سعادة السيد ويليام روبوك المحترم
سفير الولايات المتحدة الأمريكية المعيّن لدى المنامة
تحية طيبة وبعد..
بداية نرحب بكم في مملكة البحرين، وهي مملكة دستورية تقع في قلب الخليج العربي توافق شعبها ومكوناته بإرادته على التحول الديمقراطي عبر استفتاء شعبي عام 2001.
نكتب لسعادتكم هذه الرسالة، ونحن نتطلع لأن تكون هناك مرحلة جديدة من العلاقات البحرينية ـ الأمريكية تقوم على عوامل التاريخ، والمصالح المشتركة، والاحترام المتبادل، والتعاون المستمر، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
عانت البحرين خلال الفترة من 2011 ـ 2014 بظروف صعبة باتت أحسن بكثير اليوم، وهي ظروف لها أسبابها وعوامل معقدة كثيرة. ولكن ما يهمنا اليوم مع بداية فترة عملكم الدبلوماسي في المملكة أن نوضح لكم مجموعة من الحقائق:
أولاً: شعب البحرين يقدر كثيراً صداقة الشعب الأمريكي، والعلاقات الطويلة الممتدة بين البلدين، والمصالح المشتركة، ولكنه يتحفظ الآن كثيراً على السياسات الأمريكية تجاه المملكة، حيث يعتقد أن واشنطن لا يهمها الأمن والاستقرار في البحرين والخليج العربي، بل يرى أنها تسعى لتغيير الأنظمة الخليجية الحاكمة على المديين القصير والمتوسط. ومن الواضح أن المواقف الأمريكية لا تدعم تماماً العلاقات الثنائية بين البلدين.
ثانيـــاً: السفيــــر الأمريكــي السابــق لـــم يكـــن صاحب احترام وتقدير لدى شريحة واسعة من البحرينيين، وسبب ذلك انحيازه العلني والمعروف تجـــــــاه بعــــض الجماعـــــات الراديكاليــــــــة التـــــي اختــارت الإرهــاب طريقاً لتحقيق أجندتها وترفض باستمرار الحوار والانخراط في العملية السياسية، ولذلك صدرت خلال فترة توليه مهامه الدبلوماسية في البحرين سلسلة من التقارير المسيسة وغير المهنية ولم تحمل في طياتها محتوى ذا مغزى. واليوم فإن البحرينيين يتطلعون لشخصية دبلوماسية جديدة تقدر عملها في البحرين، وتحترم هذا البلد الصغير برقعته الجغرافية والكبير في تاريخه ومكانته.
ثالثاً: عانى مجتمع البحرين من تدخلات كثيرة ومستمرة من قبل دبلوماسي سفارة بلادكم في المنامة، سواءً من السفير السابق إلى أصغر الدبلوماسيين في السفارة، وهي تدخلات تتم باسم (تعزيز التعاون، ودعم المجتمع المدني، ودعم الديمقراطية.. إلخ). مثل هذه التدخلات لا تخدم العلاقات البحرينية ـ الأمريكية نهائياً، بل تساهم في الإضرار بها أكثر فأكثر.
هذه الحقائق أضرّت كثيراً بالعلاقات البحرينيـــة ـ الأمريكيـــة، وللأســــف الشديد أنهت الثقة التي يحملها البحرينيــون تجـاه الإدارة الأمريكيــة بعـــد عقــود طويلــة مـن المصالـــح المشتركة.
وإذا كان هناك حرص على مستقبل العلاقات الثنائية، فلابد من البدء مجدداً ببناء الثقة وليس الإصرار على فقدانها. وما يطلبه البحرينيون الآن وليس لاحقاً عدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام السيادة الوطنية، والتعامل بموضوعية وإنصاف في اتخاذ المواقف تجاه المنامة.
نتمنى لكم طيب الإقامة في البحرين، ونتطلع لعملكم الدبلوماسي بما يخدم العلاقات الثنائية ويحترم المصالح المشتركة، ويقدر التاريخ الطويل بين البلدين بعيداً عن التدخل في الشؤون الداخلية.
تقبلوا تحياتي وتقديري
يوسف البنخليل