حاولت أن ألتمس بعض الآراء من الناس حول التغيير الوزاري، على الأقل في محيط صغير وضيق وليس في استطلاع جماهيري، وجدت البعض لا يريد التعليق، والبعض الآخر أخذ يعبر بتعبيرات في وجهه، ما يحمل معنى (ماذا نفعل؟) وربما على خلفية بقاء وزراء بعينهم..!البعض الآخر قال وجهة نظر حول الوجوه الجديدة، إن هذه الوجوه تستطيع أن تثبت للناس وللقيادة أنها تعمل من أجل البحرين وأهلها، وإن المعيار ليس في الأسماء فقط، لكن في الإنتاجية والعمل والإخلاص للبحرين وشعبها وقيادتها، وإن المحك الحقيقي سيظهر ربما خلال نصف عام أو على الأكثر في عام واحد كمؤشرات للعمل والإنجاز.
وأنا أستطلع الآراء من حولي، أخبرني أحد الأشخاص الذين أعتز كثيراً برأيهم، وأحسبه محباً ومخلصاً للبحرين، حيث قال: «إن البحرين اليوم ليست في مرحلة تجريب، ولكننا في مرحلة سباق لنلحق ما فاتنا، ولنكون على أقل تقدير بالقرب من الذين ذهبوا بعيداً عنا في المنطقة». هذا جزء من الآراء التي أحاول أن أعرفها من الناس، والآراء دائماً تؤخذ وترد، وإنما هي وجهات نظر محترمة ما دام الهدف المصلحة العامة.
خلال خطاب جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله للحكومة الجديدة، طالب جلالته الوزراء بالعمل الميداني ليكون الوزراء أقرب إلى واقع الأمور.
وقد رد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله على خطاب الملك معبرا عن اعتزازه بالثقة الملكية الغالية ومؤكداً سموه التزام الحكومة بجميع توجيهات جلالة الملك.
ما نريده كمواطنين اليوم هو أن تترجم توجيهات جلالة الملك حفظه الله للوزراء بضرورة العمل الميداني والنزول للشارع، والسماع من الناس مباشرة، وليس سماع ما ينقله بعض المقربين من الوزراء الذين ربما لا يقولون الحقيقة للوزير.
بل إن الوزير يحتاج إلى أن ينزل إلى أماكن المعاملات الرسمية مع الجمهور، ويشاهد بنفسه ماذا يجري، وما هي المعوقات، ويسمع من الناس ملاحظاتهم.
العمل الميداني يتطلب معرفة الوزير أولا بوزارته واكتشاف مواطن القصور فيها، وأن ينصف الناس المظلومين الذين قد يكونون ضحية وزراء سابقين، أو ضحية وكلاء، أو ضحية مديرين، فإنصاف المظلومين في الوزارات أمر هام جداً، ويضاعف الإنتاجية، ويعيد الحقوق لأصحابها.
ترتيب البيت الداخلي للوزارة يأتي قبل أي شيء، وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وإن كان هناك من يعيق العمل، أو عليه ملاحظات في الإنتاجية والإخلاص، أو أنه يمارس عمله بشكل فئوي مع الموظفين أو المراجعين، فهذا يجب أن يلقن درساً قاسياً بحسب الأنظمة والقوانين، ويتم استبعاده من مكانه.
منظر ذلك الرجل الذي (نشاهده في الأفلام) الذي يفوته القطار ثم يركض بقوة ليلحق القطار ويركب، هذا المنظر كأنه ينطبق علينا، لكن في تلك المشاهد بالأفلام هناك من يلحق ويركب، وهناك من يذهب عنه القطار..!أتمنى أن القطار لم يذهب عنا بعد، وأننا نستطيع أن نتدارك الأمور ونعود إلى مكاننا الطبيعي كدولة متحضرة سباقة، كانت تمسك لجام الريادة.
بما أنني ذكرت مثل القطار، فقد تذكرت الممثل سعد الفرج الذي يقول في إحدى المسرحيات (أقولك الديرة كلها بتسير قطارات.. راكب قطارك.. رايح دوامك، ماخذ نوطك بو ألف، مشترى خضرتك راكب قطارك راجع بيتك)، وللعلم هذه المسرحية في ثمانينيات القرن الماضي، وللمعلومية أكثر، فإن العثمانيين كانوا يملكون قطار الحجاز هل وصلت الرسالة كم نحن متأخرون..!
لا نعلم هل ستصبح لدينا قطارات ومترو كما فعلت الرياض وقبلها دبي وقطر والكويت أيضاً، أم أننا كما يقول المثل البحريني (انجاجي ولا نلاجي.. للحين ندور دواعيس يطوف منها القطار على ما يقولون وكل يوم نبدل خط السير للقطار الخليجي)..!
مهم لدينا أن تنفتح البحرين أكثر أمام الاستثمارات الخليجية على أقل تقدير، فقد أقيمت سابقاً أفكار جيدة، وأقيمت ملتقيات كبيرة خاصة بكل دولة خليجية ندعو إليها جميع رجال الأعمال في تلك الدول، والأثرياء منهم، ونعد لهم ترتيباً ممتازاً يليق بمكانتهم، ونعرض عليهم الفرص الاستثمارية بالبحرين، تجار السعودية، والإمارات، والكويت وعمان وقطر (رغم أن قطر تستثمر في كل العالم إلا البحرين).
حلحلة ملف الاستثمارات الخارجية وفتح أسواق البحرين، وأراضيها الصناعية أمام المستثمرين لإقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة وكبيرة، أعتقد أنه موضوع هام جداً، في اعتقادي أن الاستثمارات الخليجية أقوى وأكثر فائدة من الاستثمارات الأجنبية، وأعتقد أننا نحتاج إلى تطوير العمل في مراكز جذب المستثمرين لتحاكي مثيلاتها في دبي وسنغافورة، وأن نبعد من يعيق جذب الاستثمارات لأغراض في نفسه، أو لأنه لا يريد أن تأتي استثمارات تدعم الاقتصاد الوطني.
وللأمانة فإننا نشكر الوزير السابق الأخ الدكتور حسن فخرو مستشار جلالة الملك على ما أتمه في هذا الجانب حتى لا نبخس أحداً حقه.
بسبب كثرة ما نتعرض له من ازدحامات في الطرق، وفي «الهاي وي» الوحيد الذي هو «هاي وي» لكنه دائماً متوقف، ففي هذه الازدحامات، تأتيني شياطين الأفكار رغم أني لا أدخن، وأستعيذ بالله منها، لكنها في بعض الأحيان تغلبني..!
تقول لي شياطين الأفكار (وأعوذ بالله من أي شياطين أخرى) أمور كثيرة، فمثلا تقول لي لماذا ليس لدينا إلا طريق واحد سريع يربط المنامة ببقية المناطق؟
ثم تقول لي أيضاً: لماذا لا يتم استغلال المنطقة التي تشبه الخور من جسر الشيخ عيسى الذي يربط المنامة بالبسيتين وحتى ما بعد جسر الشيخ خليفة الرابط بين المنامة والحد، لماذا لا تستغل هذه المنطقة التي من جانب المحرق، ومن جانب المنامة سياحياً، وصولاً إلى خليج البحرين والمرفأ المالي، ونقيم عليها مشروعات سياحية كبيرة، وسواحل مفتوحة، ونقيم جزراً صناعية في الوسط بها مطاعم ومقاه وأسواق بسيطة، ويربط هذه الجزر (التلفريك) والرحلات البحرية..؟
هذه المنطقة لو تم التفكير فيها بشكل جيد، لأصبحت من أجمل مناطق البحرين، البحر في الوسط، وساحل عند المحرق، وساحل يقابله بالمنامة، وبينها ثلاثة جسور وستصبح أربعة، وإذا ما تم تزيين الجسور بشكل جميل سيصبح المنظر رائعاً ليلاً.
ثم لا تلبث «شياطين الأفكار» إلا وتأتيني مرة أخرى، لماذا ليست لدينا صناعة سياحة الرحلات البحرية، فمن بعد حادث الدانة، توقفت أغلب المشاريع وربما لا يوجد الآن إلا مشروع واحد، فهذه السياحة بالإمكان أن تستغل بالشتاء وبالصيف إذا كانت السفن مكيفة؟
لماذا لا نطور السواحل بشكل جميل وتكون متاحة للسباحة من بعد متحف قلعة البحرين، وصولاً إلى منطقة السيف، ونقيم مشروعات يحتاجها الناس هناك وتكون متنفساً لأهل البحرين وللزوار؟
لا أعرف هذه السواحل هل هي مشروعات خاصة أم ماذا؟ لكننا نطرح أفكاراً لعل هناك من يستمع إلينا وينفذ مشاريع لأهل البحرين تخدم السياحة، وتخدم أهل البحرين الذين يريدون متنفساً على البحر.
نحن جزيرة في وسط الخليج، لكننا لم نستغل موقعنا وسواحلنا وجزرنا من أجل أن نؤسس لصناعة السياحة التي بإمكانها أن تدر مداخيلها على الميزانية العامة، وعلى الاقتصاد بشكل عام أكبر بكثير من مداخيل النفط المتقلبة.شيطان الأفكار يقول لي إلى متى يبقى مطارنا هكذا، متى نرى الرسومات على أرض الواقع؟
لماذا كل هذا التأخير وكأننا لسنا على عجلة من أمرنا؟
الأفكار كثيرة، بقدر شيطان الجن والإنس في البحرين، لكني سأتوقف هنا.
أتمنى أن تقوموا بوضع حد وحل للازدحامات وأن تنهض أجهزة المرور بواجباتها مع وزارة الأشغال حتى لا تأتي شياطين الأفكار للمواطن البسيط، فبعضها مفيد، وأغلبها تجعل المواطن بفكر بأشياء مضرة بالصحة..!!
** رذاذ
أتمنى من وزير الأشغال الجديد والسابق عصام خلف أن يضع حداً لمعاناة الناس على طريق «الهاي وي» بشارع خليفة بن سلمان القادم من منطقة السيف، فالمخرج المؤدي إلى مدينة عيسى ذو المسار الواحد فقط، وهو المعطل لحركة السير على «الهاي وي»، وهو سبب رئيس للحوادث الخطرة والمميتة والتوقف المفاجئ.طرحنا هذه النقطة ذات مرة، ولم يتغير شيء، كنت أتمنى أن يقام بهذا الموقع «كوبري» يؤدي لمدينة عيسى، وليس في دوار 18، الحوادث هنا، والتعطل هنا، والازدحامات هنا، لكن لدينا مشكلة أولويات، ومشكلة قياس ودراسات علمية.
إشارة نادي الوحدة سابقاً بها مشكلة كبيرة أيضاً، فالقادمون من جهة الجنوب من الجفير على شارع الفاتح ويريدون الدخول إلى اليسار باتجاه شارع المعارض أو مجلس النواب، غالباً ما يقطعون الطريق على القادمين من إشارة الدبلومات، وهذا يسبب ازدحاماً كبيراً يصل إلى تقاطع الدبلومات.
كل ذلك لأن الذين يأتون من جهة الجفير على شارع الفاتح يغلقون الطريق، فتفتح الإشارة خضراء أمام القادمين من إشارة الدبلومات، لكن لا أحد يستطيع العبور.هذه مشكلة تتعلق بالأشغال والمرور معاً، وأصبحنا لا نعاتب المرور، فقد طفح الكيل، ولم يبق لنا شيء من التنظيم المروري، أصبحنا في فوضى عارمة.
هذه ملاحظات أضعها أمام وزير الأشغال ومدير المرور، لعلنا نلقى تجاوباً يعالج الأخطاء التي تؤدي إلى حوادث خطرة ومميتة.