قبل يومين كان المانشيت الرئيس لصحيفة الوطن هو «بذكرى 11 سبتمبر.. العالم والإرهـــاب كلاكيـــت ثانــي مــرة»، جــاء هــذا المانشيت ليعبّر عن الوضع الذي وصل إليه العالم بعد مرور 13 عاماً على أحداث الحادي عشر من سبتمبر والضربات التي تعرضت لها الولايات المتحدة، وهو ما دفع العالم إلى حشد تحالف دولي من أجل محاربة الإرهاب واستهداف تنظيم القاعدة.
الظروف التي يمر بها العالم اليوم ليست مختلفـة، فالإرهاب مازال موجوداً والحرب التـــي شنها المجتمع الدولي ضد القاعدة والإرهاب لم تحقق نتائجها، فالقاعدة مازالت قائمة وإرهابها وتطرفها أيضاً موجود.
الفرق الذي تم أن الإرهاب ضرب الولايات المتحدة على أراضيها في 2001، واليوم لم يضرب أراضيها بل وصل يدق أبواب دول مجلس التعاون الخليجي بعد أن انتشر سريعاً في الأراضي السورية ثم العراقية.
دول مجلس التعاون الخليجي شاركت بفعالية في الحرب الدولية ضد الإرهاب في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن، وهي اليوم تسعى للمشاركة بفعالية مرة أخرى في الحرب الدولية ضد الإرهاب ولكن في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما.
جمهــوريـــو أمريكـــا بــــدؤوا مبكــــراً حملة مناهضة لسياسات نظرائهم الديمقراطيين، ولذلك لاحظنا انتقادات كثيرة لسياسات أوباما، ومؤخراً طرح نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني أطروحته المناهضة لسياسة أوباما في الشرق الأوسط، خاصة عندما وصف جماعة الإخوان المسلمين بأنها «المصدر الأيديولوجي للإرهابيين الأكثر راديكالية حول العالم».
انقسام حاد في الولايات المتحدة بشأن الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، بين مؤيد لدور واسع في المنطقة وتغيير التحالفات، ومعارض يطالب بدور واسع ولكنه دور يقوم على تعزيز العلاقات مع الحلفاء التقليديين. ولا يبدو أن واشنطن قادرة على حسم هذا الانقسام الآن، ولذلك فإن مسارات السياسة الأمريكية في المنطقة ستكون صعبة، وستكون أكثر غموضاً من ذي قبل، وقد يكون المثال الأبرز هو عدم وضوح جوانب مختلفة من الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة «داعش»، وهي أسئلة قد تظل من دون إجابات إلى أن تتضح الرؤية أكثر وأكثر.
واشنطن اكتسبت الدعم والتأييد الخليجي والعربي بشأن حملتها الدولية، ولكن عليها أن تكسب الدعم والتأييد الشعبي، لأن ما اكتسبته حتى الآن هو دعم الحكومات فقط وليس دعم الشعوب، ولذلك ينبغي عليها التصالح مع العرب والخليجيين قبل أن تعتقد أنها تحظى بدعم شعبي، خاصة بعد حالة فقدان الثقة الخليجية والعربية ـ الأمريكي إثر موجة الثورات العربية المدعومة أمريكياً.
عامل مهم من عوامل نجاح التحالف الدولي فـــي مواجهة إرهاب «داعش» إقنــاع شعـــوب المنطقة بجدوى هذا التحالــف وقدرتــه علـــى القضاء على الإرهاب والتطرف وإعادة الأمن والاستقرار من جديد.