بعد التداول اللافت الذي حظي به هاشتاق «بصوتك تقدر» في مواقع التواصل الاجتماعي، تنطلق «يلا نصوت» كحملة شبابية وطنية مسؤولة، تقوم على الانتماء المواطني الخالص، والمسؤولية تجاه مملكة البحرين، تأكيداً على كون الشباب بناة البحرين الجديدة وقادة المستقبل، ولذلك فهم الأولى بصياغة مستقبل مشرق لمملكة البحرين ودفع العملية الديمقراطية إلى الأمام.
وتسخر تلك الحملة عدداً لافتاً من الطاقات الشبابية الوطنية بغية ترك بصمة إيجابية لمستقبل البحرين، من خلال دعم وإنجاح المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، إيماناً بأنه الأفضل والأصلح لمستقبل المملكة وحاضرها.
«يلا نصوت».. تعني أن الشباب هو الأقدر على إحداث التغيير للأفضل، وهو الركيزة الأساسية التي تقوم عليها نهضة المجتمع، «يلا نصوت» تعني أن نمارس حقنا الديمقراطي دون تلكؤ؛ فشعوب غيرنا لم تنعم بتلك الديمقراطية بعد، «يلا نصوت».. تؤكد على مبادئ الشراكة الحقيقية في المجتمع، والتي تقوم على الشراكة في صياغة المستقبل واختيار الأكفأ.
إن التركيز الذي يحظى به صوت المواطن البحريني اليوم، إنما يعبر عن ما لذلك الصوت من أهمية، الأمر الذي يدركه الناس بنسب متفاوتة، وإننا إذ ندعم ونشد على الأيدي الشبابية في تلك الحملة الوطنية، فإنما ندفع بعجلة التنمية السياسية والعملية الديمقراطية إلى الأمام لنحتفي جميعاً بذلك العرس الكبير. يلا نصوت تعني أن أصوات المواطنين أمانة في أعناقهم، يأتمنوها ذلك المرشح «النائب» في القريب العاجل، ليقوم بتمثيلهم خير تمثيل، فهل سنمنح أصواتنا لخير المرشحين لنقطف تلك الثمار التي نرنو إليها؟ أم هل سنتلكأ ونوكل أمر وصول النائب الأفضل لمواطنين آخرين، وقد لا يصل، لأنه ببساطة كان قد ينقصه صوت واحد للوصول، وتراخينا أو بخلنا في منحه؟
يلا نصوت.. فكل ما يلزمنا الذهاب لمقار الاقتراع ووضع «نعم» للأفضل، كل ما يلزمنا أن نقول «لا» لمن لا يستحق أو أقل كفاءة، كل ما يلزمنا قليل من الوعي والأمانة والضمير، لنجاوز المملكة كثير من الويلات التي تجرعتها وإيانا في سنوات مضت، ولنمنحها مزيد من القوة بعقول أبنائها وسواعدهم.
«يلا نصوت».. لأننا في البحرين نحظى بحرية التعبير عن الرأي، ولأن لرأينا قيمة، تبوأنا المسؤولية، يلا نصوت لكي لا نندب حظنا في كل مرة على مجالس لربما دون مستوى الطموح، كما يشاع لدى البعض، يلا نصوت.. لأن البحرين في خطر إن لم يصل الأكفأ من كل دائرة، لأن التشريع في خطر، وسمعة المملكة في خطر، ومستقبلنا جميعاً على هذا الوطن في خطر، إن أوكلنا المسؤوليات إلى غير أهلها، ومنحنا البشوت وأحقية التمثيل من ليس أهلاً لها.
لنا في بعض الفصول التشريعية السابقة أمثلة كثيرة.. بعض النواب مهما أعادوا ترشحهم يباركهم المجتمع ويدعمهم بكل سرور، وآخرون خاب الظن فيهم، وأساءوا لسمعة المملكة.. وإنه ليحزنني أن أرى الطرائف يتداولها أشقاؤنا في الخليج أو خارجه على الواقع المتردي لإخفاقات بعض النواب، بل وفصولهم الهزلية في كثير من الأحيان، لنكون أضحوكة العالم.. وإنه ليؤسفني أكثر أن يكون القرار بأيدينا، والفرصة متاحة أمامنا، فلا نصوت، ولا نختار الأفضل، ولا نقول كلمة حق يترتب عليها مصير دولة وشعب.
آخر النبض..
لكي لا نلفظ أنفاس مجدنا الأخيرة.. لكي نستنشق عبير الحرية والنماء بعد الخروج من عنق الزجاجة.. «يلا نصوت».