحقيقي في عمليات استباقية كبيرة).
الثاني: إن الجمعيات الانقلابية هي اليوم في أقسى مراحل الفشل والهزيمة، وأن ما وصلوا إليه تم التخطيط له بعناية (وتم بتوفيق من الواحد الأحد) من قبل عقول كبيرة وعقول خطيرة، خططت للوصول إلى هذه المرحلة الحالية من بعد انقلاب 2011، وأن الظروف الإقليمية التي راهنت عليها تلك الجمعيات الطائفية، جاءت في غير صالحها تماماً، فأصبحت في صالح أهل البحرين والدولة.
مما يعني أن القادم أيضاً هو أسوأ بكثير من الحاضر فيما يتعلق بالجمعيات الانقلابية، وقد تكشف المرحلة القادمة ذلك.
هذه التسريبات من دوائر المتطرفين الخاصة، وإن صحت هذه الأنباء فإنها قطعاً تصب في صالح أهل البحرين، وتعتبر أخباراً طيبة وتبشر بالخير، وقد تكون بداية نهاية الإرهاب اذا ما تم التوصل إلى الرؤوس المدبرة، والرؤوس التي تدعمها بالخفاء.
** رذاذ
نشر خبر أمس الاول في الصحافة المحلية يحمل مطالبات لإقامة محمية طبيعية لـ (بقر البحر)..!
الخبر جيد، فكل شيء يدعو للحفاظ على البيئة هو أمر طيب ومحمود.
إلا أن هذا الخبر استوقفني كثيراً، فنحن قبل بقر البحر نحتاج إلى محمية لبقر البر (مساكين منقرضين ومضطهدين.. تاخذون حليبهم منهم بقسوة وتتركونهم)!
لكن قبل ذلك ومادام الحديث عن محميات وحماية أنواع بحرية من الانقراض، فإن التفكير في بني الإنسان أهم من ذلك وأبقى.
نتمنى أن تقيموا محمية طبيعية لتحافظوا على اهل البحرين الحقيقيين، اهل البحرين يبدو انهم سينقرضون، أصبحوا الحلقة الأضعف وسط كل هذه الموجات من التغييرات..!
هؤلاء يحتاجون إلى حماية، وهؤلاء هم قوة العمود الفقري للدولة، ولا تُعرف قيمتهم إلا في الأزمات الكبيرة.. (ما يقويك إلا ظهرك)..!!
نريد محمية طبيعية لبني البشر لأهل البحرين الحقيقيين، فقد تداخلت الأمور، وضاعت الألوان، وصرنا نبحث عنهم بالمجهر..!!!