بالعودة إلى الحل الذي وضعته لجنة الإسكان والإعمار للمشكلة الإسكانية والمتمثل في بناء أربع مدن، وبالتحديد المدينتان الباقيتان وهما المدينة الجنوبية والمدينة الشمالية، فالتصور أن تكون المدينتان الجنوبية والشمالية بحجم مدينة عيسى ومدينة حمد تستوعبان عشرات الآلاف من الوحدات الإسكانية والقسائم، ويؤدي بناء هاتين المدينتين إلى القضاء على المشكلة الإسكانية وتلبية كافة الطلبات المتراكمة اليوم وأيضاً الطلبات التي ستقدم في السنوات القادمة وريثما يتم التفكير بتشييد مدينة سكنية جديدة.
بعد حوالي خمس سنوات من تعطيل مشروع المدينة الجنوبية نتيجة للعقبات التي ذكرتها، أبلغني وزير الإسكان السابق فهمي الجودر في مقابلة صحفية أجريتها معه في عام 2006 أن البناء في المنطقة الجنوبية أصبح ممكناً ومفتوحاً الآن، وأن وزارة الإسكان سوف تبدأ بوضع المخططات والشروع في ما كان يعرف بالمدينة الجنوبية.
وبالإضافة لذلك فقد نفذت شركة ألبا مشروعاً بيئياً متطوراً حولت بموجبه الدخان الأبيض الذي كان يتطاير من مدخنتها على مدار الساعة وتدفعه رياح الشمال إلى القرى والمنطقة الواقعة إلى جنوبها، حولت هذا الدخان إلى الداخل ومن دخان في الهواء إلى طاقة، وبالتالي تلاشت العقبات التي كانت تعطل وتعيق إقامة المنطقة الجنوبية.
بل أن التطورات اللاحقة والتي شملت إقامة مشروع درة البحرين الاستثماري بمشاركة حكومة البحرين أدت أيضاً إلى إقامة البنية التحتية لذلك المشروع، ولكل المنطقة الممتدة من شركة ألبا حتى درة البحرين، وقدم بذلك دعماً آخر لبناء المدينة الجنوبية، وهو الدعم المتمثل في توفر البنية التحتية والتي تكلف عادة ما لا يقل عن % 40 من التكلفة العامة للمشروع، وتستغرق حوالي نصف المدة الزمنية التي تخصص عادة لإنجاز المدينة السكنية.
فإذا أضفنا لذلك كله أن المدينة الجنوبية بها مساحات مفتوحة تفوق تلك المتوفرة في مدينة عيسى أو مدينة حمد لوجدنا أن على الحكومة ووزارة الإسكان أن ترجعا إلى المدينة الجنوبية باعتبارها القاعدة للخطة الاستراتيجية للإسكان.