الركن الرابع في حل المشكلة الإسكانية بإنشاء المدن هو المدينة الشمالية، وهي المدينة التي وضع حجر الأساس لها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد ورئيس لجنة الإسكان والإعمار في عام 2002.
مشروع هذه المدينة صمم على ما أذكر من قبل شركة هندسية فرنسية انتدبت من قبل لجنة الإسكان والإعمار وهو التصميم الذي يقوم على بناء المدينة على مجموعة من الجزر الاصطناعية ترتبط بجسور، ويحاكي إلى حد كبير البندقية الإيطالية.
مشروع المدينة الشمالية أحيط بحماس شديد منذ البداية وبعد أن قدرت تكلفته بمبلغ 600 مليون دينار شاملة الدفان والبنية التحتية وبناء 15216 وحدة سكنية لسكنى 99 ألف شخص، لكن هذا الوضوح والحماس أخذا يتواريان شيئاً فشيئاً وراء سحابة من الغموض الذي شمل توفير التكلفة أولاً وتنفيذ مراحل البناء ثانياً وعدد الوحدات السكنية التي ستبنى في كل مرحلة وتواريخ الانتهاء من هذه المراحل وتوزيعات الوحدات السكنية، وأخيراً من هم المستحقين للمساكن في هذه المدينة.
غياب الشفافية لدى وزارات الإسكان المتعاقبة حيال ما يجري في مشروع هذه المدينة أدى إلى ظهور الشائعات أحياناً وتسرب الأخبار في أحايين أخرى وخاصة بعد الانتهاء من دفان الجزر بالمدينة، شملت الشائعات والأخبار استيلاء متنفذين على مساحات من أراضي المشروع وبيع مساحات أخرى لمستثمرين وشركات عقارية.
وعزز هذه الشائعات والأخبار دخول المشروع في مرحلة طويلة من الجمود فعدد الوحدات السكنية التي تشملها المدينة تقلص من 15216 في عام 2008 إلى 2100 عام 2012 وهي الوحدات التي تخص الجزيرة رقم 14 بالمدينة، وفي عام 2014 تقلص هذا العدد إلى 530 وحدة سكنية تأمل وزارة الإسكان أن تتمكن من توزيعها بنهاية 2016.
في هذا العام أيضاً وبعد نشر شركة «نسيج» إعلاناً تعرض بموجبه فللاً وشققاً سكنية للبيع في المدينة الشمالية، زاد التخوف لدى المجلس البلدي بالمحافظة الشمالية ولدى الكثيرين من الذين ينتظرون الحصول على سكن بالمدينة من أن جزرها قد بيعت أو منحت لغير المستحقين والمحتاجين، وعلى الرغم من أن وزارة الإسكان ردت على هذه التخوفات قائلة «إننا لن نتخلى عن المدينة الشمالية» إلا أنها لم تقل للمتخوفين لماذا لم توزع وحدة سكنية واحدة طوال 12 عاماً ومتى سيتم ذلك.