عندما يجد الإرهاب البؤرة الملائمة التي تساعده وتغذيه وتنميه، تنفجر الجماعات الإرهابية من كل حدب، مسببة أفعالاً إجرامية، تنتهك فيها أبسط الحقوق الإنسانية وهو الشعور بالأمان على أرض الوطن. علي سلمان وجهت له عدة تهم، جميعها تمس الأمن الوطني والقومي. كثيراً ما ندد الشعب البحريني بما يقوم به من تحريض وتأييد للعنف، فهو مسؤول عن كل نقطة دم تسال، ومسؤول عن الإرهاب في البحرين، فخطبه تهدف إلى التدمير والتفجير والإرهاب، وتأصيل الكره في المجتمع البحريني، وبناء سد منيع بين أتباعه والحكومة، وجر البلاد ما بين صراعات سياسية ودينية وصرعات طائفية وعرقية. وقف الإرهاب والضرب من حديد على أيدي العابثين في البلاد مطلب شعبي، فقد سأم الشعب من العفو تلو العفو، وما نتيجة العفو والتسامح غير خلق خلية إرهابية، تستوطن نفوس المغرر بهم من الشباب، وتعمل ليل نهار لزعزعة الأمن والأمان والاقتصاد، فما قامت به الأجهزة الأمنية هو بالتأكيد عين الصواب، فقد حان الأوان لوقف الإرهاب في البحرين، واجتثاثه من خلال تشديد العقوبة والردع الصارم، فالسجن والإبعاد عن البلاد وسحب الجنسية هي أقل العقوبات التي تصدر لكل من يحرض ويمارس الإرهاب، فالجزاء من جنس العمل، فكل ما يرهب الآمنين هو عمل مشين، والحكومة ملزمة باجتثاث الإرهاب والقصاص ممن يدعي الوطنية وتستره برداء الإرهاب. الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير، كانت في يوم من الأيام مطلباً جامحاً، فبعدما أصبحت مملكة البحرين من الدول التي تطبق المبادئ الأساسية للديمقراطية، وتعتبر حرية الرأي حقاً من حقوق الإنسان، تتطاول الوفاق على الحريات من خلال الإرهاب، حتى تقمع حريات الآخرين وتتحكم في مصائرهم، فمن كان يريد الحرية بمفهومها الناضج من قبل، يمقتها اليوم عندما ارتبط المفهوم الخاطئ للحرية بالإرهاب. فالحرية، للأسف الشديد، أصبحت متلازمة مع الإرهاب عند البعض من جراء ضحالة فكرهم، فالعنف هو حصيلة ذلك، وذلك يعبر عن عجز البعض في تقبل الحرية الناضجة والتحرر من عقول قادتهم، فالأمان مطلب أساسي يأتي بالمرتبة الأولى قبل المطالب المعيشية وتحسينها، بعدما ساد الإرهاب في البلاد. بيئة الوفاق، بيئة تصور لأتباعها بأنهم يعيشون حالة حرب مع الحكومة، وهي محاولة متكررة للوفاق بأن تجند الجميع ليكونوا تحت إمرتها، برغم المحاولات الحثيثة من قبل الحكومة للحوار الوطني والمشاركة في الانتخابات البرلمانية، ولكن دائماً ما تبين الوفاق، بأن منظورها والإطار الذي وضعت نفسها فيه، بأنها في حرب دائمة وتصادم شرس مع الحكومة، حتى وإن كانت الحكومة تحمل الحلول الجذرية لحل الأزمة السياسية، فالوفاق لا تريد السلام ولا تؤمن بالحريات بل تريد أن تتحكم بعقول الناس، وتسخيرهم ليكونوا قطيعاً مسير، لدوافع باتت واضحة كوضوح الشمس ومكشوفة لتحويل البحرين إلى «جمهورية»، تابعة لإيران. إيران تحمل حقداً دفيناً على العرب، وخصوصاً دول الخليج، فهذا الحقد توارثته الأجيال منذ الفتح الإسلامي والقضاء على المجوسية، بعد أن أصبحت إيران أو الفرس دولة تابعة لدول المسلمين العرب، سقوط الفرس وانهيار إمبراطوريتهم، جعل من الانتقام من العرب حاجة ملحة لاستعادة أمجاد الفرس، وهذا ما جعل إيران تستخدم العرب لضرب العرب، فالوفاق ما هي إلا أداة من أدوات إيران، لضرب البحرين وجعلها دولة يتنازع أهلها فيما بينهم، وهذه حقيقة مرارتها في تواطئ الوفاق. حكومة البحرين مطالبة بأن تبلور مرة أخرى مفهوم الحريات والديمقراطية السياسية من خلال الردع المناسب السريع لأي محاولة لإفشاء الإرهاب في البلاد، عليها أن توقف من هم على شاكلة علي سلمان ممن يمارسون التحريض الواضح للإرهاب، وأن تنهي مسلسل الإرهاب اليومي الذي أنتجته «الوفاق»، حفظ الله البحرين من كيد الإرهاب.