يبدو أن مقال «تطرَّف» السابق، أخرج بعض المتطرفين من جحورهم من دون قصد، وكان فرصة سانحة لمتحيني الفرص للطعن في نزاهة أحدهم ووطنيته، ولكني حقيقة لن أحتكم في نزاهتي ومصداقيتي لمن امتعض من استقرار البلد بشكل أو بآخر، ولمن دندن في كل مناسبة على وتر يعزف فيه أنغامه البشعة جاهداً ليقود قلمي إلى غير مساره، ويسخره في غير غايته.
مقال «تطرّف» كشف سوءات نوايا البعض وهرطقاتهم التي لا طائل لها، متسلحين بالاتهام والتشكيك في النزاهة والوطنية، وبرأيي فإنه ليس ثمة مجال ليزايد أحدهم على وطنيتي، وليس ثمة حق لتقييم هؤلاء وآخرون نزاهة قلمي وإلى أي مدى هو حر، فمفهوم الحرية والنزاهة مطاط، في زمن امتطى فيه الجميع جياد المفاهيم يطلقها كيف يشاء وفي الوجهة التي تخدم مساره وتوصله إلى هدفه، زارعاً في دروب السائرين على غير طريقه قاذفاته المصنوعة وتهمه الباطلة بغية عرقلتهم وتغيير وجهتهم.
عندما يلون أحدهم مفهوم حب الأوطان فهو بحاجة جادة للرجوع لفطرته القويمة ثم للدروس الأولى من الحياة، عندما نتعلم في المدارس؛ الله ربي، محمد نبيي، الإسلام ديني، ثم ننتقل لدرس يقوم على «البحرين وطني»، لمثل هؤلاء.. نحتاج أن نعيد الدرس بمزيد من الشرح والاسترسال، علّه يصل كما يجب.
أن أحب وطني يعني أن أخدمه بكل قطرة من قلم أستله من أضلعي، وأحبره بدمي، أخلص فيه نيتي مع الله قبل خلقه.. أن أحب وطني يعني أن أذود عنه بكل ما أملك وأتسلح بما لا أملك لأكون أكثر لياقة ورشاقة في حمايته.. أن أحب وطني يعني أن أعين على رفعته وازدهاره لا أن أعين عليه وأثير فيه الفوضى بلا طائل باسم النزاهة والوطنية، ولا أن أسهم في تدميره وزعزعة أمنه.. أن أحب وطني يعني أن أقدم فيه النقد والنصح تلطفاً لكي أُسمع وأؤثر وأسهم في تطوره، بتقديم الحجة والبرهان، ولا أحسبني من هواة النقد والتجريح والتشهير، ومن اختار غير ذلك سبيلاً فهو شأنه وحده، غير أن سبيله هذا لا يؤائمني، وليس ثمة ما يلزمني على الانحدار.
- فيض التطرف..
بكل الحب، بمنتهى الإخلاص في هذا الوجود، بأسمى معاني الولاء والانتماء والتطلع للتقدم والرفاه، أرفع أمس واليوم وغداً أسمى آيات التهاني بعز البحرين المتجدد -أدامه الله- رغم أنف كل الحاقدين، أسمى آيات التبريكات ببحرين ننعم جميعاً باستقرار أرسى دعائمه الحكم الخليفي لسنوات طوال ومازال، فلهذا الحكم الشامخ، لهذا الوطن المعطاء، لشعب البحرين الأبي وحده، أرفع تلك التهاني.
- انفجار النبض..
أستغرب حقاً.. من أولئك الذين يعلنون حربهم الشعواء على الأقلام والجهود الوطنية ليل نهار، واتهامها بالرياء والنفاق والتسلق إذا ما مروا بالإشادة بصنيع قائد أو التعبير عن حبه، ثم ما يلبثوا أن يرفعوا في كل مناسبة أسمى آيات التهاني والتبريكات للقيادة الرشيدة.!!