تفصلنا أشهر معدودات عن استقالة وزراء البحرين، وتشكيل حكومة جديدة، ويبدو أن التكاسل والتراخي في همم بعض الوزراء قد بلغ ذروته أو يكاد، ما أثار كثيراً من الفضائح في وزاراتهم، مع تصاعد الإخفاقات، والتي يبدو أنها باتت سمة بعض وزاراتنا اليوم. ورغم التفاوت النسبي في حجم الفساد في المؤسسات الحكومية على وجه التحديد، إلا أن في بعضها قد أصبح «بخوراً» يشتعل من تحته الفحم ليل نهار، وتفوح رائحته في أرجاء المملكة، ولا حرج.
يتربع بعض الوزراء على قمة هرم الفساد، ولكل هرم لونه أو ألوانه، بما يشمله من أخطاء إدارية مستفحلة، واختلاسات مالية كاشفة الرأس، وتجاوزات أخلاقية وسلوكية فاضحة، فضلاً عن مزاجية التعيين وشلليته وحزبيته.. وأمور -ربما- لا تعد ولا تحصى، تمارس من قبل بعض الوزراء وشللهم بمستويات محترمة من الإبداع والإتقان. هكذا وزراء، وبلا أدنى شك.. «لا حاجة لنا بهم» على الإطلاق.
بتقديري فإن البحرين مازالت تمر بمرحلة حرجة من تاريخها، ربما قاربت نسبياً على الانتهاء، غير أنها مازالت قائمة، وأن خصوصية المرحلة تحتم على الدولة مزيداً من العناية التي يتطلع المواطنون لأن توليها لمستقبل المملكة، والتشكيل الحكومي الجديد، لما في ذلك من الحفاظ على الوطن، وتحقيق مصالح المواطنين دون تجاوزات أو انتهاكات لما منحهم إياه دستور مملكة البحرين من حقوق.
مازلت أذكر تصريحاً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قال فيه: «أعطينا مهلة سنتين للجهات الحكومية لتنفيذ مشروع الحكومة الذكية، ووعدنا المسؤولين الذين لا يحققون الهدف أن نقيم لهم حفل وداع بنهاية هذه المدة ونصفق لهم». ترى.. هل سنجد بعد بضعة شهور تصفيقاً حاراً لوزراء عثوا في الأرض فساداً وإفساداً.. على مأدبة تشكيل الحكومة الجديدة؟!
نبض الوطن:
راودني حلم ليلة البارحة.. رأيت فيه علم البحرين يفترش الأرض ويرسم آخر قبة وضاحة في كنف السماء، وما بين العلمين رأيت قيادة رشيدة، حكيمة، باسمة المحيا للمخلصين، شديدة البأس على الظالمين.. فيما رأيت على الجانب الآخر رؤوساً أينعت وحان قطافها. فمتى سينعم الشعب الأصيل بخيرات البلاد؟! ترى.. أيمكن أن يكون منامي بشارة تحلق بجناحيها لتحط على جبين الوطن؟!