لم تمر علينا في عمرنا الماضي فتن كما الفتن التي نحن بها اليوم، قلت سابقاً وأقول اليوم أن فتن آخر الزمان نكاد نشاهدها اليوم بأعيننا، فتن حولنا في الدول التي لا تبعد عنا كثيراً.
وفتن داخلية، فلم نعد نعرف من الذي على حق، ومن الذي على باطل، تتشابه علينا أمور كثيرة، صار الإنسان منا حائراً، وصار من الأفضل له أن يمسك لسانه عن الخوض في ما يجري، والصمت هنا يكون من الحكمة.
ما يجري في اليمن من احتلال صنعاء من قبل الحوثيين، هو ما حدث للمنامة في 2011 وذات التوجهات وبذات المحرك، وهو ما حدث لبيروت قبل ذلك حين احتل حزب الشيطان بيروت بحجة عدم الموافقة على مراقبة الاتصالات، وإيقاف شبكات الاتصالات غير الرسمية.
الفتن اليوم تطوق الجزيرة العربية، وكأن شيئاً ما يخبئ لهذه الجزيرة العربية، وهي الهدف الأول للصهاينة وللأمريكان، وهي الهدف الأسمى للصفويين من أجل الوصول للحرمين الشريفين.
ما جرى في العراق من قتل ودماء لا يمكن تخيله، كل الإرهاب ممقوت ومذموم، من أي جهة طرف كان، لا يوجد إرهاب محمود إلا إرهاب المحتلين الصهاينة كما جاء في القرآن الكريم، وإلا فإن قتل النفس التي حرم الله إنما دون ذنب من غير شريعة الله الحقة، إنما هي ظلم كبير، كانت في العراق أو في سوريا أو في ليبيا.
من الظلم البين الظاهر الشاهر، ما تفعله أمريكا اليوم حين استنفرت من أجل أن تلقي الأغذية والمساعدات لليزيديين في الجبال من بعد هجوم داعش عليهم «وكل نفس بشرية لها الاحترام ولا نقبل بقتلها أو تشريدها تحت أي مسوغ» بينما لم تتحرك أمريكا لتنقذ المهجرين السوريين على كافة الحدود للدول المجاورة لسوريا، لم تلقِ عليهم المساعدات، لم تحاول أن تنقذ أي نفس بشرية هناك.
الصواريخ تصب صباً على أهل غزة، حتى تشرد أهلها، وسكنوا العراء، وغزة محاصرة منذ العام 2006، ولم تتحرك أمريكا لإنقاذهم، أو حتى لفك الحصار عنهم
بل إن كل الصواريخ التي تنزل على أهلنا في غزة هي من الصناعة الأمريكية، وكل الطائرات التي تقصف غزة هي طائرات أمريكية.
هل وضحت الصورة؟
أهلنا في سوريا يقصفون بأنواع الصواريخ، وبالكيماوي، وبالبراميل المتفجرة «وهي فكرة إيرانية» ولم تتحرك أمريكا لتنقذ أحداً هناك، حتى القصف الكيماوي لم يتحرك الغرب تجاهه أبداً، وتحول مشروع قصف مراكز الكيماوي لقوات الأسد إلى مشروع نزع سلاح الكيماوي.
أمريكا تدخلت لتقصف الإرهابيين في العراق، داعش وغيرهم، انتصاراً للحكومة العراقية، ومن أجل وقف زحف الإرهابيين على بغداد، بعد أن ارتجفت القلوب هناك من داعش، وإن كان هذا حقاً تراه أمريكا، فلماذا لم تقصف الطائرات الأمريكية قوات حزب الشيطان التي تدخلت في سوريا؟
خرج دجال لبنان ليعترف بأن قواته تدخلت في سوريا علانية، فلم يتحرك الغرب، ولم تتحرك أمريكا بطائراتها لتقصف حزب الشيطان، فلماذا يا ترى؟
هل من إجابة على هذا السؤال؟
لا يوجد شيء أكثر وضوحاً اليوم مما نراه من التحالف الصفوي الأمريكي الصهيوني، ها هم اليوم يتحدثون عن دعم الأسد من أجل أن يقف في وجه الإرهابيين.
بينما هناك محللون يقولون إن مشروع داعش هو مشروع الإيرانيين ولحفائهم الغربيين من أجل إجهاض الثورة في سوريا بعد أن ظهر أن هناك إسلاميين كثراً تجمعوا لقتال الأسد، وهذا سيشكل خطراً داهماً على المنطقة وإسرائيل تحديداً وهو أهم ما يشغل الأمريكان.
كل ما نراه اليوم إنما هو مشهد واضح وجلي، يظهر الحرب على أمة التوحيد، لا يتحرك الغرب ضد إيران رغم مشروعها النووي وإجرامها في كل العالم، وتحريك جماعات الإرهاب في كل مكان، ولا يتحرك ضد حزب الشيطان، إنما يتحركون ويرسلون صواريخهم على كل الجماعات إرهابية كانت أو غير ذلك من أهل السنة والجماعة.
كل هذا المشهد يشكل تلك الصورة التي لا يخطها أي، وهي التقاء أهداف الحرب الصليبية -التي أطلقها الرئيس السابق جورج بوش الابن من بعد اعتداءات 11 سبتمبر- مع المشروع الصفوي لاستهداف جزيرة العرب.
من يرى هذه الصورة فنظره صحيح، ومن لا يراها فعلى عينيه غشاوة..!
حفظ الله بلادنا من كل أنواع وأشكال الإرهاب المتلونة والمتدثرة بلافتات عدة، الإرهاب الصفوي المدعوم من أمريكا، أو أي إرهاب آخر وتحت أي لافتة كانت، لا يوجد إرهاب محمود، ولا يقف أي عاقل مع أي إرهاب.