الوفاء أحد الطاقات النادرة في حياتنا الاجتماعية لا يعرفها غير الطاعنين في المحبة، وهو يعتبر من المستحيلات، من هنا جاء المثل العربي «من رابع المستحيلات»؛ والمستحيلات الثلاثة هي الغول والعنقاء والخل الوفي، أما الرابع فهو الموضوع الذي يتكلمون أو القضية المطروحة للنقاش بين المتحاورين. من هنا نرى أن عدم الوفاء يؤدي بالإنسان إلى التهلكة والدمار غير المتوقع، لهذا اخترت لكم اليوم قصة واقعية لتعرفنا على أي مطب سيعيشه الإنسان غير الوفي، تقول القصة.. بعد 37 عاماً من الزواج، ترك «جيك» زوجته «إديث» من أجل سكرتيرته الشابة التي طلبت منه أن يعيشا في المنزل الذي طالما عاش فيه مع زوجته، والذي كان يساوي عدة ملايين من الدولارات. أعطى «جيك» زوجته السابقة «إديث» 3 أيام فقط للخروج من المنزل، أمضت اليوم الأول في تعبئة أمتعتها في صناديق وحقائب، في اليوم الثاني أحضرت شركة مختصة بنقل الأمتعة لجمع أشيائها وإخراجها من المنزل، في اليوم الثالث جلست للمرة الأخيرة إلى طاولة غرفة الطعام على ضوء الشموع، حيث وضعت بعض الموسيقى الناعمة وتناولت عشاء مكوناً من الجمبري والكافيار وزجاجة شاردونيه، وعندما انتهت ذهبت إلى كل غرفة وقامت بوضع مخلفات الجمبري المغموسة في الكافيار في جوف كل قضيب من قضبان الستائر، بعد ذلك قامت بتنظيف المطبخ ورحلت. عندما عاد الزوج مع صديقته الجديدة كان كل شيء على ما يرام في الأيام القليلة الأولى، وببطء بدأت تفوح من المنزل رائحة كريهة، حاولوا كل شيء من تنظيف ومسح الأرض وتهوية المنزل، فحص الفتحات للكشف عن القوارض الميتة كما تم تنظيف السجاد، علقت معطرات الهواء في كل مكان، تم جلب متخصصين بإبادة الحشرات باستخدام الغاز، الأمر الذي اضطرهم إلى الخروج من المنزل لبضعة أيام، وفي النهاية قاموا باستبدال سجاد الصوف الثمين، لكن كل ذلك لم يأت بنتيجة مرضية. بعد فترة توقف الناس عن زيارتهم ورفض أي عامل يدوي العمل في المنزل، الخادمة تركت العمل، وأخيراً لم يعد بإمكانهم تحمل الرائحة أكثر من ذلك وقرروا الانتقال إلى مكان آخر، بعد شهر وعلى الرغم من تخفيضهم لسعر المنزل إلى النصف لم يتمكنوا من العثور على مشتر لمنزلهم النتن. انتشر الخبر في جميع الأرجاء، وفي نهاية المطاف حتى أصحاب العقارات المحلية توقفوا عن الرد على مكالمات جيك وصديقته الجديدة. أخيراً اضطروا إلى اقتراض مبلغ ضخم من المال من البنك لشراء منزل جديد، اتصلت إديث بجيك وسألته عن أموره وأوضاعه، عندئذ أخبرها بملحمة المنزل المتعفن، وقد استمعت له بكل أدب وأخبرته أنها تشتاق لمنزلها القديم بشكل رهيب، وبأنها مستعدة للحد من تسوية الطلاق في مقابل الحصول على المنزل، مع إدراكه بعدم معرفة زوجته السابقة عن مدى سوء ونتانة الرائحة وافق على السعر الذي كان يشكل 10 بالمائة من قيمته الحقيقة، ولكن شريطة أن توقع على عقد البيع في نفس اليوم، وقد وافقت إديث، وفي غضون ساعات قليلة قام محاميه بتسليم الأوراق. بعد أسبوع وقف جيك مع صديقته مع ابتسامة حمقاء على وجهيهما وهما يشاهدان شركة نقل الأثاث تقوم بنقل كل شي، أقصد حرفياً كل شيء، إلى منزلهم الجديد بما في ذلك قضبان الستائر. ما أريد أن أقول هو أن كل محاولة سيئة تقوم بها ضد من وهبك زهرة شبابه وأعطاك معناك حينما كنت بلا معنى، سوف يعود عليك أضعاف مضاعفة، فالشرير يحصل على ما زرعه من شر، والإنسان الطيب يحصد ما زرعه من خير. إلى الخير اذهب ولا تلتفت لسواه.