أقر مجلس النواب في جلسة أمس برنامج عمل الحكومة لأربعة أعوام قادمة، وهو أول تطبيق للتعديلات الدستورية الجديدة التي تعطي مجلس النواب حق قبول أو رفض برنامج عمل الحكومة.
بذلت الحكومة جهوداً، وبذل السادة النواب جهوداً، كل حسب اختصاصه وصلاحياته، وللأمانة فإن إقرار البرنامج بالتوافق بين الحكومة والنواب بعد سلسلة مداولات وجلسات لتقريب وجهات النظر، كان أمراً جيداً، ويحسب للطرفين.
تقدم النواب بعدة طلبات تصب في الصالح العام، وفي مؤشرات الأداء والإنجاز وهي طلبات جيدة في أول تجربة للموافقة على برنامج عمل الحكومة، وهذا يظهر أن هذا المجلس النيابي سيكون أفضل من المجلس السابق.
يشكر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء على دوره في تلبية طلبات النواب، والتي في أصلها تصب في صالح أهل البحرين، وتوجيهه للجنة إعداد برنامج عمل الحكومة للاستجابة إلى طلبات السادة النواب التي تتعلق بالإسكان وتقاعد المرأة والمتقاعدين، وبالنظر في موضوع اقتطاع 1%.
كل ما قدم النواب طلبات، فإن سمو رئيس الوزراء كان يوجه لدراستها، وتلبية الطلبات حتى يكرس سموه منهج عمل يقوم على التعاون والتوافق بين مجلس الوزراء ومجلس النواب. كما كان لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله دور وجهود طيبة في هذا الاتجاه من أجل تحقيق تعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لما فيه خير البحرين والنهوض بالمسيرة الديمقراطية وتحقيق تطلعات أبناء البحرين.
بعد إقرار البرنامج من مجلس النواب بأغلبية 37 صوتاً أمس، فإن أكبر التحديات التي تتشكل اليوم أمام الحكومة الموقرة هو تحدي إنجاز برنامج العمل الحكومي على أرض الواقع وتحقيق ما جاء في البرنامج من نقاط وسياسات وأهداف بشكل حقيقي على هيئة إنجازات حكومية.
التحدي اليوم أمام السادة الوزراء كل في مجال اختصاصه، ذلك من أجل تحقق سياسات الدولة لأربعة أعوام قادمة، وأن تكون هذه الإنجازات أمام المواطن وأمام مجلس النواب.
بالمقابل فإن هناك أيضاً مسؤوليات على أعضاء السلطة التشريعية في المراقبة وفي المتابعة وفي المحاسبة، فهذا من اختصاصهم ويجب أن ينهض المجلس بأدواره أمام الناس، فإن كان هناك تحدي إنجاز أمام السلطة التنفيذية، فإن هناك أيضاً تحديات أخرى أمام السلطة التشريعية يجب أن تطلع بها.
بالأمس قال رئيس مجلس النواب أحمد الملا: «على السادة النواب الحضور للجلسات وترك الأكل فهذه جلسة مهمة»، أو ما حمل هذا المعنى.
فإن كان ذلك صحيحاً؛ فإن موضوع حضور السادة النواب للجلسات وشعورهم بأهميتها وحضورهم للتصويت، أمر هام جداً، ويبدو أن البعض يفرط فيه كما حصل في مجالس سابقة.
إذا كان موضوع تسرب النواب من الجلسة إلى أروقة المجلس أو بوفية الطعام فإن هناك اقتراحاً بأن يقرر رئيس المجلس (فسحة) تشمل وقت صلاة الظهر والبوفية حتى يعودوا ثانية إلى الجلسة دون تأخير، أو هروب من جلسات بعينها ومن تصويت على قضايا بعينها.
إقرار برنامج عمل الحكومة بالتوافق بين الحكومة والنواب كان أمراً طيباً حتى لا ندخل في نفق التعطيل والتأخير، خاصة أن ملفات كثيرة وكبيرة تنتظر النواب على رأسها الميزانية العامة للدولة التي تحتاج إلى جهود كبيرة من النواب أكبر من جهودهم في برنامج عمل الحكومة. كما أن تقرير ديوان الرقابة المالية والقوانين أيضاً تشكل تحدياً جديداً أمام مجلس النواب.
** رد مفحم من وزير خارجيتنا
رد وزير خارجيتنا الشيخ خالد بن أحمد على متحدثة إيرانية حين طالبت بالإفراج على محكومين بقضايا في البحرين حيث رد عليها الوزير: «أفرجوا أنتم عن مير حسين موسوي وكروبي»..!! الإيرانيون لا يفهمون إلا لغة القوة، حتى في التصريحات، كلما ألقمتهم حجراً سكتوا، وإن تركتهم تمادوا..!
** ملاحظة من مواطن
أحد المواطنين أخبرني أنه لاحظ أمراً يحدث في برنامج «صباح الخير يا بحرين» الإذاعي، وهو أن الاستجابة للحالات الإنسانية للمواطنين لا تتم إلا إذا بكى المتصل بالإذاعة على الهواء..! وإن كان هذا الأمر صحيحاً، كما رواه المواطن، فإن هذا أمر مؤسف. لماذا نجعل المواطن يصل إلى هذه المرحلة؟ لماذا لا تتم الاستجابة إلا إذا بكى المواطن أو المواطنة؟ نحن في بلد عزيز، ولدينا قيادة عزيزة، وعلينا أن نعز شعبنا وأهلنا، ولا نجعلهم يصلون إلى هذه المرحلة.
هذه البرنامج متنفس لقضايا الناس ومعاناتهم، اجعلوها تصل للمسؤولين وقادة البلاد، وقادتنا لو عرفوا بالمشكلة وإن صاحبها صاحب حق، فإنهم لا يتأخرون عن الاستجابة.