مسحوق (فانيش) هو مسحوق يعمل كوسيط بين مساحيق التبييض المعروفة لربات البيوت (كالكلوركس وغيرهم) يستخدم لإزالة ما عجزت عنه المساحيق التقليدية من بقع عالقة ويعيد القطعة أكثر بياضاً أو يعيد لألوانها (زهوتها) بعد أن بهتت.
اليوم تحاول الأذرع السياسية والدينية والإعلامية لجماعة الولي الفقيه أن تمسح آثار سواد طائفيتها الإقصائية، بالاستعانة بفانيش (سني) .. فتتواصل مع أي سني والسلام، يقبل أن يلعب هذا الدور، وبالتالي فهو مرحب به.. لإزالة ما عجزت عنه مساحيق التبييض التقليدية من بقع «الطائفية» التي علقت بالأذرع الإعلامية والسياسية والدينية لجماعة الولي الفقيه خاصة في السنوات الثلاث الماضية.
فبعد أن عجزت شعاراتها المبيضة ووردتها البيضاء وخطبها الناعمة المستكينة أن تمحو لون الطائفية الفاقع في تشكيلتها وفي حراكها الميداني داخل وخارج البحرين، تحاول الآن الاستعانة بمسحوق فانيش سني عل وعسى أن تزيل بعضاً من سواد لونها.
فما إن يسمع الأمين العام للذراع السياسي بأي واجب عزاء لأي (سني) إلا ويجري مسرعاً ومعه (ستعش ألف) كاميرا لتصور وسط ذهول أصحاب المجلس العزائي وحرجهم وتعرض الصور في مواقعها وتعمل على نشرها بسرعة، حتى تعمل هذه الصورة مكان (الفانيش) في إزالة ما علق بها من غموس طائفي أسود تسبح في مستنقعه الذراع السياسية حيث لا يوجد سني واحد بين أعضاء حزبها، ولا يسمح لها فقيهها بتمكين أي سني في مواقعها، بل لا يسمح بتمكين أي شيعي من خارج الجماعة أن تطأ قدماه قائمتها الانتخابية، تستخدمهم ممكن، تتحالف معهم لتمكين نفسها ممكن، أما أن تمكنهم وتوليهم موقعاً لها فاستحالة، ويعتقدون أن (صورة) لموجب عزاء ممكن أن تكون (الفانيش) الذي تمسح بها بعض البقع!
ذراعها الإعلامي مؤسسة لا يعمل بها سني واحد، تعقد ندوة حوارية تحاول تبييض سوادها الكالح فتستضيف (سنة) ليعملوا لها عمل (فانيش) في محاولة للبحث عن بقعة بيضاء، تجري حواراً تديره حول الأزمة وتفتح كل الملفات ثم تقفز قفزاً متعمداً على الممارسة الفعلية والترجمة الحقيقية لمعنى «الطائفية» التي تضج بها تلك المؤسسة فلو قام ضيوفها الكرام من مقاعدهم وتجولوا داخل المؤسسة لكانت وحدها كافية، تلك هي الترجمة الفعلية واللون الحقيقي لها الذي ستعجز كل مساحيق التبييض أن تلونه بالأبيض.
المفارقة أن الحوار بحث في كل أروقة الحل لكنه لم يتطرق إلى جريمة الغسيل اليومية التي ترتكبها المؤسسة الإعلامية حين تمحو يومياً آثار الجريمة من مسرح الجرائم الإرهابية، ولم يسألها أحد عن آثار الدماء التي أخفتها صورهم وآثار الدماء التي مسحتها مقالاتهم ولم تجد ما تكتب عنه سوى (التحلطم) على الكيفية التي بعثر بها رجال التحري محتويات مسرح الجريمة وهم يبحثون عن الأدلة، لن تجد في مقالاتهم أثراً لنيران نيرون التي تحرق رجال الأمن وممتلكات الوطن، لكنك ستجد (تحلطم) على الحواجز الأمنية التي وضعت لتبحث عن القتلة.
ألا ترون كيف يتم استغلالكم لإعادة تسويق ماكينات التبييض؟ مجرد وجودكم محاولة للغسيل، ألا ترون أنها عجزت عن إزالة البقع فاستعانت بكم لإزالتها؟
إلى كل (الفانيش) الذي يجري للأذرع السياسية والإعلامية والدينية، إما بحسن نية أو بسوئها، اعلموا أن الجماعة تبحث عن أي شخص (سني) والسلام، كاتب رفضت صحف أخرى نشر مقالاته، نائب أسقط النواب عضويته، مفكر سني منسي، سني حسن النية يريد إصلاحاً، سني يبحث عن شهرة، وهم أعداد تعدهم على اليد، وبكم تنظف مسرح جريمتهم الطائفية ويزيلون من خلالكم بعضاً من بقعهم.
إنما هيهات، وضعوا الجل، لبسوا البدلات، قاموا برتوش التواصل مع شركائهم في الوطن، لونهم الحقيقي فاقع في مواقفهم الإقصائية حين يكون هناك استحقاق وطني واقعي على الأرض ( كالتوظيف، الانتخاب، التأسيس، محاسبة جماعتهم حين تخطئ) وفيها كلها لونهم أسود بامتياز ، فالطائفية (قار) تم نقع (برنوصهم) أي ملحفهم الصوفي فيه، (فانيش)الدنيا كله يعجز عن تبييضه.