لم نتصور في العام 2001 أنه بعد نحو 14 عاماً سيكون أمام موعد جديد مع حرب عالمية جديدة ضد الإرهاب بعد تلك التي أعلنها الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش الابن في ذلك العام.
الحرب ضد الإرهاب لم تنته بعد، ولم تحقق أهدافها، ويبدو أنها أثارت المزيد من الصراعات، وشجعت على ظهور المزيد من الجماعات الإرهابية حول العالم، وأدت إلى تزايد أعداد ضحايا الإرهاب في كل مكان، وساهمت في نشر الكراهية والزينوفوبيا والإسلاموفوبيا في أرجاء المعمورة، وانتهى العالم إلى حالة متقدمة من عدم الاستقرار في مختلف القارات.
الغرب اعتقد أن الإرهاب موجود فقط في الشرق الأوسط، ولكننا اكتشفنا قبل أسابيع أنه ليس في منطقتنا فحسب، بل هو في أقصى جنوب الكرة الأرضية في أستراليا تحديداً، سرعان ما انتقل إلى شمالها ليضرب قلب العاصمة الباريسية.
مع الجهود والخطط والاستراتيجيات والميزانيات التي أعدت في 2001 لمواجهة الإرهاب كان من المفترض أن يحتفل العالم اليوم بانتهاء الحرب على الإرهاب، ولكن العالم بدلاً من ذلك يحتفل بتوحيد جهوده لتجديد الحرب على الإرهاب من جديد!
مادامت هذه هي المعطيات، فإنه من الواضح أن هناك إشكالية في الحرب العالمية ضد الإرهاب التي شاركت فيها معظم بلدان العالم ومن بينها البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي.
بعد صرف المليارات الضخمة، وتركيز الجهود على مدى أكثر من عقد ونصف العقد كانت النتيجة واحدة، فالجماعات تتزايد، والإرهاب يتفاقم وينتشر، وحتى القاعدة التي ساد الاعتقاد بأنها انتهت بعد مقتل زعيمها أسامة بن لادن في 2011، ظهرت جماعات أكثر تطرفاً فهناك الحوثيين في اليمن، وهناك ولاية الفقيه في دول مجلس التعاون الخليجي، وهناك داعش في العراق والشام.
إذن أين الخلل؟
مـــن الواضـــح أن الإشكاليـــة تقـــوم علـــى بعدين؛ الأول هو أن الحرب العالمية ضد الإرهاب استهدفت أشخاص ولم تستهدف أيديولوجيات، وبالتالي مهما تم اعتقال وملاحقة الإرهابيين وحتى قتلهم فإن النتيجة أن الأيديولوجيا التي يعتنقونها ستظل مستمرة، وهذا البعد كان العالم غافلاً عنه أو يتجاهله عن قصد. أما البعد الآخر، وهو بعد مرتبط بالأول فيتعلق بتسييس الحرب ضد الإرهاب، ففي الوقت الذي تعتبر فيه أنشطة حزب الله ضد المدنيين في سوريا ولبنان أنشطة غير إرهابية، فإن أنشطة تنظيمات ولاية الفقيه في الخليج العربي تعتبر إرهابية. ومحاربة الإرهاب بشكل مباشر في سوريا تمت عندما نشطت داعش وأنشطتها الإرهابية، أما النظام السوري الحاكم وأنشطته الإرهابية فلم يعتبرها العالم إرهاباً ضد المدنيين، ولذلك لم يتدخل بشكل مباشر كما تدخل في الحالة الأولى.
للحديث صلة..