أمسى البحريني العادي البسيـط يخجــل أن يفتــح التلفاز مع أهله في شهر رمضان المبارك، وذلك بسبب كثرة المسلسلات الهابطة التي لا تحمل قصصاً هادفة وحقيقية ترتقي بالمجتمع وتعطي إيجابيات من الممكن أن يستفيد منها الإنسان فرداً أوأسرة.
هناك قصص سلبية منتشرة في مسلسلات رمضان لا هدف لها سوى الإثارة وجذب المشاهد، فأصبحت الدراما في الخليج والوطن العربي دراما تجارية تبحث عما يلفت الانتباه بغض النظر عن المضمون، دون اعتبارات لهذا الشهر الفضيل الذي من المفترض أن يكون شهر عزة وكرامة للمواطنين.
في هذا الرمضان الكريم، اختفت حتى المسلسلات التاريخية التي تذكرنا بماضينا الإسلامي، واتجهت جميع الشركات المنتجة إلى مسلسلات الحب والغزل والإثارة و... اللهم إني صائم.
حتى البرامج التلفزيونية وبرامج المسابقات، اتسمت بالبعد كثيراً عن الخطوط الحمراء شكلاً ومضموناً، حتى أضحى المراقب متيقناً أن هناك أمراً غير طبيعي يستهدف هذا الشهر الفضيل.
هذه القنوات التي تبث مثل هذه المسلسلات باتت معروفة التوجه، ولا بد لها أن تضع معايير تتسق والمشاهد العربي المسلم، فبعضها حتى الرقيب الغربي لا يمكن أن يمرره أو يسمح به حفاظاً على المجتمع.
لو أردنا أن نحصي أفكار مسلسلات رمضان هذا العام لوجدناها: علاقات محرمة، خيانات زوجية متبادلة، مقاطع ومشاهد مخلة ودخيلة على المجتمع الخليجي، تفكك أسري، نصب واحتيال، إدمان الخمر، وحتى البغاء... ما هذا الكم من الأفكار الهدامة والسلبية التي تقتحم مجتمعنا؟ هل هذه بالفعل المسلسلات التي نريدها لمجتمعنا؟ والمشكلة الأكبر أن الرقابة أصبحت معدومة.
إضافة إلى ذلك، هناك مسلسلات أشد ضراوة تم منعها قبل رمضان، بسبب إعلاناتها المسبقة والتي فضحت أمرها مبكراً، أحدها يتكلم عن زنا المحارم!.
ونتساءل هنا من هو المسؤول عن هذه المسلسلات التي تبث في كل القنوات الفضائية، لماذا لا توجد رقابة على شركات الإنتاج التي تتسابق في تحقيق أعلى معدل ربح وتوزيع!!.. وكل رمضان يكون الوضع التلفزيوني أكثر خدشاً للحياء من رمضان الذي قبله... ونخشى أن تكون مسلسلات رمضان المقبل (18+)!!!.
أما بالنسبة لتلفزيون البحرين، فهناك تغيير ملموس هذا العام أكثر إيجابية، حيث اتسمت المسلسلات الشعبية المحافظة بالقبول والرضا من الناس، خاصة أنها كانت تحمل تراثاً هادفاً مقبولاً، كما أن سلسلة البرامج التلفزيونية اليومية المنوعة استطاعت أن تحرز رضا أكثر هذا العام، ونتمنى من القائمين على الهيئة بذل المزيد من هذا الجهد المشكور في المستقبل.
أصبح العبء أكثر ثقلاً على رب الأسرة في الرقابة على هذا الجهاز، فالوالدان باتا في ظل هذا الوضع يبذلان جهداً أكبر في سبيل المحافظة على عفاف أبنائهما وبراءتهم، فهذه الحرب الإعلامية التي تشنها المسلسلات على العقل العربي الإسلامي أشد فتكاً من الأسلحة الثقيلة التي يود أعداؤنا رمينا بها منذ زمن بعيد.