ما زالت أيادي الانقلاب مغلولة، ما زالت تلعب لعبة بيع الوهم على الشارع الذي يتبعها، وهم في كل يوم يتلقون هزائم وانتكاسات وصفعات، حتى أصبحوا في حالة هيستيرية مضحكة، خاصة وأن هذه الحالة الهيستيرية ظهرت على أكثر من شخص من بعد ما جاءتهم صفعة جنيف مؤخراً.
هناك حقائق على الأرض ينبغي على العقلاء من الذين يصنفون أنفسهم على أنهم «معارضة»؛ وهي أن العالم اليوم أمامه تحديات كبيرة وقضايا كبيرة، هناك قضية أوكرانيا والغرب وروسيا من جهة، وهناك قضايا الحرب على داعش وحشد تحالف دولي ضده، وهناك أزمة الشرق الأوسط؛ العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، حرب غزة الأخيرة، ناهيك عما يجري تحت السطح بين أمريكا والصين من قضايا.
في المحصلة فإن العالم اليوم لديه قضايا كبرى تشغله وتحديات عظيمة، وليس هناك وقت لمناقشة توافه القضايا المختلقة، كما يظن الانقلابيون بالبحرين الذين ذهبوا إلى جنيف، وظنوا أنهم سيعودون إلى البحرين، وسيرددون «شيلة أطباء الإرهاب في السلمانية.. منصورين والناصر الله» لكنكم كنتم مخذولين، وقد خذلكم الله سبحانه.
الذين ذهبوا فرحين إلى جنيف لحضور افتتاح جلسات مجلس حقوق الإنسان تفاجؤوا أن كلمة الافتتاح لم يأتِ فيها ذكر على موضوع البحرين، جن جنونهم، فقدوا صوابهم، أصبحوا في حالة من البؤس والهزيمة والذهول، فكل أمنياتهم باءت بالفشل.
كانوا يحسبون أن ما سيحدث في جنيف ضد البحرين سيؤدي إلى أن تقوم الدولة بخطب ودهم لتقديم تنازلات كبيرة حتى يدخلوا في الانتخابات، لكن كل ذلك تبخر، وأصبحت رحلة جنيف سياحية، ويبدو أنهم (سيأخذون رحلة في «تور» إلى المزارات في جنيف)..!
هادي الموسوي، يوسف ربيع، ومحمد التاجر (.....) وآخرون كلهم وجميعهم أخذوا يصبون جام غضبهم على كلمة الافتتاح مجلس حقوق الإنسان كونها لم تشمل البحرين.
اصحوا شوي يا جماعة الحل داخل البحرين وليس هناك، توقفوا عن بيع الوهم على الناس بأنكم منتصرون وتحققون انتصارات، وأن الدولة ستقدم لكم «بكج تنازلات» اصحوا شوي كفاكم بيعاً للوهم والكذب والدجل على الناس.
هادي الموسوي يقول إن السلطات في البحرين تلاحق الأطفال «اشدعوة ما عندهم شغل.. اللي يلاحق الأطفال تعرفونهم.. والا نقول لكم من؟».
والصحيح أن الوفاق وأتباعها هم الذين يستحقون رفع قضايا ضدهم؛ فهم من يستغلون الأطفال للزج بهم في صراعات سياسية، ويدربونهم على الأعمال الإرهابية، أنتم من تستحقون المحاكمات على هذه الأفعال.
اليوم هم في دوامة صفعات مدوية؛ صفعات الخلافات الكبيرة داخل الوفاق، صفعات الخلافات مع الجمعيات الصغيرة التي تحاول أن تتخلص من السير داخل بشت علي سلمان، وبالأمس صفعة مجلس حقوق الإنسان.
كل هذا المشهد يؤكد أن الزمن ليس في صالحكم، وأن الأحداث الإقليمية التي عولتم عليها كثيراً ليست في صالحكم.
خرج خبر أمس نقلاً عن صحيفة «التلغراف» البريطانية يقول: «إن بريطانيا تخطط لإنشاء ثلاث قواعد عسكرية في ثلاث دول هي البحرين والإمارات وعمان لاحتواء الإرهاب في المنطقة»، وهذا الخبر أيضاً ليس في صالحكم.
كما أن حاجة الغرب أمريكا وبريطانيا وفرنسا إلى الخليج، والسعودية تحديداً، لمواجهة الإرهاب لن تكون إلا بإملاءات سعودية، فلن تفعل السعودية أمراً بالمجان، أوأنها ستسكت عن ملفاتها بالمنطقة، السياسة هي شيء يقابل شيء، لذلك أنتم في حالة من البؤوس والهزيمة لم تشهدوها من قبل.
كلما مر الوقت أنتم تتقهقرون أكثر، كلما مر الوقت تنزع عنكم أطراف كثيرة أياديها، حتى وصلتم إلى هذه المرحلة.
وإذا كنتم أقدمتم على غباء المقاطعة من جديد، فابشروا بالتهميش لمدة أربعة أعوام قادمة، هكذا تبدو صورتكم للجميع، هذه هي صورتكم عند شارعكم وعند أهل البحرين، صورة الهزيمة وصورة الانهيار الذي تعانون منه.
من أجل ذلك فإن ما تردد من أنباء عن مشاركة عبدالنبي سلمان في الانتخابات القادمة -إن صحت التسريبات- فإن هذا يعني أن كل ما قلناه هنا كان صحيحاً 100%، وأن هناك جمعيات أخرى ستخرج عن عصا الطاعة الطائفية التي يرفعها علي سلمان، بانتظار أن تكون جمعية وعد، هي (جمعية وعد عبد الرحمن النعيمي) وليس جمعية الموتور طائفياً، الذي يقود الجمعية إلى حضن الوفاق، أو الذي أصبح وكيلاً للوفاق..!
ربما أدرك عبدالنبي سلمان أن لا فائدة من السير خلف الوفاق، وهي التي لن تعطيهم ولا نصف مقعد نيابي إذا ما شاركت الوفاق، وأدرك أن المرحلة هي ليست في صالح الوفاق والإرهاب، وأن ما يجري إقليمياً هو في صالح أهل البحرين، لذلك قرر المشاركة في الانتخابات، فعبدالنبي سلمان مع كل خطابه بعد 2011 فإنه يعول عليه أن لديه فكراً وعقلاً ويمكن التحاور معه، وهو غير مغلق الأفق.
اليوم أنتم تتلقون صفعة من مجلس حقوق الإنسان وكنتم تحسبون أن البحرين على جدول الأعمال، فأي هزيمة هذه التي أنتم بها، تعالوا إلى هنا، الحل بحريني بامتياز ولن تجدوا حلاً آخر في مكان آخر، تعالوا إلى هنا حتى وإن كنتم تخجلون من هزائمكم ومواقفكم التي تحرضون بها المنظمات الدولية لتتخذ إجراءات ضد بلدكم، الحلول هي حلول بحرينية، والوقت ليس في صالحكم تماماً.
** رذاذ
بالأمس اطلعت على خبر لمجلس السياحة الأعلى، وبصراحة لم أكن أعلم أن لدينا مجلس سياحة أعلى، لم نسمع عنه رغم أن تشكيله قديم.
ما شاء الله مجلس سياحة أعلى.. طيب وين السياحة يا جماعة..؟!
«البلد متروسه (مجالس) بس الناس كله واقفة.. مادري ليش»..؟!