لا أعرف كم حادث دهس أو نسيان للأطفال حصل في 10 سنوات أمام المدارس؟ لكنه بالتأكيد لن يكون رقماً عادياً في دولة صغيرة وعدد سكان صغير.
الذي أعرفه أن هذه الحوادث تتكرر بين فترة وأخرى، لكن كل هذه الضحايا لا تحرك شيئاً لدى البعض.
حين تتكرر الحوادث مرة بعد أخرى وبذات السيناريو وبذات الأخطاء؛ فماذا يعني ذلك؟
كتبت ذات مرة عن هذا الموضوع حين ذهب ضحايا من أبنائنا من أمام مدارسهم، بسبب أخطاء من السائقين الذين يريدون توصيل الأطفال بسرعة حتى يذهبوا لأخذ غيرهم، لكن لا حياة لمن تنادي.
لا أحد منا يرد قضاء الله، لكننا كبشر وهبنا الله العقول لنتعلم من الأخطاء، حتى لا تتكرر، لكن هذه الحوادث تتكرر، عند المدارس أو عندما يوصل السائقون الطلبة الصغار إلى منازلهم، دون أن تتحرك الجهات المسؤولة لتضع ضوابط صارمة حتى نحد من هذه الحوادث.
أمس الأول ذهبت زهرة من زهور هذا الوطن أمام أعين زميلاتها في حادث مؤلم مأساوي يوجع قلب كل إنسان، لكننا لا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.
كنت أتخيل حالة الوالد بسماع هذا الخبر، اللهم أنزل عليهم السكينة والطمأنينة، وأخلفهما خيراً، واجعل صغيرتهم في جنات خلدك.
شكل وزير التربية لجنة، وشكل بعده وزير الداخلية لجنة، وهكذا نحن في البحرين تحل علينا الكوارث فيشكل الوزراء لجاناً، فلا تعرف ماذا تفعل، وبماذا ستخرج، وكل شيء لا يتغير على الأرض؟
ذهب من عندنا ضحايا سقطوا من على كباري البحرين التي تصمم بطرق لا أعرف ماذا أقول عنها، لكن وزير الأشغال يقول إنها عالمية، فماذا فعلت اللجان، وبماذا خرجت، هل توصلت إلى أسباب الحوادث غير موضوع السرعة الذي أصبح الشماعة؟
هل خرج الوزراء إلى الرأي العام وقالوا إن هناك أخطاء في كذا وكذا، أو إن هناك محاسبة لأشخاص تسببوا بالأخطاء؟
لا شيء يغير، من زمن طويل وأنتم تخدرون الناس باللجان التي لا نرى لها أثراً، ولا يتحقق بعدها شيء سوى أنكم تريدون امتصاص غضب وحنق الناس عليكم.
هل تشاهدون الفوضى المرورية عند المدارس في الصباح وفي انصراف الطلبة؟
أكاد أجزم أن أحداً من الوزراء المعنيين لم يشاهد هذه الفوضى قط.
هذه الفوضى هي جزء من الفوضى المرورية بالبلد، والنتيجة كما تعرفون وترون، استهتار وحوادث مرورية وضحايا.
شكلت لجنة ثلاثية لدراسة الحوادث المرورية من قبل مجلس الوزراء، وهكذا ندور من لجنة إلى لجنة، والبلد في فوض ى، ونحن نشكل لجاناً دون نتائج ودون حلول، ودون أن تحقق نجاحاً في أسباب تشكيلها.
وزير التربية أيضا فعل ذات الأمر، شكل لجاناً أكثر من مرة في حوادث مشابهة، لكن ما هي النتائج؟
ماذا تغير في الواقع على الأرض؟
نحن ندور في حلقة مفرغة، والنتيجة أننا نفقد أبناءنا وبناتنا في حوادث مؤسفة تتكرر بذات الأسلوب والطريقة، بعدها تشكل لجان أخرى، وهكذا..!
أعرف أن هذا شيء من الصعب أن يحدث وسط هذه الفوضى، لكن نقول ونطرح أفكاراً علها تفيد، ألا تستنسخون تجارب دول مجاورة في موضوع المدارس وباصاتهم وأسلوب وطريقة إيصالهم إلى المدرسة وإلى بيوتهم، ألا تستنسخون تجارب الدول المتحضرة في ذلك.
كيف يصبح السائق مؤهلاً لأن يقود حافة أو سيارة توصل الطلبة إلى المدارس، هل كل شخص لديه رخصة سياقة يمكن أن يكون سائقاً لتوصيل الطلبة؟
ناهيك عن السائقات؟
متى تقوم الجهات المسؤولة بواجباتها حيال هذا الموضوع، الحوادث تتكرر، والضحايا من الأطفال، والأجهزة المعنية تتفرج، أو تستنفر فترة، ويعود كل شيء كما كان، هذه هي مصيبتنا، بلد من غير محاسبة..!