ثلاثون يوماً في كل عام.. وفي العشرين الأوائل من تلك الثلاثين تسعة أيام بلا كهرباء.!!!
تلك هي حقيقة معاناة بعض المجمعات السكنية مع وزارة الكهرباء خلال شهر رمضان الجاري.. والتي منحت المواطنين استجماماً صيفياً ممتعاً وفسحةً رائعة للاستمتاع بأجواء البحرين الساحرة في صباح رمضان المنعش وظهيرته.
وأستغرب كيف لوزارة أن تحمل اسم «خدمة ما» فيما تعجز عن حل مشكلة بسيطة تتكرر في بعض المجمعات على التوالي في أيام معدودات؟! ثم تستمر لعشرين يوماً دونما التوصل لحل، ولا أدري إن كان أينشتاين قد استغرق عشرين يوماً في التوصل لنظرية الذرة التي قادت لصنع القنبلة الذرية بعدما أوحى زميل له بالفكرة بتحليل انشطار ذرة اليورانيوم وتبعاته.
مثل هذه الأزمة المؤقتة والتي أخذت في ذلك الامتداد، يخيل إليّ لو تم التنسيق مع وزارة الإسكان وأصبح لكل بيت مولد كهرباء خاص به وتم إغلاق وزارة الكهرباء، لعل الخدمة ستكون خير وأبقى، ولعل تعبئة رصيد الكهرباء على غرار تعبئة أرصدة الموبايل حل يكفينا إخفاقات الوزارة، ولعل التعبئة بدينار واحد تمنح الخدمة عمراً أطول من خدمة الكهرباء الحالية في بعض المناطق.
صحيح أن وزارة الكهرباء قد باشرت العمل قبل يومين لتقوية مولدات الكهرباء في بعض المجمعات التي واجهت المشكلة.. ولكنه السيناريو المتكرر في كل عام.. وفي مناطق شتى من المملكة.. يجيب عنه ببساطة أننا في دولة لا تأخذ بالمثل القائل «الوقاية خير من العلاج»، وتنتظر «الفلعة» لتقوم بتجهيز الدواء.. غير أن ذلك العلاج يكون مكلفاً في الوقت والجهود والأموال ومصالح المواطنين وراحتهم.
أتساءل.. أيمكن أن تستمر مشكلات الكهرباء في مملكة البحرين لسنوات قادمة مديدة أيضاً؟ أولا يجب أن يكون هناك موالدات احتياطية تعمل آلياً فور حدوث خلل ما في المولدات الرئيسة؟! أولا يمكن إيجاد حلول جادة وجذرية لتلك المشكلة؟
دعونا لا ننسى كثيراً من الأجهزة الكهربائية المهمة في المنازل وبعض المحلات والتي لا يمكن الاستغناء عنها ولو لربع ساعة.. لما قد يتسبب ذلك في إفساد وخسارة الممتلكات على اختلافها، فضلاً عن إزهاق الأرواح.!! نعم.. إزهاق الأرواح لا سيما بالنسبة للمرضى الذين يعتمدون على أجهزة طبية بصفة مستمرة في منازلهم.
هل تخيلنا يوماً ما يمكن أن يحصل لهم خلال فترة انقطاع الكهرباء؟ أم أننا بانتظار وقوع الفأس في الرأس وحدوث حالة وفاة لا سمح الله ليستوعب المسؤولون حجم الضرر؟!!
وزارة الكهرباء تفقد مسؤوليتها تجاه الخدمة المقدمة لمواطني المملكة ومقيميها يوماً بعد يوم، ولا تستجيب لضرورة الاستجابة للخلل والصيانة أو تقوية المولدات إلاَّ بعد تقديم بلاغات بالجملة.. وبعض الأدلة محفوظة للرياسة.
نبضة:
جميع رسائل البلاغات محفوظة.. لمن أراد الاطلاع عليها ممن يهمه الأمر في وزارة الكهرباء والماء وما فوقها.