ليعذرني الجميع، فقد أصبت بحالة من الزغللة جراء ما أشاهده من صور، لم أعرف هذه الصور تتعلق بماذا، هل هي صور للناجحين في الثانوية العامة؛ أم صور خلايا إرهابية؛ أم صور مترشحين للانتخابات؟
زحمة صور وزحمة أسماء، هناك بلا شك مترشحون محترمون، وهناك من هم يستحقون تمثيل الناس هؤلاء نحترمهم كثيراً ونقدرهم، بينما هناك من يجب عليه أن يعرف قدراته أولاً، وهل هو أهل للمقعد النيابي؟ وهل هو يستطيع فعلاً إنجاز شيء للناس؟
متاهة الصور هذه مزعجة للناس، كلام ووعود خيالية وجوفاء ولا يتحقق منها شيء، وصور أيضاً تجعل الناس تقول «من بقى ما رشح روحه؟».
أكرر احترامي للمحترمين من المترشحين والمترشحات، لكني أنقل لكم إحساس الناس وما أسمعه وأشاهده كل يوم.
دخلت الوفاق في الرمق الأخير أم لم تدخل؛ في الحالتين هي تعاني من ويلات الخسارة والهزيمة، ومن حالة من الانحدار والذل الذي لم تصل إليه هذه الجمعية من قبل منذ تأسيسها، شارعها يرجمها، والذين يعرفون حقيقة الوفاق أيضاً يرجمونها، وفي المحصلة فإنهم دخلوا أم لم يدخلوا فإنهم في أقسى مواقع الهزيمة والانكسار والتقهقر.
حتى وإن دخلوا بالفريق الأولمبي كما طرحت هنا سابقاً؛ فإنهم يعانون من ويلات وهزائم وصفعات كثيرة، آخرها من سفارات الدول الكبرى..!
إذا كان رجل واحد فعل بالوفاق ما فعل حين قرر أن يكون سيد قراره الشخصي، وقرر أن يترشح للبرلمان فماذا يعني هذا؟
هذا يعني أولاً أن هناك الكثير من أمثال «بو نبيل» يريدون خوض الانتخابات ويريدون طي صفحة مريرة لأهل القرى جعلتهم يعانون الأمرين، لكن إرهاب الوفاق والجماعات يمنعهم، هناك من يخشى على أهله وأسرته وبيته من الحرق جراء إرهاب الإرهابيين، وجراء حالة الانتقام من كل إنسان يختلف مع الوفاق وغيرها حتى وإن كان من أبناء جمعيتهم.
اختلفنا أم اتفقنا مع المرشح ميرزا أحمد «بو نبيل»، فإن هذا الرجل رجل حر، حتى وإن تراجع عن الترشيح، فيبدو أن الوفاق قد جن جنونها بترشيح بو نبيل، حتى حدث ما حدث من أجل أن يتراجع عن الترشيح، وأحسب أن إرهاباً قد مورس عليه،
فأي ديمقراطية هذه التي تنادي بها الوفاق، أليست هذه ديمقراطية الاختطاف لإرادة الناس، وجعل الناس كما القطيع، ومن يخالف رأيها يصب عليه العذاب صباً؟
بالله عليكم هل أنتم أهلاً للديمقراطية؟
أنتم تخضعون لدكتاتورية الولي الفقيه، فمن أين لكم بالديمقراطية؟
اطلعت على تصوير فيديو للمرشح بو نبيل لا أعرف تاريخ تصويره، يقول فيه كلاماً عقلانياً وواقعياً أمام مجموعة تحضر ندوة، وأحسبها ندوة يحضرها الوفاقيون، فقد قال كلاماً قوياً حول الإرهاب والمولوتوف وقطع الطرقات، قال بما معناه: «إلى متى تقطع الطرق على الناس في شارع البديع، أليس هذا إرهاباً؟، أليس المولوتوف إرهاباً؟، أنتم تقولون إن الشرطة تغلق شوارع القرى، لكن حين تحرقون شارع البديع أليس أنتم من تحرقون وتعطلون مصالح الناس؟ حين نُسقط فلاناً أو علاناً أليس هذا إرهاباً لفظياً ؟».
ليس هذا نقلاً حرفياً لكلام بونبيل، ولكن ما أتذكره من الفيديو المنتشر، وأعتذر إن لم أنقل كلامه حرفياً.
هذا الكلام الواقعي والحقيقي لأناس كثر في القرى، لا يستطيعون النطق به خوفاً من إرهاب الوفاق وغيرها، فمن ينطق بكلمة يحرق بيته وسياراته، هذه هي أخلاق الجمعيات، وهذا هو دينهم، يحرقون كل من يختلف معهم.
الوفاق تريد أن تدخل نفقاً مظلماً (إذا ما قاطعت) فلماذا تجعل الناس جميعهم يدخلون النفق معها؟
لتترك لهم خياراتهم، لتترك لهم حرية اتخاذ الموقف، التهديد والإرهاب هذا لا يليق بجمعية توهم الغرب أنها جمعية ديمقراطية وتريد تحقيق الديمقراطية، والله لو حكمت الوفاق لشاهدتم الاستبداد بعينه، ولشاهدتم الدماء تراق في الشوارع كما حدث في بغداد، هذه هي حقيقة حزب الدعوة، ولشاهدتم المليارات تختفي كما تختفي في العراق..!
وسط كل هذه الحالة المريرة التي نعيشها، فإنني قررت أن أترشح لأشكل جمعية اسمها جمعية الصمت (جمعية معنوية).
إن أفضل شيء يفعله الإنسان وسط هذه الموجة من الغبار والمياه العكرة، ومن حالة الهيجان بين كفتين، المشاركة من أجل المشاركة، والمقاطعة من أجل قرار الولي الفقيه، فإن الصمت في هذه المرحلة أبلغ وأجمل، وله معان كثيرة.
أقولها بأمانة، في مواقع كثيرة كان هناك من ينتظر منا أن نتحدث، وكنت أصمت ولا أتحدث على خلفية أمور كثيرة أشاهدها أمامي في كل مناسبة على حدة، لكني لم أندم يوماً أنني اتخذت قرار الصمت، بل إنني كنت أقول في نفسي، الحمد لله لم أتحدث، الصمت نعمة، رغم أن الحديث أحياناً يصبح مثل الشهوة الجامحة يصعب كبحها، إلا أنك حين تفعل تجد نفسك بعد فترة تقول الحمد لله إنني لم أتحدث في ذلك الموقف.
الصمت ليس خوفاً، وإنما الصمت هو رجاحة عقل، وإعلان موقف، وقدرة على التحكم في نوازع النفس، والصمت يجعلك تكشف الساحة أمامك.
قررت أن أترشح لهذه الجمعية المعنوية، ومن يرد أن يدخل معي فأهلاً به، هناك رسوم اشتراك تحصل لمؤسس الجمعية ولا تعاد، وهي 1000 دينار لكل صامت، ولا يجب أن يخاف أحد من ضياع المبالغ، لدينا نظام محاسبي صارم ودقيق..!!
** رذاذ
إن كان الرجل الفاضل خليفة الظهراني لن يترشح للانتخابات بحسب ما نشر، فإن هذا القرار أعتبره صائباً، وفي مكانه، لكل مرحلة خياراتها، وأعتقد أن قراره هو خيار مناسب لهذه المرحلة..!!
** رسوم الترشح تبلغ 200 دينار، والمترشحون حتى أمس بلغوا 366 مترشحاً، «يعني جم يطلع المبلغ، والله خوش مدخول للدولة» أقترح رفع الرسوم إلى 400 دينار في الانتخابات القادمة..!!
** نحترم كل الناس، ونحترم كل الأشخاص، وأنا لا أعرف لماذا الناس يحتجون على قيام أشخاص (بعينهم) لترشيح أنفسهم للانتخابات، هذا حق لكل مواطن بعيداً عن مهنته.
«بعدين ترى إننا محتاجون للتنوع، واحد يقرى على الأعضاء، وواحد يونسهم، وواحد يضحكهم، وواحد من أعضاء جمعيتي، جمعية الصمت، طول الأربع سنوات ما يتكلم، وواحد كله بيتهاوش، وواحد كله معترض حتى على نفسه، ترى التنوع زين يا جماعة، هذا هو المجلس الذي يعكس (واقع البلد).. وأخشى أننا وصلنا إلى زمن الانحطاط..!