اليوم تنتهي عشر الرحمة، ونبدأ في عشر المغفرة، ومن ثم ستأتينا العشر الأواخر (عشر العتق من النار) أسأل الله أن نبلغها مغفوري الذنب معتقة رقابنا من النار.
في هذا الشهر الكريم، يحاول الإنسان أن يخرج من بوتقة أعماله أياً كانت -خاصة السياسية منها- ليتفرغ للعبادة والطاعة والغذاء الروحي، فرمضان دورة روحية تجدد فيها علاقتك مع خالقك، وتنهل فيه من أنهار الخير وتقطف من ثمار الرحمة، لذلك لنا وقفات مع بعض أحاديث قائدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم نستلهم منها العبر ونعمل بها في هذا الشهر الفضل.
جاء في الأحاديث الصحيحة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». «تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر»، «عمرة في رمضان تعدل حجة معي».
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن جبريل عليه الصلاة والسلام عرض لي فقال: بعداً لمن أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت آمين، فلما رقيت الثانية قال بعداً لمن ذكرت عنده فلم يصل عليك، قلت آمين، فلما رقيت الثالثة قال بعداً لمن أدرك أبواه الكبر عنده فلم يدخلاه الجنة، قلت آمين». فكم هو ظالم لنفسه هذا الذي لم يستغل رمضان ولم يكن من المرحومين والمغفورين.
وقال: «من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقاً على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها».
وعن ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى».
وكان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.
وقال: «الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم مرتين. والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي. الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به. والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه».
وقال لعائشة رضي الله عنها عندما سألته عن ماذا تقول في ليلة القدر: «قولي: اللهم إنك عفو كريم، تحب العفو، فاعف عني».
نسأل الله أن يجعل مملكة البحرين بلداً آمناً، وأن يحفظ ويهدي قائدنا حمد بن عيسى لما فيه الخير للدين والوطن والمواطنين.