عذراً لكل الديربيات الأوروبية ومحبي الأندية الأخرى فمع كلاسيكو العالم حكاية تختلف، فحين ينطلق الكلاسيكو الأقوى والأجمل بين الريال والبارسا يترقب الجميع وتبدأ مشاعر الانتماء للناديين الكبيرين في الظهور وتتجلى الرغبة الجامحة في الانتصار وبسط السيطرة على الغريم الأزلي، لذا نرى انحباس الأنفاس وتوتر الأعصاب لدرجة الأنفلات أحياناً يقع فيه الكبار قبل الصغار قبل وأثناء اللقاء .
الكلاسيكو الأخير الذي أنتهى لصالح الريال بنتيجة 3/1 أوفى بوعده كما جرت العاده لكنه أعطى مؤشراً لما سيكون عليه مسيرة الريال والبارسا فيما يتبقى من هذا الموسم .
الكثير قال بأن العصر الذهبي للبارسا قد انتهى وسيعاني من بعد خسارة الكلاسيكو والريال سوف يبسط سيطرته على الليغا ومنهم من ذهب بعيداً في أن الملكي سيحكم قبضته على أوروبا مجدداً، فهل هذا ممكن؟
يعلم لويس إنريكي بأن الخسارة من الريال وعلى ملعب السنتياغو بيرنابيو واردة خاصة وأن الكلاسيكو هو الأول له كمدرب للبلوغرانا، لكنه لم يتعامل مع أهمية الحدث بالصورة الأمثل.
بدأ لويس إنريكي الموسم بفكر ونهج مختلف عن المواسم السابقة بأضفاء روح جديدة في التنافس ونمط جديد في اللعب الهجومي يعتمد على التنوع في الأساليب كأسلوب اللعب المباشر والاستحواذ الإيجابي بوجود نوعية من اللاعبين تتقن هذه الأدوار فكانت نتائج البارسا مبهرة في المسابقة المحلية وبشباك خالية من الأهداف رغم الضعف الواضح في الخط الخلفي.
مشكلة إنريكي في مباراة الكلاسيكو هي اختياراته الخاطئة في التشكيل والتخلي عن نهجه الذي بدأ به في الموسم والاستعانة بالحرس القديم لتنفيذ أسلوب التيكي تاكا الغير مجدي والمكشوف منذ الموسم الماضي بسبب كبر لاعبيه كتشافي وإنيستا ونزول مستوى بوسكيتس مما يصعب عليهم الأدوار الهجومية والضغط العالي في التحول الدفاعي فكانت النتيجة هي وجود مساحات شاسعة بين خطي الدفاع والوسط كادت بسببها أن تكون نتيجة كارثية على البارسا لو استغلها لاعبو الريال خير استغلال.
أثبت الريال علو كعبه في الكلاسيكو وكسر عقدة سيطرة البارسا في المواجهات المباشرة الأخيرة بسبب فكر أنشيلوتي والأجواء الممتازة التي يعيشها لاعبو الميرنغي. فالمدرب أنشيلوتي طور من أداء الريال لوجود لاعبين ذو جودة ومرونة تكتيكية عالية تمكنه من لعب طريقة 2-4-4 و 3-3-4 بكل أريحية وبتنظيم دفاعي قوي يعتمد على تقليل المساحات والانطلاق في المرتدات في الحالة الهجومية مع خيار الاستحواذ لو تطلب الأمر ذلك. هذا التطور شاهدناه في مباريات الريال الأخيرة ومن الممكن أن يستمر الريال في أدائه القوي رغم الصعوبات التي سيواجهها في المباريات المقبلة.
البارسا بإمكانه أن يعود قوياً بشرط تصحيح الأخطاء في الخيارات والقناعات من قبل إنريكي وبسرعة وإلا فأن المشاكل سوف تبدأ. الريال ممكن أن يذهب بعيداً لكن عليه الاستقرار أولاً على الجهاز الفني ولاعبيه ولا يتم التخلي عنهم كما عودتنا إدارة الريال.