«لو لم تكن يقظة رجال الأمن في البحرين عالية لتكررت حادثة الإحساء في البحرين» ليس هذا فحسب لو أن جماعة كالقاعدة أو غيرهم من جماعات التكفير دنت من أي موكب عزاء أو من مأتم شيعي في البحرين لوجدت موقف رجال الأمن البحرينيين لا يختلف عن موقف رجال الأمن السعوديين وهم المتهمون بالتشدد السني أكثر من رجال الأمن البحرينيين ومع ذلك سقط من رجال الأمن شهيد وهو يدافع عن شيعة السعودية.
ولن يكون موقف المجتمع البحريني إلا مماثلاً لموقف المجتمع السعودي وهو الاستنفار لحماية الموكب أو مرتادي المآتم، لسبب بسيط جداً، فهمه أهل الإحساء وأدركته الدولة السعودية، فالاعتداء ليس طائفياً لا في السعودية ولن يكون في البحرين بل هدف الاعتداء هو شرارة تمتد لتسقط «الدولة».
فهم أهل الإحساء بأن معتدي الإحساء يسعون لإسقاط «الدولة السعودية» ولا يسعون لاستهداف الطائفة الشيعية، لم يكن إشعال الحرائق والفتن والاقتتال إلا تكتيكاً لإشغال المؤسسات الأمنية بإطفاء هذه الحرائق كي تمكنهم من استهدافها وسط هذه الفوضى، وهذا ما كان يراد لنا في البحرين، إنما لم يع الكثير من شيعة البحرين هذا الفخ كما أدركه أهل الإحساء، فاصطف أهالي الإحساء وراء الدولة ولم ينجروا للفخ المرسوم لهم بينما خدع العديد من أهالي قرى البحرين وعزلوا أنفسهم عن الدولة.
المجموعات الشيعية التي حرقت الأرض واستهدفت رجال الأمن في البحرين لم تكن تخدم الطائفة الشيعية، وتصدي رجال الأمن لهم ليسوا لأنهم شيعة بل لأنهم إرهابيون، تلك المجموعات سنية كانت أو شيعية تحارب الدولة في جميع الدول العربية وتعمل على استنزاف قوات الأمن تمهيداً لإسقاط الدولة، سقوط الدولة هو الهدف الذي أدركه أهالي الإحساء ولم يدركه العديد من شيعة البحرين.
من المحزن أن نرى شرائح من شيعة البحرين لم يلتفوا حول الدولة التي حمت هذه المجموعات طوال تاريخها ومع علمهم أنها هي المستهدفة، وسقوط الدول الواحدة تلو الأخرى واقع نعيش تداعياته ولا يتمناه أي عاقل، فها هي الطوائف أول ضحايا سقوط الدول، أهالي الإحساء استوعبوا الدرس مبكراً، إنما في البحرين اصطفت شرائح وراء الجماعات الإرهابية منهم المثقفون والجمعيات السياسية وشرائح مجتمعية مرفهة توافرت لها كل وسائل الحياة الحرة والعمل في دولة لم تقيدهم بناء على معتقداتهم، شرائح تدعي الليبرالية كانت ثيوقراطية حتى النخاع، تلبس البدلة وربطات العنق وتحمل جنسية بريطانية لكنها مازالت ترى قتلة الحسين سنة 2014 وتبحث لهم عن أشباه!!!
شرائح جرت وراء سراب الطائفة وسراب دولة العدل الموعودة، وبنوا حاجزاً بينهم وبين الدولة بمؤسساتها ونظمها وقانونها ودستورها، لكل هؤلاء نقول لهم لم يكن التفاف أهالي الإحساء واصطفافهم مع الدولة السعودية التفافاً عاطفياً نتيجة الإحساس المرهف في الملمات بل أهالي الإحساء كانوا أذكى من الكثير من أهالي القرى البحرينية.... نتمنى أن نتعلم منهم!!