استنكار أمين عام الوفاق لحادثة الإحساء يثير تساؤلات في النفس، خاصة عندما يقول “إذا أردنا أن لا يقتل السنة أو الشيعة في البحرين أو السعودية أو العراق أو غيرها أن نوجد في كتب التدريس أن الأمة الإسلامية تؤمن بالله وبرسول الله صلى الله عليه وآله وبكتبه ورسالاتها وقبلتها البيت الحرام ولديها اختلافات مقبولة ومحترمة..”.
نقول له؛ لم تكن هناك علامات إرهاب في الدول الخليجية ولا في العراق قبل أن يخرج علينا الخميني بثورته التي استباحت الدماء وأزهقت الأرواح باسم الإسلام، ثم ليس هناك تعاليم في الكتب الدراسية في الدول الخليجية تحث على القتال أو تحرض على الثورات، كما حرضت تعاليم الدولة الخمينية، التي رفعت شعار الدم باسم تحرير الشعوب، هذه التعاليم التي طغت على عقول الأطفال والشباب والشيبة، حتى عميت عيونهم عما جاء في كتاب الله ورسوله من حرمة سفك الدماء، كما أنستهم ما تعلموه في مناهجهم الدراسية التي تحض على المحبة والمودة والإحسان بين الناس، هذه المناهج التي تعلم الأطفال إماطة الأذى عن الطريق حسنة يؤجر عليها، والمحافظة على حقوق العباد وحسن الأخلاق هي من أعلى مراتب الإيمان؛ أم إنه يقرأ بالمعكوس أو ربما كان يتغيب عن حصص الدين، وربما خلط بين المناهج التي درسها في الحوزة الإيرانية وظنها مناهج الكتب الدينية بالمدارس الحكومية.
ثم نسأل؛ من الذي يلعي ويصرخ كل يوم من منابره وتتقطع حبال صوت “رواديده” بلعن الصحابة؟ ومن يتوعد بالانتقام من قتلة الحسين ويرفع شعارات الثأر؟ ومن يقود المؤامرات الانقلابية ضد حكام الدول الخليجية ويقتل على الهوية؟ أليسوا هم أتباع الخميني في كل مكان؟ فمن قام بإبادة 5 ملايين من أهل السنة في العراق ومن يقتل الشعب السوري باسم الدفاع عن المراقد؛ أليسوا هم أتباع الخميني؟ إذاً المناهج الدينية للدولة الخمينية هي التي رفعت راية الإرهاب باسم تصدير الثورة الخمينية إلى دول الخليج.
نعود إلى حادثة الإحساء ونقول؛ إن الإحسائيين لم يستنكروا الحادثة بمثل الطريقة التي استنكرها علي سلمان، وذلك لأن شيعة الإحساء على علم ودراية بمن يقف خلف هذه العملية الإرهابية، ويعلمون تمام العلم أن هذه العلمية لا تخدم إلا إيران، وكما تداولت الأخبار عن السياسي المعارض الإيراني، فرزاد فرهنيكان، الذي صرح بأن هذه العملية تمت بإشراف مباشر من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وأن من تم استهدافهم هم من الشيعة الذين يطلق عليهم الإخباريين “الوطنيين العرب” الذين لا يؤيدون النظام الإيراني.
إذاً جميع العمليات الإرهابية في دول الخليج هي نتيجة المناهج الدينية الخمينية، والتي لا تفيد معها مناهج دراسية ولا برامج قنوات فضائية، هذه المناهج التي ينفذ تلاميذها دروسها اليوم عملياً، وما التفجيرات الإرهابية في البحرين والجرائم التي أزهقت فيها الأرواح إلا واحدة من الدروس التطبيقية، والتي بالتأكيد سيتبعها دروس تطبيقية متقدمة تتناسب مع الظروف، والتي رأينا كيف نفذت في العراق وسوريا.
وها هو درس من الدروس الخمينية الذي يحض على الكراهية، حيث ذكر في وصيته في باب “إلى الشعوب المظلومة والشعب الإيراني”، “.. وليعلموا كل أوامر الأئمة عليهم في مجال إحياء ملحمة الإسلام التاريخية هذه، وأن كل اللعن لظالمي أهل البيت والتنديد بهم ليس إلا صرخة الشعوب في وجه الحكام الظالمين عبر التاريخ وإلى الأبد، وتعلمون أن لعن بني أمية (...) ورفع الصوت باستنكار ظلمهم هو صرخة ضد الظالمين في العالم، وأن لعنهم والتنديد بهم هو ما يوجب الوحدة بين المسلمين هو هذه المراسم السياسية التي تحفظ هوية المسلمين”.
وها هو درس الإرهاب في نفس وصية الخميني تحت باب “نفخر بأئمتنا المعصومين”،.. كابدوا السجن والإبعاد في سبيل إعلاء الدين الإسلامي، الذي يعتبر تشكيل الحكومة الإسلامية أحد أبعاده، واستشهدوا في طريق إسقاط الحكومات الجائرة وطواغيت زمانهم، وفي هذا الطريق المصيري العظيم تنثر الأرواح والأموال والأعزاء”.
إذاً هذا هو المنهج الذي فرخ الإرهاب، هذا هو المنهج الذي نفذ عملية الإحساء الإرهابية، هذا هو المنهج الذي تنفذ منه العمليات الإرهابية في البحرين، هذا هو المنهج الذي طغى على كل مناهج الدينية والتربوية التي تحث على الوحدة الإسلامية وعلى المحبة والتواد بين المسلمين، وهو ما حفظه أبناء الخليج جميعهم منذ صغرهم في الحديث النبوي الشريف الذي يقول “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئاً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، وكذلك “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بني أصابعه”، إذاً هناك فرق بين منهج يدعو إلى الألفة والتواد بين المسلمين وبين منهج الخميني الذي جعل من اللعن طريق للوحدة بين المسلمين.