تتفجر إيران غضباً وتموت قهراً وتكتوي بنار الحقد عندما ترى شيعة البحرين يخرجون في مواكبهم دون أن تتعثر أرجلهم بحجر أو يصفقهم غصن شجر، بالطبع هذا الأمر لا يسرها ولا يرضيها، لأن ما تريده أن ترى دماء تتفجر وأشلاء تتطاير كما في العراق ونيجريا وباكستان، إلا أن هذه الدول لا تعنيها إن تطايرت فيها رؤوس أو تقطعت فيها مفاصل وأقدام، فقط تعنيها البحرين. ها هي مرضية أفخم، المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، لم تستطع أن تمسك أعصابها أكثر، فخرجت علينا تعلن استياءها بدعوى أن الدولة البحرينية تعرضت لما يسمى «حرمة المراسم الدينية» في البحرين، ولأن دعواها كاذبة فهي لم تتطرق إلى ما سمته حرمة، وإنما أطلقت التهمة دون أن تحدد شكل هذه الإساءة أو لونها، فقط تريد أن تشعل فتنة طائفية في البحرين مستغلة فوران الحماس في شباب الشيعة الذي يحركه الرواديد، وها هم وبعد الاستماع إليها لبسوا الأكفان متجهين إلى موقع الدوار القديم.. بعد أن جاءتهم التعليمات بضرورة سقوط قتيل على يد رجال الأمن، حتى تكتمل الرواية التي بدؤوها بدعوى تعدي الدولة على حرمة عاشوراء مع سقوط ضحايا، فتكون المسألة قد أنجزت والطريق فتح للتدخل الأممي في البحرين بحجة حماية الشيعة. لم تخرج مرضية أفخم ببيان ولا نص بيان عندما سقط 30 قتيلاً إثر تفجير في احتفالات شيعة نيجيريا، وكذلك عندما سقط قتلى في موكب شيعي في باكستان، ولكن في البحرين تخرج لمجرد أن أزالت قوات الأمن قطعة قماش أو لوحة تحجب رؤية الشارع، تهب مرضية بعد أن انقطع أنفها من طول انتظارها لسقوط قتيل، إلا أن الباب سد عليها وأغلق منافذه ومداخله، وذلك حين نزعت الدولة كل سلاح من يد رجال الأمن حتى المطاطي منه، وأصبح رجل الأمن لا يحمل في يده إلا بندقية إطلاق مسيل الدموع كوسيلة للدفاع عن نفسه حين تحاصره المليشيات بالأسلحة والملوتوف. وهكذا تبددت آمال مرضية بين رقي شعب البحرين الذي لم يحدث في تاريخه أن اعتدى على موكب من هذه المواكب، رغم أنها تسد شوارعه وتحاصره عند باب بيته، محتسباً أجره عند الله، فهو يعلم أن الله قد كتب له أجراً عظيماً على تحمله مشقة الحياة لمن لا يعرف حقوق العباد، وهكذا مر ويمر كل عاشوراء بسلام، وهذا ما ذبح «مرضية» وفتق قلبها الحاقد على البحرين. نعم مرضية لم تحترق كبدها عندما ضربت إسرائيل غزة، ولم تخرج حتى بتعزية ولا كلمة تشير فيها إلى المذابح التي راح ضحيتها آلاف الفلسطينين، لم تتفوه بكلمة ولم تستنكر يوماً تفجير مسجد في العراق أو هدم آخر في سوريا، فكيف تستنكر وهي من تفجر مساجد السنة في إيران؟ وكيف تدين إسرائيل على جرائمها في فلسطين وهناك السكين الإيراني يقطع رقاب أطفال سوريا والعراق؟ «مرضية» الفارسية يؤلمها أن ترى البحرين بسلام، فهي تريدها عراقاً آخر، كما هدد خادمهم في البحرين، نعم إنهم جميعاً يحاولون خلق فتنة واقتتال طائفي، وذلك عندما حاصروا الشوارع العامة، فلم يتركوا فريجاً ولا طريقاً ولم يتركوا عمود إنارة ولا برج اتصالات إلا واستغلوه لأهدافهم، وكأن البحرين صارت ملكاً خاصاً لهم، لا يحق لأحد أن يتكلم أو أن يتحرك إلا وقالوا ذلك انتهاك وتضيق على ممارسة الطقوس، هذه الممارسات امتدت هذه السنة أضعاف ما كانت عليه كل عام، وذلك عن قصد وتعمد لأنهم يعلمون أن استخدام المرافق والممتلكات العامة والتعدي على الممتلكات الخاصة هي مخالفة قانونية صريحة، وليس هناك دولة في العالم تسكت عن هذا التمادي والاستبداد والدكتاتورية التي يفرضها رجال الدين والساسة في البحرين، والذين يقودون ثورة خمينية يريدون بها تحويل البحرين إلى ولاية تابعة للولي الفقيه. نقــول هنــا لـ «مرضيــة».. ارجعــي إلـى دارك واستقري بين أبنائك، لأن البحرين ستبقى عصية، وستبقى البحرين دار الأمان لأن شعبها تربى على المحبة والمودة واستقى مكارم الأخلاق من دينه وسنة نبيه، شعبه لم يترب على الحقد والثأر الذين تسقون به أطفالكم وهم في المهاد، تدرسونهم الكراهية وتطعمونهم الانتقام، شعب البحرين لا ينكث بعهد ولا يغدر بمستجير. وها هم شيعة إيران استجاروا من ظلم حكامهم في إيران ونزحوا إلى البحرين بحثاً عن لقمة العيش وقد نعموا بحياة مرفهة وكريمة، وهاهم بعد أن كانوا مجرد جالية أصبحوا ملاكاً وأصحاب مناصب، لذلك نقول لـ «مرضية» إن كانت ترى أن الشيعة في البحرين وفي دول الخليج هم شعبها، فلماذا لا تسترجعهم وتريحنا وتستريح، وإذا كانت ترى أن الشيعة هم مواطنون خليجيون فنقول لها ابلعي لسانك والزمي دارك وأنزلي عليك خدرك.