انطلقت يوم الخميس الماضي بشكل رسمي الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس النواب والمجالس البلدية، وبدأ سباق الاستحقاق النيابي والبلدي في السير إلى المرحلة الديمقراطية التي تعيشها المملكة اليوم مع انتشار اللوحات الإعلانية للمرشحين وخيام المقار الانتخابية للقاء الناخبين وعرض برامجهم، حقيقة تعيش اليوم بلادنا عرساً ديمقراطياً يتجلى في ممارسة كل مواطن حقه في التصويت والإدلاء بصوته من أجل البحرين، وهذا ما يجسد شعار الانتخابات «بصوتك تقدر» أن تغير للأفضل وأن ترسم مستقبل وطنك وأبنائك دون التأثر بأية دعوات هدامة للمقاطعة والرجوع إلى الوراء.
ما نرجوه في ظل بدء الدعاية الانتخابية أن تكون المنافسة الشريفة هي عنوان هذه المرحلة حتى الأربعة والعشرين الساعة قبل يوم الاقتراع في الثاني والعشرين من شهر نوفمبر المقبل، وأن يضعوا مصلحة البحرين فوق الجميع ونصب أعينهم بعيداً أية مصالح ضيقة أو شخصية، ونشدد كما دعا المدير التنفيذي للانتخابات المستشار عبدالله البوعينين حين أكد على أهمية أن يتقيد المترشحون عند ممارسة الدعاية الانتخابية بالضوابط المنظمة لهذه العملية، والتي من بينها الالتزام بأحكام الدستور واحترام سيادة القانون.
نعم يجب احترام حرية الجميع دون أي وصاية سواءً بالترغيب أو الترهيب وأن تكون هذه الانتخابات عاملاً وقاسماً مشتركاً في تعزيز وتقوية الوحدة الوطنية وأمن الوطن، ولابد من الابتعاد عن أية ممارسات قد تثير الطائفية بين البحرينيين، ويجب أن يتم احترام من يريد أن يشارك وعدم الحجر عليه أو ترهيبه، وهذا ما تقوم به المعارضة وعلى رأسها الوفاق وآخرها الضغط على أحد أعضائها الذي ترشح رغم مقاطعة جمعيته للانتخابات عند وصوله إلى قناعة بأن التغيير لن يكون إلا من خلال المؤسسة الدستورية التشريعية ومن تحت قبة البرلمان وليس بالمقاطعة واستخدام ورقة الشارع للضغط على الدولة والتي لم تجد نفعاً هذه المقاطعة منذ عام 2002 وحتى اليوم.
حدثت للأسف الشديد بعض التصرفات التي لا تعكس الروح البحرينية المتسامحة مثل حرق سيارات بعض المرشحين في بعض القرى ومناطق ودوائر المعارضة التي دعت للمقاطعة، وهذا دليل على ضيق النفس والأفق لدى من دعا لهذه الدعوات التي تعيدنا إلى المربع الأول، ولكن الشعب قد قال كلمته لمن دعوا لهذه المقاطعة حين ترشح أكبر عدد في تاريخ البحرين، وستكون أيضاً بإذن الله الصفعة الثانية هي نسبة المشاركة التي ستكون عالية للمشاركة في التصويت في الثاني والعشرين من نوفمبر المقبل وستندحر كل أفكار وآراء تدعو للهدم والرجوع للخلف من خلال المقاطعة التي حقيقة سأم الشعب البحريني منها وأصبحت لا تعنيه لأنها فاشلة ولن تستطيع أن تعيدنا للوراء بعد أن عقدت القيادة السياسية، ومعها كل بحريني مخلص، بأن تسير سفينة الوطن للأمام ولا عودة بل تقدم وتطور لنصل إلى الأفضل للأجيال القادمة.
موضوع في غاية يجب التطرق له والذي دائماً ما يتم في الانتخابات وهو استغلال دور العبادة والمنبر الديني في تزكية وتقديم دعاية لمرشح على حساب آخر أو الترهيب والتحذير من المشاركة في الانتخابات في فتاوى كان من المفترض برجال الدين أن ينأوا بأنفسهم بعيداً عن تسييس المساجد والمآتم وفق أجندات سياسية وطائفية وفئوية، وبالتالي يجب أن يتم محاسبة أي خطيب أو رجل دين يستغل بيوت الله في العملية الانتخابية وتطبيق القانون عليه دون أية تفرقة بين هذا وذاك فالجميع من المفترض أن يكونوا سواسية أمام القانون.
- همسة..
شتان بين تصرفات جمعية الوفاق التي تمارس الإرهاب حتى على أعضائها الذين خالفوها في التوجهات في خوض الانتخابات وتهديدهم بالطرد من الجمعية إذا لم يلتزم بخطها، في حين أن هناك إحدى الجمعيات التي تخوض هذه الانتخابات رفضت استقالة أحد أعضائها البارزين الذي خالفها في التوجه، هذه هي أسمى درجات الديمقراطية ولتتعلم الوفاق الديمقراطية الحقيقة التي تتشدق بها قولاً، لا فعلاً!