حالة ضياع تامة يعيشها الانقلابيون، ويتوه معهم من يصدقهم من شارع كثير منه غرر بهم بوهم اختطاف الدولة ومنحهم جنة الولي الفقيه الموعودة.
هذا التخبط واضح تماماً من التصريحات وردود الفعل الصادرة عنهم، مع كل يوم نقترب فيه من الانتخابات وما يرتبط به من تعيينات في مجلس الشورى وتشكيل متوقع في الحكومة.
سألناهم مراراً عن موقفهم بأن حددوه، هل أنتم مشاركون أم مقاطعون؟!
بالنسبة للمخلصين لهذا الوطن فإن مشاركتهم لا تهم، خاصة وأن مطالبات الذين وقفوا مع البلد ودافعوا عنه لا تخرج عن مطلب تطبيق القانون على من تجاوزوه بكل معنى الكلمة، وأن التحريض مازال مستمراً من قبلهم بالتالي المحاسبة لمن يمارس هذا الإرهاب هي المطلوبة هنا لا منحهم فرصة للتغلغل من جديد في مؤسسات الوطن.
نقول لا يهم، لأنه بالفعل لا يهم إن شاركوا أو قاطعوا، لا يهم أن قتل خادم الولي الفقيه نفسه وهو يحاول ويحاول ويتوسل ويترجى أية صيغة حتى تمنحه شجاعة مواجهة شارعه وكأنه حقق انتصاراً مهيباً.
لماذا لا يمتلك الشجاعة قبلاً بأن يقول لشارعه وكما هو معتاد بصيغة «سامحوني»، بأنه سامحونا لأننا بهدلنا عيشتكم طوال ثلاثة سنوات، بأن سامحونا لأننا أوهمناكم بإسقاط النظام والانتقام من رموزه والمخالفين لكم واكتفينا الآن بالرجاء عل وعسى تكون تعديلات الدوائر الانتخابية على قياسنا وأن يكون لنا نصيب في مناصب هنا وهناك.
هل مازال مقتنعاً من يسير وراء علي سلمان بأنه يريد مصلحة هؤلاء البشر؟! هل مازال يظن من يترقب ما يفعلونه ويتخذونه من خطوات أنه سيهديهم الدولة المدنية المتطورة التي لا يظلم فيها أحد؟!
من مازال يصدقهم ندعو الله بأن يعين قلبه، لأنه سيرى العجب العجاب، سيرى التناقضات في الأفعال والأقوال، سيرى التقلب يمنة ويسرة، ولو منحهم فرصة بأن يأمنوا على أنفسهم من غضب الشارع لوجدهم مجدداً في البرلمان الذي يشتمونه.
ألم يقل قبل فترة خادم الولي الفقيه بأنه سيحدد موقف جمعية بعد عشرة أيام؟! وقلناها حينها بأننا سننتظر ماذا سيفعل بعد هذه الأيام العشرة، مع توقع بأنه سيقدم على خطوة صادمة لشارعه، خاصة من مازال يتذكر خطب الصمود العصماء، ودعوات التحشيد والمسيرات ومناهضة الدولة.
هاهو الآن مع انتهاء العشرة أيام يطلب «وقتاً إضافياً»، يطلب تمديداً لمهلة أسبوع حتى يعلن موقفه. هذا هو «بائع الصمود الوهمي» لكم، مازال يراجع نفسه ومازال يحسبها صح بشأن المقاطعة.
الوفاق مازالت تعض أصابع الندم على استقالة أعضائها من البرلمان، لم يحسبوها صح، ولم يدركوا بأن صيغة «نائب برلمان» أقوى من صيغة «نائب مستقيل» رغم أنهم يعرفون أنفسهم بـ»نواب سابقين». ندموا على ذلك لأن الصفة تلك كانت ستفتح لهم أبواباً أوسع وأكثر، بدلاً من العيش على جلسات في أروقة مجلس العموم يعقدها لهم أعضاء معروفة توجهاتهم وارتباطاتهم بحبيبة قلوبهم إيران وحزب الله.
الآن يطلب وقتاً إضافياً! وحدد المهلة بأسبوع، وبعد هذا الأسبوع سيطلب إما إعادة للمباراة، وإن تعذر ذلك فليس لديه مانع أبداً أن يخوض ركلات ترجيح.
إن كنتم في هرج ومرج بداخل صفوفكم فهذه صنيعة أيديكم، وإن كنتم تعانون من «شيزوفرينا» في اتخاذ القرار، فلسنا ممن يدعون لكم بالشفاء غير العاجل!