الرسالة «الواضحة جداً» التي أوصلتها وزارة الخارجية البحرينية لنظيرتها الأمريكية من خلال تصريح وكيل الوزارة السفير عبدالله عبداللطيف وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق برفض المملكة لأي تدخل خارجي في الشأن الداخلي البحريني، وعدم القبول بما يكال للبحرين من تهم ومغالطات تلقى هكذا جزافاً من قبل دولة يفترض أنها حليفة وصديقة.
البحرين ليست بحاجة إلى مراقبين من الخارج لتقييم خطواتها، فالدولة التي تتمتع بقضاء زاهر مستقل وبحرية تعبير وديمقراطية، والتي بادرت بتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق، وبادرت بحوار التوافق الوطني، ونالت إعجاب العالم بتعاملها بحكمة مع أحداث شهري فبراير ومارس من العام 2011، قادرة على حل ما تبقى من حيثيات الأزمة، فالبحرين بخير وستكون بخير بإذن الله تعالى.
لذلك ليس من اللائق دبلوماسياً مغالطات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية وادعائها بحاجة البحرين لمراقبين من الخارج لتقييم خطواتها وسياساتها، ومن باب أولى على الولايات المتحدة أن تنظر بعين الجدية أكثر لدول تاهت فيها الشرعية وانعدمت فيها أجواء الديمقراطية، وتعاني شعوبها ويلات وتبعات تلك السياسات المتعجرفة لحكوماتها، نعم نعتز بعلاقاتنا مع أشقائنا في الغرب، ومع الولايات المتحدة بالذات، ويمكن أن يمتد جسر التواصل والمباحثات والحوار معها إلى أبعد الحدود، ووصلت العلاقات الوطيدة مع أمريكا إلى أن تصبح البحرين أول دولة خليجية توقع اتفاقية التجارة الحرة معها، وكل ذلك يأتي من باب التأكيد على حرص البحرين على تنمية علاقاتها مع الدول الصديقة والشقيقة.
ولكن أن يقابل «حسن النوايا» والحرص على الصداقة من البحرين بخلاف وعكس ذلك، ويصل إلى «استمرار» التدخل في الشأن البحريني على «الفاضي والمليان» فهذا أمر غير مقبول، وهذا ما أوضحته وزارة الخارجية عبر التصريح الصحفي لوكيل الوزارة الذي كان واضحاً ولا يحتمل أي تأويل آخر.
وزارة الخارجية يحسب لها فن التعامل الدبلوماسي مع معطيات هذا الحدث والذي يعتبر تدخلاً في شأن دولة أخرى، وهو أمر لا يتوافق بالأساس مع منظور القانون الدولي أو بالأعراف الدولية أو المعاهدات أوالاتفاقيات وبحسب اتفاقية فيينا حول قانون المعاهدات لسنة 1969 «كل دولة تتمتع بسيادتها وتختار قوانينها ونظام تنميتها بحرية، و من حيث المبدأ لا يحق للدولة أن تتدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى».
وعلى ضوء ذلك فإن مملكة البحرين عرفت بتوازن وحكمة سياستها الخارجية والاستراتيجية التي تتبعها الدولة في إدارة علاقاتها الخارجية بكافة مستوياتها الإقليمية والدولية وبما يضمن لها تحقيق مصالحها والتعاون المشترك، تلك العلاقات الوطيدة التي حظيت بدعم قيادتنا الرشيدة مع مختلف دول العالم جعلت من المملكة بوابة التجارة والاستثمار في المنطقة، ومقصداً لزيارة الوفود الرسمية على مستوى الرؤساء والقادة، ولا ننسى للحظة دور وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في الدفاع عن الوطن ومواجهة الاستفزازات الخارجية من تصريحات وغيرها بعقلية احترافية وفكر دبلوماسي عالي المستوى، كما عهدناه من معالي الوزير دائماً.
- مسج إعلامي..
من المهم جداً تبيان أن ما كنا لنتطرق لموضوع أثار نوعاً من الاستياء الرسمي والشعبي في مملكة البحرين لولا استمرار سرد المغالطات والفبركات والتجني على هذا البلد وأهله المخلصين، ولكن الثقة بالله ثم بالقيادة الحكيمة ونهجها المعتدل وبما نملكه من نهج دبلوماسي سليم في التعامل مع الأحداث كفيل بدحر كل محاولات التطاول على مملكتنا العزيزة.