الناقلة الوطنية شركة طيران الخليج أصدرت بياناً مطولاً مكوناً من 1002 كلمة بالتمام والكمال، جاء كمثال لبيانات العلاقات العامة (PressReleese) المحشو بالجمل الإنشائية وبعبارات مدح الذات والإعلان عن نتائج إيجابية وزيادة 10% في الإيرادات وخفض الخسائر السنوية بنسبة 30% خلال النصف الأول من عام 2014 مقارنة بما كانت عليه في العام الماضي.
البيان المترهل بالكلمات والجمل والمعاني المكررة اشتمل على تصريحات ثلاثة من كبار المسؤولين في الشركة هم رئيس مجلس الإدارة، رئيس اللجنة التنفيذية المنبثقة عن مجلس الإدارة، والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي للشركة، ولا أبالغ إذا قلت إن ثلاثتهم كرروا نفس العبارات والمعلومات، ولو توافقوا فيما بينهم على أن يتحدث باسمهم أحدهم لوفروا الكثير من الوقت والجهد عليهم وعلينا، لكن ذلك لن يكون من مصلحة موظف العلاقات العامة الذي كتب البيان ومن متطلبات وظيفته الإطالة والتلميع وتوزيع الكلام المكرر على كبار المسؤولين بالشركة كسباً لرضائهم عليه.
بيان طيران الخليج المطول هذا، احتوى على رقمين فقط هما أنها استطاعت خفض خسائرها لأكثر من 30% خلال النصف الأول من هذا العام مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي، والرقم الثاني أنها - أي الشركة - تمكنت من زيادة عائداتها الإجمالية بنسبة 10% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
هذان الرقمان جاء ذكرهما في بداية البيان ثم يمضي البيان وتتعاقب التصريحات في الحديث عن الخطط الاستراتيجية الناجحة وزيادة الرحلات والمحافظة على المواعيد والحاجة إلى تقليل كلفة التشغيل ومنافسة طيران الخليج لشركات الطيران الأخرى في العالم دون إعطاء أي أرقام أو تفاصيل تدلل على هذا التفوق وتقنع القارئ بالنجاح المتحقق. الشركة خفضت الخسائر 30% شيء جميل، لكن أليس من المنطق أن يقول لنا المسؤولون الثلاثة كم كانت خسائر الشركة العام الماضي وكم أصبحت هذا العام، وبالتالي كم كان الدخل الإجمالي في العام الماضي وكم هو هذا العام وكم هو مبلغ 10% الذي زاد على الدخل في منتصف هذا العام.
هذا بالإضافة إلى أرقام كثيرة مطلوبة للاطمئنان على أن طيران الخليج قد دخلت مرحلة جديدة بعيدة عن الخسائر المتراكمة.