كانت لفتة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وكلماته إلى الشعب مهدئاً يطيب النفوس ويعدهم بالحرص على الأفضل مستقبلاً


في الحقيقة لا نعرف من أين نبدأ ونحن نخط سطور هذا المقال؛ فما بالنفس أكبر بكثير من مجرد خط بضعة سطور قد تعالج جانباً مما حدث يوم السبت الذي لا أعلم لماذا شعرنا ونحن نتابع مجريات الأمور فيه أنه قريب من «يوم الاثنين الأسود» الذي انقطعت الكهرباء عن مملكة البحرين، وكان واضحاً أنه لم تكن هناك خطة طوارئ لمثل هذه الحالات، حيث انقطعت حركة السير وشاعت الفوضى المرورية.
الفوضى المرورية كانت مثل كرة الثلج التي تكبر مع تدحرجها وتسببت بالفوضى في المجالات الأخرى، بيد أنه قبل توجيه اللوم و«النقد البناء» الذي يأتي من منطلق الحرص على مكتسبات الوطن وسمعته، نؤكد أننا نقدر إقامة مثل هذه الحدث الرياضي الكبير الذي وجه أنظار العالم إلى البحرين ورفع أسهمها على المستوى الرياضي.
كثيرون تذمروا مما حدث، وقد تكون لفتة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وكلماته إلى الشعب مهدئاً يطيب النفوس ويعدهم بالحرص على الأفضل مستقبلاً، وهو كرم ونبل من سموه، لكن هناك نقاطاً مهمة وجب التطرق لها حتى لا تتكرر في أي فعالية قادمة بهذا المستوى والحجم.
هل انتبه المنظمون أن مملكة البحرين بعد هذا السباق أن هناك من سيستغله لأخذه على محامل حقوقية وطائفية، وأن له أبعاداً سياسية خطيرة قد لا يعيها الغافل وقد تركوا رموزنا الوطنية في وجه المدفع، وهذا ما لا نرتضيه ولا يرتضيه أي مواطن غيور؟
من يحب البحرين عليه ألا يرضى بإهانتها ولا «سماع السب والشتائم» التي أطلقت في الشوارع جراء سوء تنظيم الفعالية، وعليه أن ينقل حقيقة ما جرى لا «فوتوشوب» ما جرى.
من يحب البحرين كان عليه وهو يتولى دفة قيادة التنظيم ومسؤولية السباق أن تكون له فراسة شعبية وأمنية ومرورية واقتصادية وصحية وغيرها، كان عليه أن ينتبه لكل شاردة وواردة ويهتم بتوقيت مراحل السباق. من يحب البحرين كان عليه أن ينبه من باب مصلحة البحرين وقيادتها ونظامها ويخاف عليها أكثر من نفسه لا أن يسكت عن الحق. من يحب البحرين كان عليه أن «يبرز الدوى قبل الفلعة» لا بعد أن «فلعت» سمعة البحرين ووجد المتصيدون في الماء العكر وأصحاب الفتن والمخططات الانقلابية فرصة ذهبية سحبت البساط من النجاح الكبير والباهر الذي حققته البحرين في الانتخابات منذ فترة بسيطة لا تتعدى الأسبوعين، فرصة لتهييج الناس وجعلهم ساخطين غاضبين أعصابهم «تلفانة».
من يحب مصلحة البحرين لا يقول والله حطينا إعلاناً لكم من قبل، فهذا يوم حيوي الناس فيه تخرج لأعمالها ودواماتها ومشاويرها المتراكمة من أسبوع كامل من بعد الدوام، من يحب مصلحة البحرين يوجد خطة مرورية وخطط بديلة وخطة طوارئ للحالات الطارئة حتى يشعر المواطن بأنه متفاعل مع الحدث ويشجع مثل هذه السباقات، من يحب مصلحة البحرين لا يسلم رقبة سمعة البحرين إلى أعدائها ويفكر كيف سيتسبب بالإحراج للدولة أمام أنظار العالم المتجه لهذا الحدث.
هذا كلام الحق الذي يجب أن يصل لمن يهمه الأمر، وهو لا يصل بالمناسبة، لأن الكثير لا يقولون الكلام الذي فيه مصلحة للبحرين أو هم بالأساس لا يعرفون «كوعهم من بوعهم».
البحرين حصدت سخطاً من الرأي العام والشعب وهذا ما لا نقبله ولا نرضى به، فالكل متفق على أهمية احترام أولياء الأمور وطاعتهم والولاء للقيادة والوطن، الشعب يحب أن يؤيد كل الفعاليات التي من شأنها أن تحقق مكاسب للبحرين واقتصادتها وتنميتها وتعميرها، وهو ما سيكون عندما «تحلل» كل جهة عملها وتخطط بضمير ومسؤولية وما حدث كشف عن مكامن الخلل الموجودة في جهات بالدولة وجب محاسبتها ومعالجة المسائل فيها.
- إحساس عابر..
طامة كبرى عندما يتجه المواطن لسؤال رجل المرور عن الطرق المفتوحة فيأتيه الجواب لا أدري عن شيء، وين التنظيم؟